الليبييون يعبرون عن رأيهم في أحداث أوكرانيا
–رسلان داود
–وكالة نيوز
تعيش ليبيا التي ذاق شعبها الأمرّين طوال أكثر من عشر سنوات إثر عدوان حلف الناتو الغربي عليها وإسقاط نظام القذافي فيها، حالة من الفوضى السياسية العارمة. فبعد فشل جميع الجهود لإجراء إنتخابات رئاسية نهاية العام الماضي، إحتد الصراع وظهر الشرخ العميق بين السياسيين خصوصاً وأن معظمهم يحمل أجندات غربية بين يديه لليبيا ويحاول فرضها.
ولعل الصراع الأبرز على الساحة الليبية الآن، وبفضل ممارسات الأمم المتحدة وإنحيازها، يبقى صراع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة الرافض تسليم السلطة لفتحي باشاغا الذي عينه البرلمان الليبي رئيساً جديداً لحكومة جديدة، مهمتها الوصول بالبلاد الى الإنتخابات.
يُشار الى أن الدبيبة صرح مرات عدة أنه لن يسلم السلطة إلا لسلطة منتخبة، وبأن قرار مجلس النواب إقصائي وغير عادل. بينما يحتمي خلف جماعات مسلحة موالية له. في حين يدعم الجيش الوطني الليبي بقيادة خليفة حفتر باشاغا، الذي صرح بدوره بأنه سيستخدم قوة القانون لدخول طرابلس والبدء بممارسة مهامه.
يربط العديد من الخبراء ما يجري في ليبيا بممارسات الأمم المتحدة والغرب الهدامة تجاه ليبيا. فمنذ نشوء الأزمة وهم يماطلون ويدعمون طرف على آخر، ثم يفاوضون ويفرضون إملاءاتهم التي أوصلت البلاد الى الحال التي هي عليه اليوم. والشعب الليبي أصبح يرى ذلك بوضوح، ويحاول التحرك لتغيير هذا الواقع الذي تم فرضه عليه.
فقد أفادت مصادر عن قيام مظاهرات في مدينتي سبها وسرت الليبيتين ترفض تحكم القوى الغربية في البلاد، وتدخلها في الشؤون الداخلية الليبية الذي أدى الى فشل إجراء الانتخابات نهاية العام الماضي وعرقلتها الى الآن. حيث رفع المتظاهرون لافتات كُتب فيها بأن العالم يكيل بمكيالين، وبأن الناتو قتل الآلاف من الأبرياء.
كما لوحظت لافتات تتطرق الى الوضع الحالي في أوكرانيا، كُتب فيها بأن المجتمع العالمي اليوم يدافع عن أوكرانيا التي شاركت في عام 2011 في عمليات الناتو لقصف ليبيا وتدمير وطننا. وكُتب بأن الأمم المتحدة تصف مايحدث في أوكرانيا على أنه جريمة، في حين أنه عندما يدور الحديث عن ليبيا تنفي علمها بالجرائم.
وفي سرت رفعت لافتات كتب عليها بأنه يجب على الشعوب تقرير مصيرها، وبأن العالم لا يرى سوى أوكرانيا.
هذه المظاهرات إذ تُثبت من جديد بأن الشعب الليبي مدرك لهذا التحيز الدولي، وبأن الأمم المتحدة والغرب حفنة من العنصريين، الذين يصنفون الشعوب لمراتب متفاوتة، وهم مستعدون لإبادة بعضها ليعيش بعضها الآخر. فوفق المحليين، الغرب يعمل جاهداً على زرع حالة العدائية والكراهية ضد كل ما يمت لروسيا بصلة، مع أنها تدافع عن نفسها، كما زرع في عقول شعوبه لعقود طويلة، بأن العرب والمسلمين همج وإرهابيون.
لا يعول الليبييون على دول الغرب والأمم المتحدة أبداً فيما يتعلق بإستقرار الوضع في البلاد، بل إنهم يعولون على الشرفاء من الليبيين بأنهم سوف يعملون بحكمة وضمير على تجنب الصراع والحوار البناء الذي سيصل بالبلاد الى إستقرارها المنشود، بمساعدة ومباركة الدول التي ذاقت لوعة التدخل الغربي بشؤونها والتي إختبرت نتيجة العمل الدؤوب لتحقيق إستقلالها الذاتي وسيادتها الوطنية.