انتقدت منظمة الأمم المتحدة وعدد من قادة العالم قرار المحكمة العليا الأمريكية بإلغاء حكم تاريخي عمره 50 عاما والسماح للولايات بحظر الإجهاض ، ونددوا به باعتباره خطوة إلى الوراء ستضر بملايين النساء.
ووصفت ميشيل باشيليت، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان حكم المحكمة بأنه “انتكاسة كبيرة بعد خمسة عقود من حماية الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية في الولايات المتحدة”.
وقالت باشيليت إنها “ضربة قوية لحقوق الإنسان للمرأة والمساواة بين الجنسين”، مشيرة إلى أن الوصول إلى الإجهاض الآمن والقانوني والفعال متجذر بقوة في القانون الدولي لحقوق الإنسان.
وأضافت المسؤولة الأممية أن قرار إلغاء الحكم الصادر عام 1973، الذي ضمن الحصول على الإجهاض في جميع أنحاء البلاد، سيكون له أكبر تأثير على “ذوي الدخل المنخفض وأولئك الذين ينتمون إلى أقليات عرقية وإثنية، على حساب حقوقهم الأساسية”.
وتابعت باشيليت:” قامت أكثر من 50 دولة لها تاريخ سابق من القوانين التقييدية بتحرير تشريعاتها المتعلقة بالإجهاض على مدى السنوات الـ 25 الماضية. ومع صدور حكم اليوم، فإن الولايات المتحدة تبتعد للأسف عن هذا الاتجاه التقدمي”.
ودعا الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي ” تويتر” الناس للانضمام إلى النشطاء واتخاذ إجراءات، من خلال الاحتجاج والتطوع والتصويت.
وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في تغريدة له “تويتر” :” الأخبار القادمة من الولايات المتحدة مروعة … إن قلبي مع ملايين الأمريكيات اللائي على أعتاب فقدان حقهن القانوني في الإجهاض. لا أستطيع أن أتخيل الخوف والغضب الذي يشعرن به الآن”.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة على “تويتر” إن الإجهاض حق أساسي لجميع النساء، وإنه “ينبغي حمايته… أود أن أعرب عن تضامني مع النساء اللائي تقوض المحكمة العليا للولايات المتحدة حرياتهن”.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون قرار المحكمة بأنه “خطوة كبيرة إلى الوراء”. وقال: “لطالما آمنت بحق المرأة في الاختيار وأنا متمسك بهذا الرأي، ولهذا السبب لدى المملكة المتحدة القوانين التي تفعلها”، حسبما أفادت وكالة الأنباء البريطانية “بي.أيه.ميديا”
وفي اسكتلندا، غردت الوزيرة الأولى نيكولا ستيرجن على تويتر قائلة إن إلغاء الحماية القانونية للإجهاض في الولايات المتحدة يمثل “أحد أحلك الأيام لحقوق المرأة”.
وقوبل قرار المحكمة الأمريكية برد ضعيف من الفاتيكان، رغم عدم تعليق البابا عليه في بادئ الأمر.
وقالت الأكاديمية البابوية للحياة في بيان لها “بعد مرور 50 عاما، من المهم أن نبدأ مرة أخرى نقاشا خاليا من الأيديولوجيات بشأن المكانة التي تحتلها حماية الحياة في المجتمع المدني، وأن نسأل أنفسنا عن نوع التعايش والمجتمع الذي نريد بناءه”.
من جانبها أدانت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، نانسي بيلوسي، قرار المحكمة العليا بكلمات حادة ، وقالت اليوم الجمعة: “إنه صفعة على وجه النساء”.
وحذرت من أن تقييد الإجهاض ما هو إلا بداية، مبينة أن “هذا أمر خطير للغاية”.
وأشارت بيلوسي إلى انتخابات الكونجرس في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، حيث يتم التصويت على حق المرأة في اتخاذ القرار بشأن جسدها على ورقة الاقتراع.
كانت المحكمة العليا قد ألغت قانون الإجهاض الليبرالي في البلاد في قرار تاريخي.
وبإصدارها هذا القرار التاريخي ، مهدت المحكمة العليا التي يغلب عليها الصوت المحافظ الطريق لقوانين إجهاض أكثر صرامة – يمكن أن تصل حتى إلى الحظر الكامل في بعض الولايات الأمريكية.