“يديعوت أحرونوت”: لا تنتظروا صورة انتصار
كتب شمعون شيفر معلّق سياسي له الكتاب المشهور عن اجتياح 1982: “كرة الثلج: أسرار حرب لبنان” في صحيفة “يديعوت أحرونوت”: “لا تنتظروا صورة انتصار.. أيضاً في حالتنا، هناك حروب ليس فيها صورة انتصار.. ورغم التدمير، فإن قصف الصواريخ سيستمر لغاية ساعة بعد الإعلان عن وقف النار، “حماس” أحيت الهوية الفلسطينية التي أخطأنا”.
وقال “لمن يبحث عن “صورة انتصار” تسمح لصنّاع القرار عندنا بإنهاء جولة القتال الحالية مع سلطة “حماس” في غزة، يمكن أن يقترح مقترح السيناتور الأميركي جورج آيكن في حينه على الرئيس الأميركي ليندون جونسون في ذروة حرب فيتنام، في واحدة من أفظع مراحل الحرب. “لنعلن أننا انتصرنا ولنخرج”، قال انطلاقاً من معرفته بأنه لا توجد أي فرصة لهزيمة الفيتكونغ. بعبارة أخرى: “هناك حروب ليس فيها صورة انتصار””.
واضاف “أيضاً في حالتنا، يجب قول الحقيقة: حتى بعد أن دمّر سلاح الجو الأنفاق التي أُعدّت كأفخاخ موت لجنودنا، وتدمير البنية التحتية لأجهزة تطوير صواريخ وتصفية إرهابيين.. لم ننجح في تقويض سلطة حماس. قصف الصواريخ سيستمر لغاية ساعة بعد الإعلان عن وقف النار. كالماضي، قد نربح فترة معينة من الهدوء لغاية جولة القتال التالية”.
وتابع “نفتالي بينيت وفّر لنتنياهو صورة الانتصار الأكثر تحدياً. رئيس الحكومة، بفضل حماس، سيبقى في بلفور وبينيت “سقط عن جدول الأعمال” مع حلمه المصاب بجنون العظمة بأن يصبح رئيساً للحكومة. يجوز الافتراض أنه كانت هناك إمكانية لحكومة تغيير تصلّح كل ما تمّ تشويهه خلال 12 من سني حكم نتنياهو، على خلفية الإخفاقات المرعبة التي تكشّفت في المعركة الأخيرة”.
واكد “حكومة أخرى كان من المفترض ان تُعد مخططاً في كل ما يتعلق بالعلاقات مع الفلسطينيين، في غزة، في الضفة، ومع مواطني إسرائيل العرب ضمن حدود الخط الأخضر. نتنياهو فضّل حماس على السلطة في رام الله. نقل ملايين الدولارات إلى خزينة حماس، التي طوّرت على مدى عشر سنوات ترسانتها الصاروخية، التي طارت فوق رؤوسنا وزرعت الخوف والرعب وسط المدنيين”.
وقال “المنظمة الإرهابية نجحت في إطلاق صواريخ إلى القدس، تل أبيب، ديمونا، مطار بن غوريون، وشلّ الحياة في إسرائيل. الإنجاز الأهم لحماس يتجلّى في الحريق الذي أشعلته في المدن المختلطة، في اللد، في حيفا، ووسط الانتشار البدوي. وفوق هذا، “حماس” ربطت وعززت الهوية الفلسطينية، خطاب كلنا فلسطينيون. إذا كان قد بدا لنا أن سلطات الدولة نجحت في تعزيز الهوية الإسرائيلية للعرب عندنا، يتبين أننا أخطأنا. أمس أحيى “العرب ذكرى” النكبة، الكارثة التي حلّت بهم عام 1948. حماس نجحت في إشعال المدن المختلطة والتسبب في أن يقوم هامشيون متطرفون في الجانب اليهودي بـ”الرد بحرب” ضد العرب. نتيجة هذا الاحتكاك تتجلى في إحراق كُنس، وفي محاولات لينش وسط عرب ويهود. ليس هناك أي أهمية للتساؤل ما إذا كان هذا متناسباً أم لا. النتيجة ستكون تعميق اللا-ثقة والكراهية بين الجماعتين”.
وتابع “محمود درويش، الشاعر الوطني الفلسطيني، كتب في قصيدة “بطاقة هوية”، التي مثّل فيها مشاعره كلاجئ: “سجّل أنا عربي”.. “أنا لا أكرهُ الناس ولا أسطو على أحدٍ ولكنّي.. إذا ما جعتُ آكلُ لحم مغتصبي””.
واضاف “أحداث الأسبوع الأخير كانت الوقود وعود الثقاب اللذان غذّيا نيران الكراهية. حتى هذه اللحظات، يبدو أن الكراهية انتصرت في جانبي المواجهة الدموية في الصراع على قطعة الأرض التي نعيش فيها”.
وقال “جواب اليمين المتطرف على الاضطرابات في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية تجلّى في قوافل باصات أتت من يهودا والسامرة في الضفة، التي غزت المدن المختلطة في أنحاء إسرائيل. إلى جانب بلطجيي منظمة “لا فاميليا”، تمركّز المستوطنون في مراكز “النوى المتناوبة”، وهاتان الكلمتان هما في الحقيقة تبييض لهدف هذه النوى – تهويد يافا وعكا وأماكن أخرى”.
وتابع “من هنا وإلى تبادل اللكمات، الطريق كانت قصيرة. سلسلة أعمال التنكيل المتبادلة في الأيام الأخيرة، التي رافقتها صور صادمة لحرق كُنس وإيذاء أفراد، تثير السؤال: أين كان صاحب السيادة، أين الحكومة التي يرأسها نتنياهو منذ أكثر من 12 عاماً. نتنياهو، في تصريحٍ نشره خلال زيارته للد، قال ان إطلاق النار من جانب اليهود كان دفاعاً عن النفس”. (الميادين)