الحدثٍَالرئيسية

حظوظ المعارضة متوفّرة بسبع دوائر: نسبة التصويت هي الحاسمة

وليد حسين 

حظوظ المعارضة متوفّرة بسبع دوائر: نسبة التصويت هي الحاسمة


ضعف إمكانيات قوى المعارضة المادية ينعكس ضعفاً في ماكيناتها الانتخابية (علي علّوش)
ثلاثة وعشرون يوماً تفصلنا عن موعد الانتخابات النيابية، ونحو أسبوعين لاقتراع المغتربين في دول الاغتراب، وما زالت حماسة اللبنانيين للانتخابات غير مرئية، قياساً بالسنوات السابقة. ذاك أن التلاعب الذي حصل منذ أكثر من ستة أشهر ولغاية اليوم بمصير إجراء الانتخابات من عدمه ما زال قائماً. وأتى هذا التلاعب على حساب قوى المعارضة بإمكانياتها الانتخابية التي لا تقارن بتلك التي تمتلكها الأحزاب. ويضاف إلى ذلك ضعف إمكانيات قوى المعارضة المادية الذي ينعكس ضعفاً في ماكيناتها الانتخابية. وهذا قبل الحديث عن تأمين مندوبين مدربين، فكيف في توفير وسائل لنقل الناخبين إلى صناديق الاقتراع من المدن الرئيسية إلى مناطق الأطراف.

رفع نسب المشاركة
وحيال هذا المشهد الحالي لم يعد من تعويل لقوى المعارضة إلا حصول هبة شعبية في الأسبوع الأخير قبل الانتخابات لتعديل بعض موازين القوى في مختلف الدوائر. لكن لا مؤشرات فعلية في هذا الخصوص، بل إن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو تراجع نسب الاقتراع عن العام 2018. وهي كانت نسب ضئيلة أصلاً (على مستوى لبنان 49.7 بالمئة) قياساً بالانتخابات السابقة. وهذا يؤدي إلى فوز اللوائح الحزبية صاحبة الكتلة الناخبة الصلبة، رغم تضعضع شعبية الأحزاب، بعد سنتين من الانهيار الحالي.

الفئة الصامتة
أما التعويل الثاني لقوى المعارضة فيبقى في حثّ جزء من الفئة الصامتة التي لم تشارك في الانتخابات منذ العام 2000 وما تلاه من دورات انتخابية. ففي العام 2018 كانت نسب الاقتراع مرتفعة في دائرتين فقط، أي دائرة كسروان جبيل حين تخطت 65 بالمئة، ودائرة بعلبك الهرمل نحو 60 بالمئة. أما في باقي الدوائر فتراوحت نسبة الاقتراع بين 33 بالمئة و55 بالمئة، لكن بشكل تفصيلي لم تتخط نسبة الاقتراع 50 بالمئة إلا في نحو ست دوائر، فيما كانت نسبة الاقتراع أقل من 45 بالمئة في باقي الدوائر.

لوائح ضمن اللائحة الواحدة
وبعيداً من أن مشكلة العديد من لوائح القوى التغييرية في أن مكوناتها تعمل بطريقة منفردة وتجعل من اللائحة بمثابة لوائح متعددة ضمن للائحة الواحدة، ما يؤدي إلى إضعاف هذه اللوائح أمام الناخبين قياساً باللوائح الحزبية، تبقى حظوظ قوى التغيير، من دون احتساب لوائح أحزاب وشخصيات المعارضة (صيدا-جزين والمتن وكسروان-جبيل والشمال الثالثة)، متوفرة في نحو سبع دوائر من أصل 15 دائرة.
والدوائر التي تمتلك فيها قوى التغيير إمكانيات الفوز هي: الجنوب الثالثة والشوف-عاليه وبعبدا وبيروت الأولى وبيروت الثانية والشمال الثالثة وزحلة. هذا مع وجود اختلاف بنسب الفوز بين كل دائرة وأخرى، حسب توزع موازين قوة اللوائح الحزبية، التي تنعكس في وجود مقاعد محسومة ومقاعد أخرى رهن نسب المشاركة الشعبية وترجمة الغضب الشعبي بصوت عقابي ولو بنسب ضئيلة. إذ يكفي أن ترتفع نسب المشاركة لصالح قوى المعارضة بنقاط محدودة للفوز بمقعد أو اثنين، حسب كل دائرة.

حظوظ القوى التغييرية في الدوائر
لكن في كل الأحوال لن تعرف طبيعة سلوك الناخبين، ومدى ترجمة غضب السنتين الفائتتين من الانهيار، إلا في الأيام الأخيرة التي تسبق الانتخابات، ونسب المشاركة في الخارج، التي تنعكس على لبنان. والمؤشرات الحالية لقوى المعارضة هي:

الجنوب وجبل لبنان
في دائرة الجنوب الثالثة تستطيع لائحة “معاً نحو التغيير” الفوز بمقعد أو اثنين. فالأمر يتوقف على نسب مشاركة السنّة في العرقوب والمسيحيين في حاصبيا-مرجعيون وبنت جبيل، وعلى مشاركة الفئة الصامتة التي لم تقترع منذ العام 2000. فالأغلبية الراجحة في كتل الأصوات تبقى للائحة الثنائي الشيعي، وتترجم بتسعة مقاعد من أصل 11 في الدائرة.

