الحدث

الحزب خائف من “طمأنة” قواعده… ومن السفير السعودي

  جوزفين ديب  

الحزب خائف من “طمأنة” قواعده… ومن السفير السعودي

يبدو أنّ حزب الله، الواثق تقريباً من فوزه بالأكثرية النيابية في الانتخابات النيابية، مازال خائفاً من أمرين لا ثالث لهما:

1- طمأنة قواعده عبر الإكثار من الحديث عن فوزه السهل، ما يدفع عدداً من ناخبيه إلى عدم المشاركة في التصويت. وهو يعاني أصلاً من مشكلة في إنزال مناصريه إلى صناديق الاقتراع، بسبب المآخذ والانهيار المالي والمعيشي.

2- حركة السفير السعودي المتزايدة في الأسبوع الأخير والتي توحي بما لا يريح الحزب.

وبين الكلام عن فوز ساحق لحزب الله وحلفائه في الانتخابات المقبلة، والكلام الآخر عن مفاجآت ستقلب المشهد، لا يزال الغموض يعتري مهمّة السفير السعودي وليد البخاري بعد عودته إلى لبنان: هل هذه العودة مرتبطة فقط بالاتفاق السعودي الفرنسي؟ أم لها أيضاً أهداف انتخابية؟

يجزم بعض المطّلعين أنّ مهمّة السفير العائد تقتصر على ما جرى التنسيق بشأنه مع باريس، لجهة تقديم المساعدات الإنسانية للمؤسّسات مباشرة وليس عبر الدولة اللبنانية، وأنّ هذه العودة لا تزال حتى الساعة تنأى بنفسها عن الدخول في التفاصيل الانتخابي. أوّلاً لأنّ هناك إدراكاً أنّ النتائج ستكون لمصلحة حزب الله وفريقه، وثانياً لأنّ هذه العودة جاءت متأخّرة.

هذا على الرغم من الإفطارات التي جمع فيها البخاري قيادات سياسية لمواجهة حزب الله، إلا أنّه لا إيعاز سعوديّاً بعد بالانغماس في تفاصيل المعارك الانتخابية كما ينقل مقرّبون عنه.

مصادر مطّلعة على تفاصيل الاشتباك السياسي بين الحزب وحلفائه من جهة، والفريق “السيادي” من جهة ثانية، تتحدّث عن معطيات أخرى، وتشير إلى أنّ حزب الله بدأ يتخوّف من أن يؤدّي تعميم أجواء فوزه الساحق في الانتخابات إلى تراجع نسبة الاقتراع له ولحلفائه.

الخوف من “تنييم” القواعد

برز هذا التخوّف من خلال تراجع الأمين العام لحزب الله عن “ثقته” بالفوز، وقوله في خطابه الأخير، حين قال إنّ “الحديث عن حصولنا على الأكثرية، أو عن تأجيل الانتخابات، هدفه طمأنة مؤيدينا بأن لا حاجة إلى ذهابهم للاقتراع”، داعياً لـ”الحضور الكثيف والفاعل إلى صناديق الاقتراع”، وإلى “أن نشارك بالانتخابات بكلّ حماستنا وحضورنا وفعاليتنا في كلّ الدوائر مهما تحدثت استطلاعات الرأي”.

يتخوّف الحزب من أنّ هذه “الطمأنة” ستؤثّر على حلفائه، وإن لن تكون مؤثّرة على حجم كتلته النيابية.  لذلك بدأ الكلام عن أنّ فوزه بحاجة إلى نسب اقتراع عالية، وأنّ فوزه بالأكثريّة ليس مضموناً. وبدأ هذا يترجم على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال كلام إعلاميين مقربين من الحزب على هذه المواقع.

تلفت المصادر إلى أنّ الجميع يدرك أنّ المعارك الانتخابية يمكن أن تُخاض في الساعات الأخيرة. لذلك ثمّة كلام عن “بوادر” تدخّل سعودي مدروس لحثّ البيئة السنّيّة على الاقتراع والانخراط في الانتخابات.

بحسب المصادر المتابعة، قد تشهد خطب عيد الفطر في المدن الأساسية كبيروت وطرابلس وصيدا، وفي عكار والبقاع والإقليم، تصعيداً من أجل حثّ البيئة السنّيّة على الانخراط في المشهد السياسي الانتخابي العامّ.

 

جولات السفير السعودي

لعل أبرز مؤشرات هذا الكلام قد بدأت تظهر في جولات السفير السعودي إلى المدن. وهي حركة “أجفلت” الحزب. وبدا هذا واضحاً في الإعلام الموالي له، الذي سوّق لفكرة أنّ السفير يتدخّل في بعض اللوائح، ويوزّع الأموال. وهو أمر لا أدلّة عليه. بل ويشكو حلفاء السفير من عدم حصوله.

الجولات كان بدأها البخاري من طرابلس حيث التقى عدداً من رجال الدين المسلمين والمسيحيين لتهنئتهم بالأعياد. كذلك لقاء للبخاري مع العائلات البيروتية في نهاية الأسبوع.

الرهان الآن هو على مساهمة سفير المملكة في رفع نسب الاقتراع السنّي. انطلاقاً من ذلك، فإنّ المفاجآت قد تأتي من حجم هذه المشاركة لمصلحة تحالف القوى المواجهة لحزب الله في مسعى لإرساء توازن قوى مع الحزب وحلفائه.

 

وبينما يحاول الحزب الحصول على مظلّة ميثاقية من كلّ الطوائف عبر المحافظة على حجم حليفه المسيحي جبران باسيل، وتوسيع تمثيل حلفائه السُنّة، والعمل على انتزاع عدد من المقاعد من وليد جنبلاط، بدءاً من مقعد بيروت حيث رشّح فيصل الصايغ، ينتشر كلام عن العمل على تشكيل جبهة سياسية “مقابلة” سترى النور بعد الانتخابات النيابية، مؤلّفة من قوى حزبية وشخصيّات سياسية ليس لها رئيس بل يقودها أمين عامّ، وتكون مهمّتها أن تحمل مشروع القوى “السيادية” في مواجهة الحزب وحلفائه. وبالتأكيد ستضمّ نواب القوات اللبنانية والنواب السنّة الذين سينضوون تحت لوائها. وربما يكون أمينها العام نائباً سنيّاً.

فهل تحمل الساعات الأخيرة، قبل فتح صناديق الاقتراع، مفاجآت ستقلب المشهد الانتخابي وتُرسي شكلاً من أشكال التوازن مع الحزب، بإرادة فرنسية سعودية؟ أم سبق السيف العذل؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى