الرئيس الصيني شي جين بينغ: خصم أمريكا الأول
منذ أيام، أعلنت لجنة المكتب السياسي الدائم للحزب الشيوعي الصيني، تاريخ 16 تشرين الأول / أكتوبر المقبل، موعداً لبدء انعقاد المؤتمر العام للحزب، الذي يتم إجراؤه كل 5 سنوات، والذي يتوقع فيه التمديد لـ”شي جين بينغ” رئيساً للبلاد لولاية ثالثة، وتثبيت نفسه كأقوى زعيم للصين، بعد مؤسس جمهورية الصين الشعبية ماو تسي تونغ.
فهو منذ توليه السلطة عام 2013، استطاع أن يجعل بلاده أكثر حضوراً على الساحة الدولية، كقائدة لدول العالم النامية وكحليف موثوق للدول الإقليمية والكبرى القوية، بهدف تأسيس نظام عالمي جديد يختلف عن نظام الهيمنة الذي أسسته الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية (لذلك تعدّه واشنطن خصمها الأول). كما أنه بعكس الكثير من قادة العالم في القرن الـ 21، خاض تجربة الحياة في كهف والعمل كمزارع قبل تسلمه السلطة بسنوات.
فمن هو “شي جين بينغ” وما هي أهم وأبرز المحطات في حياته؟
_ من مواليد العام 1953، وهو نجل محارب شيوعي الصيني المخضرم، تم طرد والده من الحزب الشيوعي الصيني وإرساله للعمل في مصنع في مدينة لويانغ.
وفي أيار / مايو 1966، قطعت الثورة الثقافية تعليم شي الثانوي عندما توقفت جميع الفصول الثانوية للطلاب لانتقاد معلميهم ومحاربتهم.
_انضم شي بعدها إلى الحزب الشيوعي الصيني وعمل كحزب محلي سكرتير، وفي نفس الوقت كان يقطن مع عائلته في بيت هو عبارة عن كهف، وطبقاً لمن عرفوه، فإن هذه التجربة جعلته يشعر بالتقارب مع فقراء الريف.
__أدت مصائب ومعاناة عائلته في سنواته الأولى إلى تقوية رؤيته للسياسة. فخلال مقابلة له في العام 2000 قال: “الأشخاص الذين ليس لديهم اتصال يذكر بالسلطة، والذين هم بعيدين عنها، يرون دائمًا هذه الأشياء على أنها غامضة وجديدة. لكن ما أراه ليس مجرد أشياء سطحية: القوة، والزهور، المجد والتصفيق. أرى حظائر الثيران وكيف يمكن للناس أن ينفخوا بالحرارة والبرودة. أنا أفهم السياسة على مستوى أعمق”.
_ تقدم بطلب للانضمام إلى الحزب الشيوعي الصيني عشر مرات وتم قبوله أخيرًا في محاولته العاشرة في العام 1974.
_بعد دراسته للهندسة الكيميائية في جامعة تسينغهوا كطالب عامل – فلاح – جندي، ارتقى شي في المناصب السياسية في المقاطعات الساحلية في الصين.
بحيث تولى أولاً منصب الحاكم في فوجيان من 1999 إلى 2002، قبل أن يصبح حاكما وأمينا للحزب في تشجيانغ المجاورة من 2002 إلى 2007.
وبعد إقالة سكرتير الحزب في شنغهاي، تم نقل شي ليحل محله لفترة وجيزة في العام 2007. انضم لاحقًا إلى اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني في نفس العام وشغل منصب السكرتير الأول للأمانة المركزية في تشرين الأول / أكتوبر من العام 2007.
_ في العام 2008، تم تعيينه خلفًا مفترضاً لـ”هو جينتاو”، حين تم تعيينه نائبا لرئيس جمهورية الصين الشعبية ونائبا لرئيس اللجنة العسكرية المركزية.
_طرح العديد من المشاريع الإستراتيجية التي تعبر عن رؤيته لمستقبل الصين، مثل: “حلم الصين”، مشروع بعنوان “إعادة بعث الأمة الصينية”، ونجح في إجراء إصلاح اقتصادي ساهم في الحدّ من تراجع النمو، كما وبدأ بتنفيذ مشروع النقل البري العملاق “طريق الحرير”.
_خلال عهده فرضت الصين سيطرتها على بحر الصين الجنوبي رغم المعارضة الدولية، وعززت نفوذها على الصعيد العالمي، عن طريق ضخ مليارات الدولارات في القارة الأفريقية والآسيوية وإقامة المشاريع التنموية.
_ نفذ حملة محاربة الفساد في الداخل أطلق عليها اسم “النمور والذباب”، والتي استهدفت أكثر من مليون شخص من كبار وصغار مسؤولي الحزب الفاسدين، وهذه بعض من الأسباب التي جعلته يتمتع بشعبية كبيرة بين صفوف الصينيين البسطاء.
_ تحاول أمريكا بشدة تشويه صورته عالمياً، لا سيما عبر الحملات الممنهجة التي تظهره من المستبدين وغير المبالين بحقوق الإنسان، بل الأنكى من ذلك في أنها تتهمه بعدم احترام الحريات الشخصية لمواطنيه، عبر تكثيف شبكات المراقبة والكاميرات في الأماكن العامة، فيما يعود السبق في إيجاد هذه السياسة أصلاً للإدارة الأمريكية.
الكاتب: الخنادق