ارشيف الموقع

تفاؤل باختراق جدي في ملف ترسيم الحدود بعد زيارة هوكشتاين

تشابكت الأولويات المطروحة لبنانياً فوق مشهد داخلي شديد الاضطراب، إذ توزعت هذه الأولويات بين تطورات ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل والتحركات المتصلة بالاستحقاق الرئاسي من جهة والتطور الأمني المثير للقلق الذي حصل في طرابلس ليل الجمعة وأدى إلى تسميم الأجواء في عاصمة الشمال.

وكتبت” النهار”: غداة الزيارة الخاطفة التي قام بها الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين لبيروت عكست الانطباعات والمعطيات المتجمعة عن زيارته مناخات يغلب عليها التفاؤل الحذر بإمكان أن تؤسس زيارته هذه لاختراق في قابل الأسابيع خصوصاً أن الكلام الأكثر تعبيراً عن التقدم الحاصل في مهمة الوسيط الأميركي جاء على لسان وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب امس لـ”النهار”، كاشفاً أنّ 95 في المئة من الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية قد صارت منجزة.
هذا الكلام الذي لم يصدر أي كلام رسمي أو ديبلوماسي يجافي مضمونه عزز الانطباعات التي نقلت عن هوكشتاين من أنّ التوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود ممكن خلال أسابيع وأنّ الحكومة الإسرائيلية الحالية مستعدة للاتفاق قبل الانتخابات التشريعية الإسرائيلية. ومع ذلك فإن ثمة ترقباً لما ستحمله الأيام المقبلة على هذا الصعيد إذ ذكر أنّ هوكشتاين أبلغ الرئيس ميشال عون، وبناءً على استيضاحات عون، أنّه سيرسل إليه في الأيام القليلة المقبلة خريطة تفصيلية لطرح إسرائيلي يتعلق بموافقة تل أبيب على حقل قانا بالكامل للبنان مع خط متعرج وبناء على الموقف اللبناني من هذا الطرح يبنى على الشيء مقتضاه.
بدورها، كتبت” الديار”: المعلومات التي توافرت من مصدر واسع الاطلاع تفيد بان الوسيط الاميركي ابلغ الرؤساء الثلاثة في زيارته الخاطفة بان المفاوضات قطعت مسافة كبيرة، وانه يمكن القول ان نسبة 90 في المئة من الاتفاق انجزت وبقي بعض التفاصيل  التي سيجتهد لمعالجتها وحلها قبل اواخر ايلول الجاري.
وفهم المسؤولون اللبنانيون منه انه يسعى لانجاز الاتفاق قبل الانتخابات الاسرائيلية في تشرين، مع قوله ان المسؤولين الاسرائيليين ابلغوه ان تعاملهم مع موضوع الترسيم لا يرتبط بمسألة الانتخابات.
واشار ايضا الى سعيه ورغبته في انجاز الاتفاق قبل الاستحقاق الرئاسي اللبناني.
ووفقا للمصدر فان الجانب اللبناني يبقى حذرا لاعتبارات عديدة ابرزها ان الشياطين تكمن احيانا في التفاصيل، عدا الاسلوب والمناورات التي اعتمدها ويعتمدها العدو الاسرائيلي والتي لا يمكن اسقاطها من الحسبان.
لكن رغم الحذر لدى الرؤساء الثلاثة، فان الاجواء التي حملها هوكشتاين بددت نسبيا الاجواء التي سادت قبل زيارته للبنان، خصوصا انه تأخر شهرا واسبوعا بعد ان كان وعد باعطاء اجوبة للجانب اللبناني بعد اسبوعين من زيارته السابقة.
وقال احد المسؤولين المتابعين بشكل مباشر لهذا الملف لـ “الديار” ” ان زيارة هوكشتاين كانت مهمة، وان لبنان محافظ على تراكم الايجابيات التي تحققت في هذا الموضوع. لكننا لم نتوصل بعد الى النهاية، مع العلم انه بعد الزيارة وما حمله هوكشتاين يؤكد حصول تقدم بخطوات عديدة عن المرحلة السابقة يبنى عليها بحيث يمكن القول اننا صرنا اقرب الى الاتفاق من اي وقت سابق”.
