الغاز طريق الخلاص وحزب الله اخذ قراره وايلول شهر الحسم
الديار
هل ينكسر ميقاتي ولا يحصل على الطاقة وينتصر عون وباسيل ويحتفظان بها ؟
وما زاد الامور تعقيدا « الحلقات المكسيكية « لغادة عون بتوقيف رياض سلامة، و رد عليها موظفو المركزي بالاضراب لـ ٣ ايام وشل البلد ووقف العمل في منصة الصيرفة والخوف من ارتفاع سعر الدولار.
الملف الحكومي
وحسب المصادر المعنية بملف الاتصالات الحكومية من الطرفين، فان دينامية التأليف متوقفة، والخلاف عميق جدا، وميقاتي لن يزور القصر الجمهوري، الا اذا تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس عون يتضمن دعوة للاجتماع في بعبدا وتحديد التوقيت في ظل اتهامات ميقاتي لعدد من اعضاء فريق الرئيس عون بعرقلة مهمته، واتصال الرئيس شخصيا بميقاتي أمر ضروري لتجاوز «الاهانة» التي لحقت به وبموقع رئاسة الحكومة بعد ان رفضت دوائر القصر الجمهوري تحديد موعد له بناء على طلبه، وقد ابلغ ميقاتي دوائر القصر موقفه النهائي. كما ان ميقاتي لن يتخلى عن تسمية وليد سنو لوزارة الطاقة واستبعاد وليد فياض، ولن ينكسر امام عون وباسيل، ولن يتراجع، ووزارة الطاقة ستكون من حصته وأبلغ ذلك الى المعنيين، مشيرا، ألى ان انجازات باسيل في الطاقة محصورة فقط بهدر ٤٠ مليار دولار ؟
وفي المقابل وحسب المصادر المعنية بالتأليف التي تعزو الجمود الى اصرار ميقاتي على عدم طلب موعد لزيارة القصر الجمهوري، بحجة انه سبق ان طلب الموعد قبل سفره ولا يزال ينتظر الجواب، بينما علم ان ميقاتي اتصل بالرئيس عون إثر تبادل البيانات الاعلامية، مؤكدا أنه سيتصل فور عودته من رحلته الخارجية لطلب موعد، ما لم يتم حتى هذه اللحظة.
ويشيع فريق ميقاتي وقريبون منه، انه لن يحيد عن مسودته الحكومية، ويشترط ان تكون الاطار الصالح لأي نقاش مع الرئيس عون، كما يشيع هؤلاء ان الكرة هي الان في ملعب الرئيس عون وان ميقاتي لا يزال ينتظر موقف الرئيس من المسودة التي تقدم بها، ليخلص فريقه الى اتهام الرئاسة بالتعطيل نتيجة عدم الرد، واتهامها كذلك باستهداف موقع رئاسة الحكومة، لكن واقع الامر يبين الاتي:
١- الرئيس عون وضع ملاحظاته على مسودة ميقاتي وابلغه بها في لقائهما الاخير، وتتلخص في ٣ مقترحات، يفترض بميقاتي مقاربتها واعطاء رأيه فيها :
أ- ان يتقدم بمسودة هي نسخة طبق الاصل عن الحكومة المستقيلة.
ب- ان يعتمد منهجية متوازنة في سياق اعادة النظر في المسودة وفق معايير موحدة .
ج- ان يضاف الى المسودة ٦وزراء دولة للانتقال الى حكومة تكنو – سياسية.
٢-لا يزال الرئيس عون ينتطر من ميقاتي تصورا محدثا بما يتوافق والملاحظات الرئاسية، تكريسا للشراكة الدستورية بينهما في التأليف وفي مجمل عمل الحكومة .
٣- أحيا ميقاتي ما سمي بنادي رؤساء الحكومات السابقين بعدما جرى تعليق نشاطه منذ أشهر مديدة، وتبين ان من استدعى اعادة نفخ الروح فيه تحصين اتهام ميقاتي رئاسة الجمهورية بالتعدي على مقام رئاسة مجلس الوزراء.
٤- يعيد الرئيس المكلف تجميع أوراقه، وفي مقدمها شد ورقة العصب بعدما وصلته اجواء استياء ديبلوماسي من عدم اقدامه على التأليف أو رغبته في ذلك، وسعيه الى تمرير الوقت وصولا الى بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للبلاد مطلع ايلول .
٥- سيسمع ميقاتي من مسؤولين غربيين موقفا حادا من مجمل الوضع الحكومي الذي ينعكس سلبا على استكمال مسار توقيع البرامج مع صندوق النقد الدولي، هذا الامر سيحضر ايضا في لقائه بمنسق المساعدات الدولية من اجل لبنان السفير بيار دوكان الذي سيعيد تذكيره بنصيحة فرنسية – دولية سابقة بضرورة توقيع البرنامج قبل الانتخابات «وحدد دوكان مطلع نيسان الفائت حدا أقصى» مع لوم بتأخير الاجراءات الاصلاحية وتشديد على ان لبنان سيفقد فرصته مع صندوق النقد بمضي ٣ تشرين الاول المقبل كما فقد فرصته بمساعدات سيدر .
وبالتالي الملف الحكومي مجمد كليا، والاتصالات مقطوعة وهناك صعوبة في عقد لقاء بين عون وميقاتي في القريب العاجل، وربما لن يحصل في ما تبقى من العهد في ظل « الكيمياء» المفقودة بين ميقاتي وجبران باسيل،الا اذا تدخلت» العناية الالهية « لأن جهود سعاة الخير توقفت، ووزير الشؤون الاجتماعية أنهى حركته بين بعبدا والسرايا، وحسب المتابعين، فان الحكومة الحالية باقية وكل وزير يعمل على هواه، والملفات معطلة وهناك استحالة مناقشة خطة التعافي الحكومية في الاجتماع السنوي لصندوق النقد الدولي اواخر ايلول، والجميع بانتظار المولود الرئاسي الجديد، اما التصاريح، فليست الا حفلات من التكاذب المشترك ونصب الكمائن المتبادلة على حساب كرامات الشعب اللبناني ولقمة عيشه .
ملف الغاز
وحسب المتابعين، فان الممر الاجباري لتجاوز هذه المحنة، هو الغاز واستخراجه، والا فالانهيار واقع حتما في ايلول، والجميع سيدفع الثمن، اذا لم تبادر القيادات الى صياغة موقف وطني موحد من ملف استخراج الغاز قبل وصول الموفد الاميركي هوكشتاين اواخر تموز،وهذا يتطلب موقفا لبنانيا موحدا والاستفادة من كل اوراق القوة المتمثلة بالوحدة الوطنية وسلاح المقاومة ومعادلة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «لا غاز لاسرائيل اذا لم يباشر لبنان استخراج غازه» وهذه معادلة لبنانية خالصة، وليست شيعية او سورية او ايرانية او يمنية، واذا احسنت الدولة ادارة مفاوضات الترسيم فان الشركات قد تبدأ عملها في تشرين .
وفي المعلومات، ان حزب الله وراء الدولة في هذا الملف، ولن يفاوض عنها ولا يريد الحرب، لكنه في المقابل لن يسمح للعدو باستخراج غازه في ايلول قبل ان تبدأ الشركات بالعمل لاستخراج الغاز اللبناني، ووحده العدو فهم الرسالة وارسل اشارات حملت استعدادا لتقديم التراجعات وحاجته القصوى الى تصدير الغاز الى اوروبا بدعم اميركي وتجنب المواجهة المسلحة، وواجب الدولة التقاط هذه الفرصة، بدلا من اطلاق المزايدات والاتهامات المعروفة، فأين مصلحة ايران وسوريا في تمسك السيد نصرالله باستخراج الغاز اللبناني؟ وهل ايران «مزنوقة» الى هذا الحد لتحريك ورقة الغاز اللبناني؟ وهي التي تعرف كيف تتعامل مع العقوبات ولن توقع على الاتفاق النووي الا بشروطها وبايدن يطلب ودها وعلاقاتها العربية جيدة حتى مع الرياض.
وحسب المعلومات، اسرائيل لن تتجرأ على استخراج الغاز في ايلول نتيجة موقف المقاومة، وتعمل للوصول الى تفاهمات مع لبنان حسب الصحف الاسرائيلية، وعلى المفاوض اللبناني الاستفادة من الاجواء والتبدلات الجديدة في المواقف، والا فإن الاوضاع قد تتدحرج في ايلول الى كل السيناريوات في ظل قرار حزب الله منع اسرائيل من استخراج الغاز، والقرار اتخذ والاستعدادات انجزت والمسيرات فوق كاريش وما بعدها لن تتوقف .
رئاسة الجمهورية
البلاد دخلت الاستحقاق الرئاسي، والرسائل المشفرة تتوالى من كل القوى السياسية في مختلف الاتجاهات مع اعتراف ٨ و ١٤ اذار انهما لا يملكان الحسم والاكثرية الراجحة ٨٤ نائبا، بل الفيتو والتعطيل، وفي المعلومات، ان قوى ٨ اذار تتجه لحسم الأمور رئاسياً على مرشح أوحد، بينما ١٤ اذار هدفها الوصول الى التوافق مع التغييريين على مرشح مشترك يبدو صعبا، فيما الحوارات مفتوحة بين جنبلاط وجعجع لكن ليس على اسم الحكيم للرئاسة الذي اعلن في مجالسه استعداده للقبول بقائد الجيش لرئاسة الجمهورية، وهذا ما أكده المنسق الاعلامي في القوات اللبنانية شارل جبور، ويتخوف البعض ان يكون هدف الطرح حرق اسم قائد الجيش، وبالتالي فان المعركة الرئاسية ما زالت في اطار كب الاوراق وحرقها بين الاطراف السياسية التي تدرك انها الحلقة الاضعف في الاختيار التي تتحكم به عوامل دولية واقليمية وتسويات كبرى لها الكلمة الفصل في حسم اسم الرئيس المقبل الذي لن يعلن قبل تشرين ومرور بعض الاستحقاقات في المنطقة.
اللواء ابراهيم في بغداد والتقى الكاظمي
وفي ظل القلق من العتمة الشاملة، تحرك المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم على خط رئيس الوزراء العراقي الكاظمي ووصل الى بغداد على متن طائرة خاصة ارسلها الكاظمي الى بيروت، والتقى اللواء ابراهيم فور وصوله رئيس الوزراء العراقي وتركزت المباحثات على تجديد الاتفاقية العراقية لتزويد لبنان بالفيول اويل لمعامل الكهرباء كيلا تتوقف عن العمل كليا، وعلم ان الاتفاقية سيتم تجديدها في ظل العلاقة المتينة بين ابراهيم والمسؤولين العراقيين، وكان مدير عام الامن العام توصل الى توقيع الاتفاقية منذ سنوات مع الحكومة العراقية في حضور وزير الطاقة يومذاك ريمون غجر ووفرت التغذية الكهربائية بمعدل ٣ ساعات يوميا.