اللاعب الاكبر في السياسة اللبنانية عمليا هو الرئيس نبيه بري وهو ليس بعيداً عن المبادرة التي قام بها الوزير وليد جنبلاط الذي اتصل بحزب الله ووجه دعوة اليه للاجتماع مع وفد يمثل الحزب للتباحث في الصندوق السيادي والوضع الاجتماعي.

لكن حقيقة الامور ان انتخابات رئاسة الجمهورية كانت في صلب المواضيع التي بحثها الوزير وليد جنبلاط مع الحاج حسين خليل المساعد السياسي للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وهنا دور الرئيس نبيه بري الذي حضّر الاجواء لدى حزب الله كي يتجاوبوا بسرعة مع الوزير وليد جنبلاط، كذلك اتفق مع جنبلاط على ان يأخذ المبادرة وان يتصل بحزب الله ويدعو وفدا من قبل حزب الله للتفاوض معه. وهنا نجد ان الاهتمام انصب على عدم حصول فراغ رئاسي وانتخاب رئيس جمهورية قبل نهاية ولاية الرئيس العماد ميشال عون، لان الفراغ الرئاسي في وضع لبنان الغارق في الانهيار سيدفع بالامور الى انهيارات كثيرة والى وضع اصعب وارتفاع جنوني في سعر الدولار ،كما ان الرئيس نجيب ميقاتي المكلف بتشكيل الحكومة ليس بعيدا عن التنسيق مع بري وسيلاقي بالنتيجة محورا يضمه الى الرئيس بري والوزير جنبلاط، والسبب هو ان هناك فراغا في القيادة السنية بعد تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي في لبنان والطلب الى جماعته وتيار المستقبل عدم التعاطي بالسياسة في المرحلة المقبلة.

الحديث لم يأت على الاسماء بالنسبة للمرشحين لرئاسة الجمهورية ،الا ان وسائل الاعلام تتداول باربعة اسماء هم: الوزير سليمان فرنجية والوزير ناجي البستاني والعماد قائد الجيش جوزاف عون والنائب السابق اميل رحمة، وطبعا هذا لا يلغي بقية اسماء قد ترد، الا ان التركيز يجري على رئيس وفاقي وسطي يكون مقبولا من المعارضة والموالاة .واذا كنا سنستعرض المواقف فالوزير جبران باسيل والتيار الوطني الحر لن ينتخبوا الوزير سليمان فرنجية، ذلك ان احدى الشركات الكبرى سألت جبران باسيل عن امكانية دعمه لترشيح الوزير سليمان فرنجية فاجاب بالحرف الواحد: «ان فرنجية له سنتان يشتمني فكيف اقوم بتأييده»، كما ان القوات اللبنانية لم تؤيد الوزير سليمان فرنجية وعدد نواب القوات 19 نائبا وعدد نواب التيار الوطني الحر 18 نائبا وهم الكتلة المسيحية الكبرى رغم الخلاف بينهما. وتبقى حظوظ الوزير فرنجية مرتفعة لان الرئيس نبيه بري يؤيده وحزب الله ايضاً مع عدد من النواب المستقلين. ثم ان دعوة الوزير وليد جنبلاط للمرشحين للرئاسة كي يقدموا برامجهم كي نتعرف عليهم، فان هذا الامر لم يحصل، كون الطائف حصر المسؤولية بالسلطة التنفيذية التي هي مجلس الوزراء برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وكل القوانين ستمر على المجلس النيابي، وبالتالي فان ما حصل في الماضي في زمن الراحل الكبير الشهيد كمال جنبلاط عندما كان يقوم بامتحان للمرشحين الموارنة لرئاسة الجمهورية، فان هذا الامر مستبعد حاليا وكليا.

الوزير جنبلاط بتقاربه مع حزب الله نزع فتيل اي احتكاك او توتر بين الطائفة الدرزية والطائفة الشيعية، وهو اذا قام بالتصعيد في الانتخابات النيابية ضد حزب الله فلانه كان يريد اسقاط غريمه الامير طلال ارسلان وهذا ما حصل في الانتخابات النيابية التي جرت منذ شهرين.

الانتقال الرئاسي سيكون هادئا، والسؤال الكبير هو ماذا سيحل بالتيار الوطني الحر بعد تخلي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن رئاسة الجمهورية؟ التداول بين الناس يجري على انه سيكون التيار الوطني الحر على خطين: الخط الاول هو خط الباسيليين الذين ينتمون الى الوزير جبران باسيل ويأتمرون بامره واكثريتهم من الجدد في التيار الوطني الحر والخط العوني، اما الخط الثاني فهم قدامى العونيين الذين هم على خلاف مع الوزير جبران باسيل ويشكلون تيار العونيين، لكن خط الوزير جبران باسيل سيكون اقوى الا اذا حصل ما يتداول به البعض من ان 3 نواب من كتلة الوزير جبران باسيل النيابية سينسحبون من التيار الوطني الحر بعد انتهاء الولاية الرئاسية للرئيس عون.

اما القوات اللبنانية، فالدكتور سمير جعجع تؤيده كل المعارضة ويعتبر ان عدد النواب المعارضين هو 67 او 68 نائبا، لكن واقع الامور ان المعارضة ليست متفقة فيما بينها وعلى الارجح سيأتي رئيس وفاقي وسطي قد يكون الوزير ناجي البستاني او على الارجح العماد جوزاف عون قائد الجيش ويبقى اسم النائب السابق اميل رحمة غير مستبعد.