وعلمت “الديار” ايضا ان الوسيط الاميركي ابلغ الرؤساء الثلاثة الموافقة على اعتماد الخط 23 وانه يضمن هذا الامر مع تعديلات طفيفة لا تمس الجوهر.
وعلم ايضا ان البحث تناول كيفية ترجمة هذه النتائج بعد معالجة التفاصيل الباقية وحسم الاتفاق، وان هوكشتاين وعد بوضع مسوّدة اتفاق بعد اجراء جولته خلال الفترة القصيرة المقبلة.
ولفتت مصادر مطلعة في هذا المجال الى تشديد الرئيس بري خلال اجتماعه بالوسيط الاميركي على ضرورة العودة الى الناقورة للتفاوض غير المباشر برعاية الامم المتحدة وبوساطة الولايات المتحدة الاميركية، وذلك وفقا لاتفاق الاطار حتى الوصول الى النتائج المرجوة.
وذكرت المعلومات ان هوكشتاين سيعود بتقرير خطي الاسبوع المقبل الى لبنان، لكن التقرير لا يعني انه عبارة عن نص الاتفاق النهائي.
وقال مصدر مطلع لـ”الديار” في هذا المجال ان الرؤساء الثلاثة متفقون على الاسراع في حسم الامور ولا خلاف حول هذا الامر على عكس بعض التحليلات والتكهنات، وقد يكون هناك اختلاف في بعض الاجتهادات التي لا تمس ولا تؤثر في وحدة وقوة الموقف اللبناني في المفاوضات التي لم تصل بعد الى خواتيمها.
ورفض المصدر الحديث عن هذه الاجتهادات، مؤكدا ان المسار الذي يسلكه الجانب اللبناني متين وقوي وسيبقى الى مرحلة تظهير الاتفاق اذا نجح الوسيط الاميركي في معالجة النقاط الاخيرة.
وكتب فادي عيد في” الديار”: وتشير المصادر المطلعة إلى أن ما هو مؤكد حتى الساعة على هذا الصعيد، أن مسار المفاوضات سيتواصل في الأسابيع المقبلة، بعدما شقّ طريقه نحو إحراز نوعٍ من التقدّم ولكن من دون أي إعلان رسمي خصوصاً من الجانب اللبناني، وذلك في ضوء الكلام المستجد عن الترسيم في البرّ تزامناً مع الترسيم في البحر. وبالتالي، فإن التناقض في المعلومات المتداولة، لا يحمل أي ترجمةٍ للإيجابية الأميركية التي تكاد تكون مصطنعة بحسب هذه المصادر، وذلك لأن الوتيرة السريعة لزيارة هوكشتاين إلى بيروت، تؤكد أن ما من تقدم جدي وما من عناصر ملموسة تشي بالوصول إلى اتفاق حدودي في المدى المنظور، خصوصاً وأن الوسيط الأميركي لم يغفل الإشارة قبيل مغادرته المطار، بأنه على اللبنانيين العمل لتحقيق أي تقدم.
وكتبت “الانباء الكويتية”: بدلاً من ان يعود  هوكشتاين بالجواب الإسرائيلي على الطروحات اللبنانية، جاء بمقترح إسرائيلي من خارج السياق، يمكن اختصاره بالقول: إسرائيل تنازلت لكم في البحر، وعليكم التنازل لها في البر، إنها تريد النقطة B1 عند شاطئ بلدة الناقورة الحدودية لضرورات أمنية، ما يخشى معه أن تصبح منطقة مزارع شبعا المحتلة خارج الحدود اللبنانية!

لم يحصل نقاش في هذا الموضوع، الذي تاه بين التسريب والنفي، وترك الجواب لزيارة لاحقة لهوكشتاين الذي اكتفى بطمأنة المسؤولين الذين التقاهم عن دور إيجابي لشركة النفط الفرنسية «توتال»، التي ستبدأ التنقيب في الحقول اللبنانية عندما يحصل اتفاق الترسيم، متمنيا الحصول على جواب قبل الدخول بمرحلة الانتخابات الرئاسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى