ٍَالرئيسية

تركيا وسوريا.. التطبيع على صفيح ساخن

(نجم الدين نجيب)

شفقنا- الاخبار الخاصة بالتحركات التركية، على صعيدي الحكومة والمعارضة، لتطبيع العلاقات مع سوريا، تحتل هذه الايام اولوية خاصة في وسائل  الاعلام العالمية والاقليمية، فهذه الاخبار كما يرى بعض الخبراء تعكس رغبة تركية في تصفير مشاكلها مع الجيران وخاصة سوريا، بعد ما يقارب 12 عاما من الحروب والازمات التي ارتدت سلبا حتى على الدول والجهات التي كانت وراء اشعال الفتنة في سوريا.

تركيا التي راهنت بالامس على تمزيق جغرافية سوريا، وكانت تعد الايام لاسقاط النظام السوري، باتت اليوم تنظر الى سوريا كعامل مهم ومؤثر على الحياة السياسية  في تركيا، بعد ان تحولت الى بيضة القبان في الانتخابات التركية، حيث يتنافس الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والمعارضة  التركية على كسب ود سوريا، للفوز بصوت الناخب التركي.

اردوغان يحاول سحب البساط من تحت المعارضة التركية، التي سبقته في الذهاب الى دمشق، من اجل تمهيد الارضية لاعادة العلاقات معها في حال فوزها بالانتخابات، بينما اردوغان تجاوز المعارضة بكثير، عندما طلب رسميا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اقناع  الرئيس السوري بشار الاسد، لتطببيع علاقات بلاده مع تركيا.

اللافت ايضا ان اردوغان، استخدم ولفترة طويلة اللاجئين السوريين في بلاده، كورقة ضغط وابتزاز، لتحقيق مصالحه، الا ان هذه الورقة لم تنفع اردوغان فحسب، بل اصبحت نقطة ضعفه ، عندما بدات المعارضة، في شن حملة واسعة من اجل اعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم، وهو مطلب الشارع التركي بالدرحة الاولى، الا ان اردوغان في المقابل ركب سريعا هذه الموجة، عندما بدا يضع إعادة اللاجئين السوريين الى بلادهم، ضمن هم اهداف حملته الانتخابية.

يرى الكثير من المراقبين للمشهد السوري، ان الخطة التي اتبعتها الحكومة السورية، في حصر الجماعات التكفيرية والارهابية، بمختلف توجهاتها  وجنسياتها، في جغرافية ادلب، على الحدود مع تركيا،  والتي تحولت الى خنجر في خاصرة تركيا، فهذه الجماعات، تحركها اجهزة استخبارات عالمية، تتناقض مصالحها وسياساتها، ومن الصعب ان تواصل تركيا السيطرة عليها، لذلك اخذت تعم حالة من الفزع  في الشارع التركي ، من ان يرتد هؤلاء التكفيريون الى الداخل التركي، ويهددون استقرار تركيا كما هددوا استقرار سوريا، وهذه النقطة بالذات دفعت اردوغان للتفكير بالتطبيع مع سوريا، من اجل الحد من خطر هذه الجماعات عليها.

يبدو ان اردوغان، اقدم  على خطوة عملية في هذا المجال، عندما بدأ بنقل الجماعات التكفيرية الاجنبية من شمال سوريا الى الخارج ،وتحديدا الى اوكرانيا، للقتال ضد الجيش الروسي،  ومن هذه الجماعات، جماعة “اجناد القوقاز” بزعامة عبد الحكيم الشيشاني ، وهي الجماعة التي كانت متواجدة في العديد من المناطق ومنها منطقة ريف اللاذقية.

في المقابل، يبدو ان الحكومة السورية ليست في عجلة من امرها، فهي لا تريد منح اردوغان نصرا انتخابيا مجانيا، فهي تريد ان تتاكد من نوايا اردوغان الحقيقة من وراء محاولات للتطبيع معها، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال التركي للاراضي السورية، ووقف دعم الإرهاب، فاذا ما اظهر اردوغان جدية في هاتين القضيتين، عندها فقط يمكن لسوريا ان تتجاوب من الدعوات التركية لاعادة تطبيع العلاقات، التي مازالت حتى الان على صفيح ساخن.

اخيرا، ان انتقال الدول التي كانت تعد الايام لسقوط الحكومة السورية، من معسكر العداء لسوريا، الى معسكر التطبيع معها، ما كان ليحصل لولا التفاف الشعب السوري حول جيشه، الذي يتألف من مختلف فسيفساء النسيج القومي والديني والطائفي للشعب السوري، ولولا وقوف حلفاء سوريا الى جانبها، في محنتها التي دامت طويلا.

  • ماجاء في المقال لايعبر بالضرورة عن رأي الموقع

انتهى

المصدر
الكاتب:Sabokrohh
الموقع : ar.shafaqna.com
نشر الخبر اول مرة بتاريخ : 2023-01-18 09:11:44
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى