الاتفاق النووي… هل دخل مرحلة الجمود؟
وأضاف بوريل أن الردود الإيرانية لا تساهم في تحقيق نتيجة نهائية، إلا أنه أشار إلى أن الأطراف المتفاوضة لا تزال قريبة من تحقيق نتيجة نهائية بشأن الاتفاق النووي. وأكد، خلال مؤتمر صحفي بنيويورك، أن المقترح الذي تقدم به لإحياء الاتفاق النووي سيبقى على الطاولة، وقال إنه لا يرى حلا أفضل منه.
من جهته، أعرب ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة عن أمله في أن يستمر الحوار بين أطراف الاتفاق النووي الإيراني، وأن تتمكن من التوصل إلى توافق في الآراء.
وقال دوجاريك، خلال مؤتمر صحفي، إن الأمين العام الأممي أعرب لإيران والأطراف الأخرى عن الحاجة إلى إظهار المرونة والمضي قدما في الاتفاق النووي. وأشار إلى أنه من المنتظر أن يلتقي الأمين العام للأمم المتحدة الرئيس الإيراني على هامش الجمعية العامة الأسبوع الجاري.
بدورها، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا إنّ إيران لم تقدم ردا إيجابيا على مقترح الاتفاق النووي. وأكدت، خلال لقاء بالصحفيين على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن فرصة إيجاد حل تراجعت بسبب تراجع طهران عن بعض من الالتزامات المتعلقة بمنع انتشار الأسلحة النووية، وفق تعبيرها.
ولم تستبعد الوزيرة الفرنسية احتمال لقاء الرئيس إيمانويل ماكرون بنظيره الإيراني، الذي سيكون حاضرا في نيويورك هذا الأسبوع، وقالت للصحفيين إن نافذة الفرصة الأخيرة لإحياء الاتفاق النووي ستغلق قريبا، لكن إيران لم تقدم حتى الآن ردا إيجابيا على المقترح الأوروبي لإحياء الاتفاق.
وتابعت أن للولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين موقفا متطابقا من مسألة قضية تحقيق الوكالة الدولية للطاقة الذرية في آثار يورانيوم عثر عليها في 3 مواقع في إيران، وهي قضية طالبت طهران بإغلاقها قبل العودة إلى الاتفاق.
من ناحيتها، قالت الرئاسة الروسية إنه لا يزال هناك عدد من القضايا الخلافية في الاتفاق النووي الإيراني ينبغي العمل على حلها. وأضاف الكرملين أن خطة العمل الشاملة المشتركة بشأن الملف النووي الإيراني تلبي مصالح جميع الدول.
الرد الإيراني
وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أكد أمس الاثنين أن بلاده صادقة في مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي، مشيرا إلى إمكانية التوصل لاتفاق جيد.
وقال رئيسي في مقابلة مع برنامج “60 دقيقة” لقناة “سي بي إس” (CBS) الأميركية، إن إيران جادة في التوصل لاتفاق جيد وعادل، لكن هذا الاتفاق يجب أن يحتوي على ضمانات بحيث لا تنسحب منه أميركا.
وانسحبت الولايات المتحدة في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب من خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) في مايو/أيار 2018، وأعادت فرض عقوبات صارمة على طهران، التي قامت تدريجيا بانتهاك القيود النووية المنصوص عليها في الاتفاق ردا على ذلك.
وأضاف رئيسي: لقد نقضت أميركا العهد، لذلك لا معنى للاتفاق إذا لم يلتزموا به، مشددا على أن طهران لا يمكنها الوثوق بواشنطن فقد جربتها في السابق.
وتساءل الرئيس الإيراني عما يدفع واشنطن لفرض عقوبات جديدة على إيرانيين أثناء المفاوضات النووية إذا كانت ترغب في التوصل إلى اتفاق.
وغادر رئيسي صباح أمس الاثنين طهران متوجها إلى نيويورك للمشاركة في الدورة 77 للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن رئيسي لن يعقد أي لقاءات ثنائية مع المسؤولين الأميركيين خلال زيارته نيويورك. وأضاف، في مؤتمر صحفي، أنه لا توجد برامج محددة لعقد لقاء بين أطراف الاتفاق النووي، لكن الأمر ليس مستبعدا، حسب تعبيره.
وكان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قال إن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي الإيراني وصلت إلى طريق مسدود.