بين عكار وقرطبا وجزين: ارتفاع الحمى الانتخابية
بين عكار وقرطبا وجزين: ارتفاع الحمى الانتخابية
بين عكار وقرطبا وجزين: ارتفاع الحمى الانتخابية
بين تهديد رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل من عكار بتعليق مشاركة التيار في الانتخابات في ظل الإرباكات والإشكالات الأمنية التي واجهته في جولته العكارية وكادت تنسفها وإعلان النائب السابق فارس سعيد عن رصد مسيرة حلقت فوق منزله في قرطبا، مؤشرات لتصاعد الحمى الانتخابية تبعث على إثارة الشك في المقبل من الأيام لجهة متانة الإجراءات الموعودة في حفظ أمن العملية الانتخابية.
ولعل اللافت أن بروز مؤشرات التصعيد السياسي وممارسات الترهيب جاء مع تكثيف التطمينات الأمنية في ظل الاستنفار الذي بدأ مع اجتماع المجلس الأعلى للدفاع في بعبدا الذي عرض للتحضيرات للانتخابات.
وعقد أمس اجتماعٌ ثان للغاية عينها، لمجلسُ الأمن المركزي في وزارة الداخلية. وأكد وزير الداخلية بسام مولوي أن الأجهزة الأمنية جاهزة بشكل تام لاتخاذ التدابير اللازمة حفاظاً على الاستقرار والهدوء في يوم الانتخابات. وقال إن “المجتمعين أكدوا ضرورة منع التجمعات الكبيرة التي قد تؤدي إلى خلل أمني ووقف الأنشطة الرياضية والمباريات”. وأكد أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية والمعلومات ستكون موجودة بشكل دائم لتفيدنا بكل الأمور التي نحتاج إليها، ونؤكّد جهوزية القوى الأمنية اعتباراً من اليوم لمتابعة كل الأمور بتفاصيلها.
ولكن وسط إغداق التطمينات كان رئيس “لقاء سيدة الجبل” النائب السابق فارس يكشف عبر تغريدة صباحية على “تويتر”: “حلّق drone فوق منزلي في قرطبا الساعة 7 و15 دقيقةً صباحًا، معلومة برسم القوى الامنية”. وسأل “من يحقّ له تسيير كاميرات تصوير فوق بيوت الناس، خاصة في لحظة انتخابية حادة وفي منطقة حامية؟ لا أتهم أحد، من حقّي أعرف”.
سعيد تحدث لـ”النهار” عن تفاصيل ما جرى، فأشار إلى أنه في تمام الـ7:15 صباحاً، وأثناء استعداده للانطلاق في مسيرة “المشي” الأسبوعية مع رفاق له، سمعوا صوت مسيّرة فوق المنزل”، مضيفاً: “بعد نحو 5 دقائق رأينا الطائرة واقفة أمامنا على مسافة بعيدة، لتعود وتكمل تحليقها فوق المنطقة وصوب نهر إبراهيم”.
ولفت إلى أنها “المرة الأولى التي تحصل معه هذه الحادثة”. وأوضح أنه “قصد الإعلان عن الأمر أمام الرأي العام، لقطع الطريق ووضع حد على أي مخطط يمكن أن يكون يُحضّر له وللمنطقة في هذا التوقيت بالذات، خصوصاً أننا في لحظة انتخابية حادة وفي منطقة حساسة وحامية”. وكشف أنه أبلغ قوى الأمن الداخلي بما جرى، بعد اتصال قائد فصيلة قرطبا به. وقد حضرت إلى منزله دورية من قوى الأمن ترافقها شعبة المعلومات التابعة لقوى الأمن الداخلي. وبعد مخابرة المدعي العام القاضي رائد أبو شقرا وإشارته، بوشر التحقيق بالحادثة وباتت القضية لدى الأجهزة الأمنية.
وأوضح سعيد لـ”النهار” أنه لم يدع على أحد، ولا يشك بأحد، ولا يتهم أحدا، ولكن يستغرب أن يحصل هذا الموضوع بلحظة سياسية حساسة، أي اننا على أبواب الانتخابات، وفي منطقة حساسة أيضاً.
وإذ نبّه من استهداف قد يطال أمنه الشخصي، كشف سعيد أنه تلقى منذ نحو شهر ونصف الشهر تحذيراً من أحد الأجهزة الأمنية للانتباه. ولم يستبعد الربط بين الدعوى التي قدمها ضده “حزب الله” وبين حادث “الدرون”، معوّلا على الأجهزة الأمنية لكشف ملابسات ما حصل.
في سياق آخر، تسبّبت زيارة باسيل إلى عكار، بتشنّج في المنطقة التي شهدت تحركات شعبية كثيفة رافضة لزيارته. وكانت الاحتجاجات على الزيارة بدأت أول من أمس واستمرّت أمس، عبر قطع الطرق في بعض البلدات وحرق صور لباسيل، ولكنه تمكّن من الوصول إلى المنطقة، رغم وقوع إشكالات وسقوط عدد من الإصابات.
واستهل باسيل جولته الانتخابية من منطقة عكار معلناً “نحن اليوم في عكار وغداً في عاليه والشوف وجزين وبعد غد في البقاع ثم في بيروت فإما أن نكون قادرين على التحرك مع جميع المواطنين وإلا تكون السلطة غير قادرة على إجراء الانتخابات وعندها نعلق مشاركتنا فيها، نحن سنعود إلى عكار مرة ثانية، ويكفيني فرحاً واعتزازاً أننا اليوم نقف معاً على أرض عكار وهذه الزيارة بمجرد حصولها بعد كل ما جرى هي وحدها مؤشر ليس فقط على نجاحنا بل على إصرارنا على أن التيار الوطني الحر موجود في كل منطقة من لبنان وفي قلب كل مؤمن بلبنان، ولا أحد يستطيع أن يمنعنا من زيارة مناطقنا ورفاقنا وأهلنا على كل أرض لبنان”.
وأضاف: “نشكر الجيش والقوى الأمنية الذين عملوا على تأمين حصول هذا اللقاء والأهم نريد أن نشكركم أنتم يا أبطال عكار الذين حضرتم رغم كل مظاهر التهديد”.
وسأل باسيل: “هل من المقبول في زمن الانتخابات أن تحدث مشكلة كلما اردنا أن نزور منطقة؟ وهذا السؤال مطروح على الحكومة برئيسها ووزرائها وعلى رأسهم وزير الداخلية ووزير الدفاع. أين تكافؤ الفرص في الانتخابات إذا كنا لا نستطيع أن نزور منطقة يستطيع التيار مع حلفائه أن يفوز فيها بثلاثة نواب؟”.
وقال: “نحن وصلنا إلى هنا بفضل المواكبة ولكن الناس الأبطال، والعزل كيف يصلون إذا كان هناك قطع طرق وضرب بالحجارة وإذا كان السلاح منتشراً على الطرق؟ كيف يأتي الناس إلى الانتخابات إذا لم نوفّر لهم الأمان؟ نحن نشارك بالانتخابات في كل لبنان والحكومة والقوى الأمنية مسؤولون عن أمن الناس وتنقلات المواطنين وألا يكونون غير قادرين على إجراء الانتخابات. سنعود إلى عكار مرة ثانية رغم صعوبة البرنامج للقيام بالمهرجان كما كان مخططاً له بمشاركة كل المناطق… وإلا تكونون غير قادرين على إجراء الانتخابات”