حلفاء الرياض “مُحبطون” من مُقرّرات “قمّة جدة” مخاوف سنيّة من “التهميش” و”تطيير” الرئاسة بعد الحكومة!
كتّاب الديار
لم “يثلج” بيان قمة جدة صدر حلفاء الرياض في لبنان ، خصوصاً السنّة و”القوات” و”الاشتراكي” و”السياديين” و” 14 آذار”. ورغم ان هؤلاء احتفلوا، ووفق اوساط بارزة في 8 آذار بالحضور الاميركي في السعودية والمنطقة، والدعم الاميركي غير المسبوق لولي العهد محمد بن سلمان، الذي حرص الرئيس الاميركي جو بايدن على إظهاره، كرمى للنفط والغاز وقطع الطريق على “إبتزاز” روسيا لاوروبا بالغاز في نهاية الصيف وابواب الخريف المقبل، الا انهم لم يعثروا في بيان “الحرص على السيادة”، والهجوم على سلاح حزب الله والدعوة الى نزعه وتطبيق “قرارات الشرعية الدولية”،على ما يشير الى شن حملة عسكرية او بوارج تغزو الساحل اللبناني لنزع سلاح الحزب واعتقال قادته و”إراحة البلد” منه!
هذا الإحباط الذي عبر عنه النائب السابق وليد جنبلاط بشكل واضح في الايام الماضية، يعكسه العديد من رموز هذه القوى في مجالسهم الخاصة، خصوصاً ممن التقوا وفق المعلومات السفير السعودي وليد البخاري في الايام الماضية وبعيداً من الاضواء، حيث أكد لهم ووفق زواره، استمرار السياسية السعودية الداعمة لـ”الوحدة اللبنانية”، وان السعودية تقف خلف “دور” دار الفتوى الوطني.
واستشف هؤلاء بعد لقاء العديد من الشخصيات السنية، ان بعد “قمة جدة” سيكون كما قبلها، اي استمرار اللامبالاة السعودية بـ”احتضان السنّة”، والفشل في جمعهم بكتلة نيابية واحدة وحتى انشاء “كتلة سنية ووطنية”، وهذا ما برز جلياً في تشكيل كتل صغيرة منها كتلة شمالية ل “تيار المستقبل” والقدامى فيه، وكتلة للنائبين اشرف ريفي وفؤاد مخزومي مع النائب ميشال معوض واديب عبد المسيح ، وبقاء آخرين في صفوف “المستقلين” و”التغييريين”.
ومع استمرار الاهمال السعودي للساحة السنية، وعدم وجود تعاط واضح معها ومع رموزها، تتوقف اوساط سنية امام تحذيرات مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، والعائد امس من موسم الحج من السعودية، والذي يحمل في طياته تخوفاً من تطيير الاستحقاق الرئاسي بعد تعطيل الحكومة. واذا كان المفتي دريان، ووفق الاوساط، ينطلق من خلفية وطنية وليس سنية، ويلتقي مع بكركي في الخشية من فراغ رئاسي طويل، الا ان الاوساط لا تخفي ارتفاع “منسوب” القلق السني من “تهميش” السنّة من خلال تعطيل الحكومة اولاً، ومن ثم تغييب القرار السني والمساهمة في اختيار الرئيس المقبل للجمهورية، لا سيما بعد “اقصاء” الرئيس سعد الحريري و”تيار المستقبل” نيابياً وسياسياً، حيث كان للحريري الدور الاساسي في تأمين “الغطاء السني” لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً ، وتأمين “غطاء سني” لعهده في سنواته الثلاث الاولى.
وتؤكد الاوساط ان هذه المخاوف السنية قد تظهر في الايام المقبلة عبر سلسلة من التحركات النيابية واللقاءات، وربما اطلاق تكتلات نيابية او مبادرات تعنى بترشيح شخصية لرئاسة الجمهورية تحظى بغطاء وبعلاقات جيدة مع المحيط السني لدار الفتوى و”تيار المستقبل”، وصولاً الى السعي لتأمين “غطاء سعودي” للمرشح الرئاسي المقبل!