موسكو بدأت تخرج من الفخ الامريكي تدريجياً؟
على ما يبدو ادرك بوتين بشكل جيد حتى الان حيثيات الفخ الامريكي والغربي له في اوكرانيا، صحيح انه لم ينجو منه على نحو ايجابي واضح، لكنه تمكن من امتصاص بعض حواجزه التي قدر لها ان تكون تصاعدية واكثر تأثيراً سلبياً على بلاده ..
ما امكن الى حدود الذروة من عقوبات في جعبة واشنطن والغرب تم استخدامه الى حد وصل الى السخافة والهراء ، وعلى الصعيد العسكري استطاع الروسي فرض توازن جيد على اعماله العسكرية في اوكرانيا بعد ان دخل هذه الحرب بايامها الاولى بحالة تشتت وبعض الفوضى ، وهو حتى الان تمكن من السيطرة على مفاصل اساسية في اوكرانيا وتحويل جيش زلينسكي النظامي الى مجموعات قتالية تفقد الى حد كبير القدرة على التحكم والسيطرة والدفاع المنتظم الذي تم حصره بشكل هش بالعاصمة كييف ..!
اما على الصعيد السياسي فإن بوتين بدأ يحصد عملية تفتت وتلاشي بعض العقوبات الاساسية التي فرضت على بلاده ! بعد ان استطاع تحويل تداعياتها الى ازمة عالمية بالنفط والغذاء والصناعة وحركة التجارة العامة والاستيراد والتصدير بين دول العالم كافة ، دون ان يستخدم عقوبات مباشرة مضادة بوجه امريكا والغرب ، ونجاح بوتين بذلك ناتج عن اعادة التوازن العسكري لقواته داخل اوكرانيا ومنعه القوات الاوكرانية ومن يمدها بالسلاح من تحقيق اي تقدم استراتيجي بوجه الجيش الروسي يمكن ان يضعف موقفه السياسي، الامر الثاني هو الدعم الصيني والهندي سياسياً واقتصادياً وفي اكثر من مجال لروسيا بحربها مع كييف ومن خلفها واشنطن والغرب..
باختصار دقيق وموضوعي يمكن ان نختصر مشهد الغزو الروسي لاوكرانيا على هذا النحو ، الذي لن يستمر على هذا الحال بالايام المقبلة التي ستحمل حسم روسي سريع ومنظم عسكرياً بشكل يتيح لموسكو فرض شروط على نظام كييف ويقلص فرص تصاعد الضغوط الامريكية والغربية على روسيا، خصوصاً وان نتائج الحرب والعقوبات على موسكو تحولت الى مادة تباين واختلاف بين الغرب وواشنطن، حتى الان لا زال داخل الكواليس ولا ضمانة بعدم خروجه الى العلن ..؟
#يتبع
عباس المعلم / كاتب سياسي