ارشيف الموقع

الشهيد خالد بزّي: “أمير ميادين” الجنوب

الشهيد القائد خالد بزّي، تقدّم الصفوف الأمامية للمقاومة لأكثر من سبعة عشر عاماً وخطط للعمليات العسكرية وشارك بها ورسم خارطة طريق زرع العبوات التي كبّدت كيان الاحتلال الخسائر المادية والبشرية والتقطت له صور الهزائم في جنوب لبنان، ليُتوّج مسيرته الجهادية في العام 2006 قائداً لعملية “الوعد الصادق” وسراً من أسرار نصر تموز.

ولد القائد بزي في مدينة بنت جبيل عام 1966، ويذكر كتاب “خالدٌ من أرض الجنوب”، أن الشهيد كوّن شخصيته المُقاوِمة متأثراً بعدد من الأفراد، وهم، أولاً جدّه قاسم بزي الذي أخذ من اسمه اسماً عسكرياً له، والذي عرف بمقاومة الاحتلال الفرنسي. ثمّ بوالده أحمد الذي كان يساعد الفدائيين الفلسطينيين في معرفة الطريق داخل بساتين المدينة، فهو كان خبيراً بأرض فلسطين بسبب علاقة بنت جبيل بحيفا منذ ما قبل العام 1948.

تأثّر أيضاً بصديق والده الشهيد حسان شرارة من السرية الطلابية التابعة لحركة “فتح”، والذي استشهد على “تلّة مسعود” بعد معركة مع الاحتلال عام 1978. وكذلك تركت شخصية مؤسّس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشهيد فتحي الشقاقي الأثر في الشهيد خالد الذي اهتم بحياة وكتب المفكر الشقاقي وأعجب بتضحيته في سبيل القضية الفلسطينية ومقاومة الاحتلال.

من ناحية أخرى، جمعته علاقة صداقة قوية مع الاستشهادي صلاح غندور الذي جهّزه للعملية في بنت جبيل ورافقه في خطوات التنفيذ. كما واكب الشهيد خالد الاستشهادي علي أشمر في مراحل الإعداد والتجهيز للعملية عند مُثلّث رُب الثلاثين – العديسة.

للشهيد خالد، الذي أدرج الاحتلال وأجهزته الاستخباراتية منذ العام 1987 اسمه على لوائح “المطلوبين”، الدور أيضاً في أهمّ العمليات المقاومة قبل التحرير مثل “عملية برعشيت الأولى عام 1986، والثانية عام 1987، وعملية بليدا عام 1991 ضد موكب لمسؤولي الاحتلال، وعمليات حولا ومركبا والعباد منذ عام 1992 الى العام 1998. وشارك في مختلف محاور الجنوب، من الساحل حتى إقليم التفاح والمنطقة المحاذية للشريط الفاصل.

خلال تموز الـ 2006 برز الدور الكبير للشهيد بزّي الذي تولّى مسؤولية القيادة الميدانية للعملية والرصد في عملية “الوعد الصادق” في منطقة “خلّة وردة” عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية والتي نفّذت بنجاح وأدت الى أسر جنديين إسرائيليين.

ومع بدأ عدوان الاحتلال عقب العملية، انتقل القائد خالد الى مدينة بنت جبيل وقاد غرفة عملياتها. فلم يتمكّن الاحتلال من اجتياحها برياً بهدف رفع “علمه” في ملعب المدينة حيث أعلن الأمين العام لحزب الله انه “أوهن من بيت العنكبوت”، وبينما ظنّ الاحتلال ألا تستغرق عملياتهم أكثر من 48 قبل اجتياح المدينة صمد المجاهدون لحوالي الـ 7 أيام وأبقوا قوات الاحتلال عند تخوم بنت جبيل.

فقد قاد الشهيد بزي عمليات واشتباكات شكّلت ضربات شديدة على جيش الاحتلال خلال أيام الحرب. الاشتباك الأوّل وقع في المربع  المعروف باسم “مربع التحرير” (عيناتا ــ بنت جبيل ــ عيترون ــ مارون الراس). وعندما عجز الجيش عن التقدّم في تلك النقطة التفّ من جهة “تلة مسعود” و”غراند بالاس” وصولاً إلى منطقة “صف الهوا” (الخط الرئيسي للمدينة) ليقع في فخّ عمليات حزب الله النوعية وخاصة عند “غراند بلاس”.

في اليوم السادس عشر للعدوان وتحديداً في 28 تموز لجأ الاحتلال الى سلاح الجو لقصف المدينة وتدمير منازلها، فاستشهد القائد بزّي مع رفيقيه الشهيدين محمد أبو طعام، وكفاح شرارة، ويكون “أمير الميادين”.


الكاتب: الخنادق

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى