فرصة لن تتكرّر للإستفادة من قوّة الجيش وسلاح المقاومة لاستخراج الغاز الردود على مُعادلة نصرالله لم تتضمّن إلاّ الإتهامات… ولم تقدّم الإقتراحات البديلة
كتّاب الديار
هل من سياسي عاقل يصدق الوعود الاميركية في الوصول الى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية او الانحياز لصالح لبنان في ملف استخراج الغاز؟ تجارب اللبنانيين مع الادارة الاميركية كلها مرّة وسوادوية، في ظل تناغمها المطلق في كل الملفات مع كيان العدو ودعمها له لكل الحروب العسكرية والاجتياحات وصولا الى حصار لبنان وتجويعه، وكلام الرئيس الاميركي بايدن في فلسطين المحتلة بأنه صهيوني وقوله “ليس ضروريا ان تكون يهوديا كي تكون صهيونيا “، أصدق تعبير عن السياسات الاميركية منذ قيام كيان الاحتلال.
والسؤال لكل اللبنانيين، “هل يمكن التعويل على الاميركي هوكشتاين لنيل حقنا باستخراج الغاز “؟ وهو ما زال يعرقل حتى الآن وصول الغاز المصري والكهرباء من الاردن باعتراف وزير الطاقة وليد فياض، فيما “اتفاقية الغاز الاسرائيلي” وتصديره الى اوروبا عبر مصر انجزت بساعات.
وحسب المتابعين، فان جولة بايدن الاخيرة مثلت قمة الضعف الاميركي وتفكك القرار السياسي المركزي، وكشفت أن اميركا غير جديرة بحكم العالم، وعندما يكون في سدة الرئاسة شخص يديرها بسياسة “الزهايمر”، من الطبيعي ان تظهر واشنطن في هذه الصورة من الوهن، وعندما تقدم الادارة الاميركية رئيسا للعالم في هذا المستوى، من الطبيعي ان تظهر السياسة الاميركية في مثل هذا التخبط في القمة الاميركية العربية – الخليجية، وكانت النتائج “خبيصة ” والبيانات متناقضة، والخلافات بين وزير الخارجية السعودي والمسؤولين الاميركيين المرافقين لبايدن واضحة حول كل الملفات، وخرج الرئيس الاميركي من ” المولد بلا حمص “، خالي الوفاض، حتى الذين يبصمون على ” العمياني” مع الاميركي منذ نكبة فلسطين تذكروا مصالحهم، ولم يماشوه بطلبه في انشاء ” ناتو عسكري ” الذي روج له منذ سنوات وحاول تسويقه قبل زيارته وخلالها، وعندما ادرك المجتمعون في الرياض، ان طروحات الرئيس الاميركي تعرّض مصالحهم للخطر عبر استفزاز ايران وروسيا والصين، رفضوا “الناتو”، وضخ المزيد من النفط في الاسواق العالمية، الذي ارادها بايدن عنوانا لزيارته قبل الانتخابات النصفية .
الملك الاردني عبدالله الثاني قال بوضوح ” لا ناتو ولا منظومة مشتركة للدفاع الجوي “، فيما الوزير الاماراتي انور قرقاش قال: ” الامارات لن تدخل في حلف ضد ايران “، فيما مواقف الكويت وقطر وعمان كانت واضحة بالنسبة للقضية الفلسطينية، وخرج بايدن كما جاء، وتكرست صورته المهزوزة، ولم يستقبله محمد بن سلمان على المطار، بسبب التقارير الاعلامية الاميركية يوميا عن الخاشقجي وبصمات بن سلمان في مقتله.
ويقول المتابعون “سيان “ما بين زيارتي بايدن وترامب، والسخاء السعودي امام عقيلة ترامب، فيما زيارة اوباما اطلقت زلزال “الربيع العربي”، وقد ظهر بايدن كاضعف رئيس اميركي يزور المنطقة منذ عقود، هذا الضعف الاميركي يشعر به حلفاء واشنطن و”الاسرائيليون”، مقابل قوة محور المقاومة الذي نقل زمام الامور الى ملعبه، وتمكن من تصدير الازمات الى خصومه، والانظار موجهة الى قمة الرئيسين الروسي والايراني.
مصادر سياسية سألت القوى اللبنانية التي هللت للبيان الختامي، وتحديدا الرئيس نجيب ميقاتي، هل جاء في البيان ذكر حقوق لبنان البحرية في نفطه وغازه؟ هل تطرق مسؤول خليجي الى هذه القضية في المحادثات ؟ ولذلك فأن لقاء الخليج لم يأت بأية نتائج مطلقا، حتى ان المشاركين العرب فهموا التحايل الاميركي في الملف الايراني وحاجتهم الى الغاز الايراني الى اوروبا، وظهر بايدن كأنه يستخدم العرب كاوراق قوة في مفاوضاته مع ايران.
في ظل الصورة المهزوزة اميركيا، وتقدم الهم الاوكراني على كل الملفات وهرولة “اسرائيل” وراء تصدير غازها الى اوروبا من اجل المال و”اوبك” والسوق النفطية، سألت المصادر لماذا لا يستفيد لبنان من هذه التطورات لاستخراج غازه بشروطه والبدء بالتنقيب ؟ واكدت المصادر ان معادلة السيد حسن نصرالله ” لاغاز لاسرائيل قبل ان يستخرج لبنان غازه”، لاحقت بايدن في كل محطات زياراته، وتحديدا في قمة الخليج وكانت محور النقاشات بين المستشارين، وشكلت القلق الاول للعدو لمعرفته بقدرة حزب الله على افشال مخططاته . والسؤال الاساسي حسب المتابعين، لماذا تتجاهل الحكومة اللبنانية ورقة القوة الوحيدة؟ ولماذا هذا الرفض والتشكيك من قبل “بعض الدولة” والقوى المعارضة لحزب الله وصولا الى الوسطيين في هذا الطرح الوحيد لمنع الفوضى والانهيار؟ فالغاز لكل اللبنانيين، ولجماهير المعارضين للحزب اولا، علما ان الردود على كلام السيد لم تخرج عن سياق الاتهامات المعروفة بانها توجهات ايرانية دون أي نقاش جدي او تقديم اقتراحات بديلة، فكلام السيد طالب بضرورة التقاط هذه اللحظة للاستفادة من الغاز دون التطرق الى قضايا اخرى، وبالتالي ما مصلحة البعض في رفضه وزجه في الحرتقات الداخلية؟
وحسب المتابعين، فان قرارحزب الله لبناني اولا وثانيا وثالثا، وهو من اجل الخبز والدواء، ولا رجوع عنه،، فالمأزق “اسرائيلي” الذي عليه وحده فهم الرسالة، وسيقدم التنازلات عاجلا ام آجلا، واللبنانيون امام فرصة تاريخية للاستفادة من غازهم المطروح على الطاولة لاول مرة في هذا الوضوح والقوة، ويبقى المطلوب موقفا لبنانيا موحدا لفرض المزيد من التنازلات في الموقفين الاميركي و”الاسرائيلي”، والبداية تكمن في حسن ادارة المفاوضات،، فهل يلتقط لبنان الفرصة؟