تحقيقات - ملفات

بري والحزب مرشحنا فرنجية ..

بينما يزداد المشهد الاقليمي والدولي تعقيداً على اكثر من اتجاه ، وتتشتت الاوراق وتتشعب الملفات سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ، تبدو الساحة اللبنانية خاصرة رخوة تجعلها بشكل دائم وداهم تحت تأثير العواصف والصراعات الاقليمية والدولية ..
مما يجعل بشكل حتمي الملف الرئاسي اكثر تعقيداً ، والفراغ الحاصل رئاسياً امراً بديهياً ونتيجة طبيعية في ظل هذه التشعبات المتصاعدة داخلياً وحارجياً ، وقد يكون لهذا الفراغ تداعيات وتفرعات من شأنها تعميم الفراغ الدستوري بشكل مباشر وغير مباشر ليس فقط رئاسياً وحكومياً بل ايضاً تشريعياً بعد اعلان اكثر من كتلة وتكتل رفضها التام للتشريع قبل انتخاب رئيس للجمهورية واعتبار المجلس حالياً هيئة ناخبة فقط ، بالاضافة الى ما نشهده من فراغ قضائي نتج عن اعتكاف للقضاة لا يبدو حتى الان انه سينتهي اقله قبل نهاية هذا العام ..
وما يجري اليوم على صعيد جلسات انتخاب الرئيس بالشكل والمضمون ليس الا تقطيع للوقت وحرق اسماء ببورصة رئاسية معطلة على اسعار صرف محلية واقليمية لا قيمة لها في الوقت الراهن ..
اما ما يعتبر مستجد بهذا الملف هو الخرق الذي احدثه امين عام الحزب السيد حسن نصرلله في خطابه الاخير حول موصفات الرئيس الذي يدعم وصوله الحزب وموصفات الرئيس الذي سيمنع وصوله الى بعبدا ، صحيح ان الامين العام لم يسمي اي شخصية يريد والحال نفسه بعدم تسمية من لا يريد ..
الا ان حنايا مضمون خطابه بهذا السياق كانت واضحة ومدروسة وباتجاه معين لا مبهم ، وهي ان السيد اتخذ قرار واضح بدعم وصول سليمان فرنجية الى الرئاسة ورفض اي مرشح يسمى بمرشح سيادي او على علاقة وثيقة بامريكا ؟؟!
ودائرة اسماء المرشحين بهذا السياق محدودة منها ما ظهر ويستخدم وهو ميشال معوض ومنها ما هو غير معلن لكن محركات ترشيحه تطبخ على نار حامية بين الكتل التي تسمي معوض حالياً وبين الكتل والشخصيات التي تتبع سياسة المناورة بالاسماء وتبدلها بين جلسة واخرى ..
صحيح ان ترشيح الحزب لفرنجية لم يعلن عنه حتى الان رسمياً ، ولم يزج بالتداول بين الحزب وسفراء بعض الدول الغربية التي تلتقي مسؤولين بالحزب وتحاول استكشاف رايه حول الرئاسة ومن هو المرشح الذي سيحظى بدعمه ..
لكن من هو معلن بالكواليس هو اتفاق تام بين الحزب والرئيس نبيه بري على دعم وصول فرنجية ، والاتفاق على توفير كل الامكانيات لوصوله من خلال اتباع كل طرف على اسلوب مختلف بالتواصل مع باقي الافرقاء لدعم فرنجية ، وبهذا السياق يجهد الحزب على تفعيل النقاش والحوار مع جبران باسيل ، والرئيس بري على خط وليد جنبلاط ، والرئيس سعد الحريري الذي يدعم ضمنياً وصول فرنجية من خلال كتلته النيابية الغير معلنة ودعم رؤساء الحكومات السابقين وابرزهم ميقاتي الذي اعلن بشكل واضح امنيته بوصول فرنجية الى بعبدا، كما يوفر الحريري غطاء دار الفتوى التي ستعلن دعمها بشكل رسمي لفرنجية عندما يتوافر اجماع معلن على اسمه بين كتل اساسية بالمجلس النيابي ، وتشير بعض المصادر المقربة من الحريري انه جدي بدعم فرنجية لكنه لن يعلن عن ذلك قبل توافر الظروف الملائمة لانتخابه ،
حتى الان يبدو مسار توافر جلسة نيابية لانتخاب فرنجية شاق وصعب لكن غير مستحيل ، والاوراق المتوفرة لعدم حرق اسمه وخروجه من السباق الرئاسي ليست ضعيفة ، واهمها اتفاق الثنائي امل والحزب على ترشيحه وتعتبر هذه الورقة فاعلة وتعطي النتيجة نفسها لجلسة لا يتوافر فيها نصاب الثلثين من خلال ميثاقية امتلاك الثنائي ٢٧ نائب شيعي على رأسهم رئيس المجلس الذي لا يسمح بانعقاد جلسة يغيب عنها مكون ميثاقي اساسي ، بالاضافة الى امتلاك الثنائي ورقة تعطيل النصاب مع كتل وشخصيات داخل المجلس غير كتلة لبنان القوي ..
وعليه يبدو ترشيح فرنجية من قبل الحزب وامل جدي ومدروس ويمتلك حتى الان كل الاوراق المتاحة لوصوله او حتى لمنع وصول شخصية لا تتوافر فيها الموصفات المتوافرة بفرنجية ..

عباس المعلم / كاتب سياسي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى