تل أبيب لواشنطن: التطمينات لا تكفي!
فيما يتوجه العالم بناظريه إلى الولايات المتحدة منتظراً قرار البيت الأبيض حول العودة إلى الاتفاق النووي، بعدما أكدت إيران، أخيراً، ان الكرة الآن باتت في الملعب الأميركي، تتزايد المساعي في كيان الاحتلال، لوقف المفاوضات الرامية لتقليص الهوة بين الأطراف. وفي هذا الصدد نشر موقع “أكسيوس” تقريراً قال فيه إن الإدارة الأميركية حاولت في الأيام الأخيرة تطمين إسرائيل أنها لم توافق على التنازلات مع إيران.
وقال رافيد باراك، المراسل الذي يعمل لصالح الموقع في تل أبيب، أن المسؤولين الإسرائيليين يقولون “نعم حصلنا على التطمينات ولكنها ليست كافية”. مشيراً إلى أن إيران منحت الرد النهائي في الأسبوع الماضي على المقترح النهائي الذي قدمه الاتحاد الأوروبي والذي يقوم بالتوسط بين أمريكا وإيران. وهو ما قاد للتكهنات أن الاتفاقية النووية باتت قريبة وأشارت إلى نوع من الاحتكاك بين الولايات المتحدة وإسرائيل التي تعارض إحياء خطة العمل المشتركة الشاملة لعام 2015.
وزادت المخاوف الإسرائيلية من الجو العام الذي يسوده التحضير لانتخابات. ولو تم الإعلان عن الاتفاق الجديد قبل انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر فإنه سيعطي زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو الذخيرة السياسية ضد رئيس وزراء حكومة تصريف الأعمال يائير لبيد. وقام المسؤولون في البيت الأبيض وخلال الأسابيع الماضية بتقديم تأكيدات لإسرائيل أنه لا يوجد منظور قريب للاتفاق النووي رغم تأكيدات الإعلام. إلا أن مسؤولا إسرائيليا قدم يوم الخميس الماضي إيجازا للصحافيين وأخبرهم عن موقف لابيد الذي مرره للبيت الأبيض وهو أن المقترح الأوروبي يذهب أبعد من اتفاقية 2015 ويتجاوز الخطوط الحمراء التي وضعتها إدارة بايدن.
وفاجأت التقارير الصحافية البيت الأبيض والذي حاول يوم الخميس والجمعة تطمين الإسرائيليين مرة أخرى أن توقيع الاتفاق ليس محتوماً وأن إدارة بايدن لا تقدم تنازلات بل إيران هي التي تقدم تنازلات، فهي التي تخلت عن مطالبها لشطب الحرس الثوري عن قائمة الإرهاب. وقال مسؤول أمريكي إن اتفاقا قد يكون قريبا أكثر من الأسبوعين الماضيين لكن محتوياته غير معروفة و”على أية حال لا يبدو أنه محتوما”. حسب زعم الموقع.
في حين أكد مسشتار الوفد المفاوض، محمد مرندي، ان “شطب اسم حرس الثورة من قوائم الارهاب لم يكن شرطاً لأي اتفاق”. لافتاً إلى ان “إيران ستبقي اسم القيادة الوسطى الأميركية في الشرق الأوسط على قائمة الارهاب”.
وأكد الإسرائيليون -وفق ما قال موقع اكسيوس- حصول حوار مكثف مع الولايات المتحدة في الأيام الأخيرة. ومع أن معظم المناقشات تمت خلف الأضواء إلا أن الإيجازات الصحافية كانت من أجل التأكد من فهم البيت الأبيض مظاهر القلق الإسرائيلية. وسيلتقي مسؤول الأمن القومي الإسرائيلي إيال هولاتا، مع نظيره الأمريكي جيك سوليفان في واشنطن يوم الثلاثاء. ويتوقع الإسرائيليون محادثات صعبة “لم نطمئن ونحو قلقون”، حسب مسؤول إسرائيلي.
ويقول الإسرائيليون إن لابيد لا ينوي القيام بحملة غامضة ضد إدارة بايدن رغم المفاوضات الصعبة بين أمريكا وإيران. وقال مسؤول إسرائيلي بارز “سياستنا ليست البحث عن مواجهة علنية مع الولايات المتحدة مثل التي تبنتها عام 2015، ولن تخرب علاقتها مع إدارة بايدن مثلما فعل نتنياهو مع أوباما”.
وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي “نحن في نقاش مكثف ودائم مع إسرائيل بشأن إيران، ولا يوجد داعم قوي للأمن الإسرائيلي مثل بايدن”. ورغم موقف إسرائيل المعارض لاتفاقية عام 2015 إلا أن المسؤولين الحاليين في إسرائيل يتناولون الموضوع بشكل مختلف. فقد أخبر رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي الحالي الجنرال أهارون هاليا، الحكومة عدة مرات أن العودة للاتفاقية النووية ستخدم مصالح إسرائيل الأمنية. ويرى وزير الدفاع بيني غانتس أن الوضع المجهول مع إيران حاليا هو أسوأ من العودة للاتفاقية النووية. وكتب رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية سابقا الجنرال المتقاعد توني هيمان أن الاتفاقية التي يتم التفاوض عليها سيئة ولكنها ضرورية لوقف البرنامج النووي الإيراني وفسح المجال لكي يتم التحضير لضربة عسكرية. ولا تزال الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض يراجعان الرد الإيراني على المقترح الأوروبي، ولا يعرف متى ستقدم الإدارة ردها العلني أو السري عليه.
الكاتب: الخنادق