وفي الشوف-عاليه، ورغم أن مكونات لائحة “توحدنا للتغيير” تعمل كلوائح متعددة ضمن اللائحة الواحدة، لكن توحد المجموعات في لائحة واحدة، بخلاف العام 2018، يعطي اللائحة دفعاً إضافياً لضمان مقعد وكسر بالأصوات.

وفي بعبدا، حيث المنافسة شديدة بين اللائحتين المعارضتين، ارتفاع نسبة المشاركة يكون لصالح اللائحتين. لكن مقتل اللائحتين بانقسامهما. فلو توحدتا، كان بإمكانهما الحصول على مقعدين. أما في الوضع الحالي فقد باتتا أمام سيناريو السقوط المزدوج، رغم حصولهما على كمية أصوات مرتفعة قريبة من الحاصل. أو ربما تتمكن واحدة منهما من الفوز بمقعد. فالمعركة هي حسب توزع القوة الناخبة للأحزاب التي حسمت خمسة مقاعد من أصل ستة.

بيروت الأولى والثانية
في بيروت الأولى المعركة محسومة على ستة مقاعد من أصل ثمانية: مقعدان لتحالف التيار العوني-الطاشناق ومثلهما للائحة نديم الجميل-جان طالوزيان، ومقعد للقوات اللبنانية ومثله للائحة المعارضة “لوطني”. لكن ارتفاع نسبة الاقتراع بثلاث نقاط تغير طبيعة توزيع المقاعد، وقد تتمكن لائحة لوطني من ضمان مقعدها الثاني (يتوقف الأمر على الصوت العقابي)، ويرتفع الحاصل لغير صالح لائحة التيار العوني والطاشناق، ما قد يؤدي إلى خسارة التيار العوني المقعد الثالث لصالح القوات اللبنانية أو نديم الجميل.

في بيروت الثانية، انكفاء الرئيس سعد الحريري يعزز حظوظ لائحة المعارضة “بيروت التغيير” للفوز بمقعد، ومرد الأمر إلى أن الصوت المتردد بعد انكفاء الحريري، قد يمنح فرصة للقوى التغييرية. لكن مشكلة لائحة بيروت التغيير هي أنها أشبه بلوائح متعددة داخل اللائحة الواحدة، كما يبدو من طريقة عمل المجموعات المؤتلفة فيها. يضاف إلى ذلك أن الناخب السني ما زال غير مكترث بالمعركة الانتخابية بشكل عام. وفي حال تقدمت اللائحة المدعومة من الرئيس فؤاد السنيورة في هذه الفترة الفاصلة عن موعد الانتخابات، سيكون الأمر على حساب لائحة المعارضة، وباقي اللوائح.

شمالنا
في دائرة الشمال الثالثة حظوظ لائحة “شمالنا” تتأرجح بين نيل حاصل انتخابي أو حتى السقوط على فارق بسيط بالأصوات. لكن ارتفاع نسبة المشاركة بنحو 3 بالمئة تؤدي إلى إعادة خلط الأوراق. ولا تضمن لائحة “شمالنا” مقعداً وحسب بل تتأهل إلى معركة كسر الأصوات وتؤهلها إلى منافسة لائحتي التيار العوني وتيار المردة للفوز بالمقعد الثاني. ويستقر توزيع المقاعد على ثلاثة مقاعد للقوات ومقعدين لشمالنا ومثلها لتيار المردة ولتحالف ميشال معوض والكتائب ومجد حرب، وينخفض نصيب التيار العوني إلى مقعد وحيد. فإلى حد الساعة المقاعد المحسومة في الدائرة هي سبعة: ثلاثة مقاعد للقوات ومقعدان لتيار المردة ومقعد للتيار العوني ومقعد لتحالف معوض-الكتائب حرب.

بعيداً من المعارضة
أما الدائرة الأخيرة فهي زحلة. ففي باقي الدوائر (صيدا-جزين وصور الزهراني والمتن وكسروان جبيل والبقاع الغربي وبعلبك-الهرمل وطرابلس وعكار) لا حظوظ للقوى التي تسمى “التغييرية” بالفوز. هذا من دون احتساب حظوظ قوى المعارضة في المتن (مقعدان أو ثلاثة لتحالف الكتائب ومجموعات المعارضة) وكسروان-جبيل (مقعد أو ربما اثنان لتحالف افرام-الكتائب-الكتلة الوطنية). ففي زحلة هناك خمسة مقاعد من أصل سبعة مخصصة للدائرة شبه محسومة: مقعدان للقوات اللبنانية ومثلها لتحالف الثنائي الشيعي-التيار العوني ومقعد للنائب ميشال ضاهر. ويلعب الناخب السني دوراً أساسياً في تحديد فوز المقعدين المتبقيين. ورغم انقسام المعارضة في لائحتين تبقى حظوظ لائحة “زحلة تنتفض” أكثر رجوحاً، لكن الأمر يتوقف عند الشعبية التي يستقطبها الطبيب عيد عازار، والمزاج الشعبي في معاقبة الأحزاب.

وليد حسين

وليد حسين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى