الحدث

الأزمة الأوكرانية الروسية، وأثرها على العالم..

-✍🏻كتب قاسم خازم

في خِضم الأزمات التي شهدها العالم من مخاطر دولية هددت البشرية، ومن مخاطر كادت أن تولد حرباً نووية مثل أزمة صواريخ كوبا والحرب الباردة، التي كانت أساس تحويل جذري في النظام العالمي الجديد، وعلى هذا الأساس نرى أنّ تلكَ المخاطر وليدة التحويل السياسي والعالمي، وإنّ أبرز المخاطر والأزمات التي نشاهدها في الوقت الحالي هي ’’أزمة روسيا وأوكرانيا’’.

إنّ تلكَ الأزمة خلفت وراءها طابعاً تاريخياً وإيديلوجياً، فقبلَ دخول روسيا إلى الإتحاد السوفياتي شهدت بعض الحركات الثورية التي تحمل في طياتها فلسفة ثورية، وهي أفكار ’’إسكندر هيرزن’’ حول تحديث روسيا إلى النمط الغربي، وإعتبرَ هيرزون أنّ روسيا الإتحادية يجب أن تكون رأسمالية إلاّ أنّ ذلكَ لم يحدث بسبب الحركات الثورية الإشتراكية إلى أن أنهتها بالحركة الماركسية اللينينية، وإعتبار روسيا المعلم الإيديلوجي السياسي لتلكَ الثورة والوجه الأبرز في الإتحاد السوفياتي.

أما تاريخ أوكرانيا حيثُ كانت صاحبة الفكر الإشتراكي أثناء دخولها الإتحاد السوفياتي، حيثُ كانت تدعى ’’أوكرانيا الإشتراكية أوالسوفياتية’’، لذا مع الخلفية التاريخية البعيدة نرى أنّ الأزمة الأساسية الحاصلة بينَ أوكرانيا وروسيا، هي أزمة إيديلوجية مبنية على أنّ أوكرانيا متمسكة بالإنضمام إلى حلف الناتو، وهذا ما أزعجَ الرئيس فلاديمير بوتين، وبناءً على ذلكَ أكد أنّ جمهورتي دونتسيك ولوغانسك اللتان تقعان في شرق أوكرانيا هي تحت السيادة الروسيا ويجب إستعادتهما، وبالرغم من العامل الإيديلوجي الذي أودىَ بالشرخ الأوكراني الروسي، هناكَ عاملاً خارجياً أو مواقف خارجية، فالدول الأبرز التي عارضت وتدفع روسيا إتجاه أوكرانيا، هي الولايات المتحدة الأمريكية، حيثُ سعت في الضغط على روسيا بالعقوبات، وقامت بتجميد أموال الرئيس بوتين، كما صرحَ الرئيس الأمريكي ’’جو بايدن’’.

وفيما أطلق رئيس كوريا الشمالية مواقف إيجابية إتجاه ما تقوم به روسيا، برزت في المنطقة العربية تداعيات الازمة الاوكرانية، ومنها نقص في الموارد الغذائية الأساسية للمواطن اللبناني من خبز وطحين، وإرتفاع أسعارهما في الأشهر اللاحقة، وقد وقد ألقت بظلالها على مصر، حيثُ قال ’’ ياسر عمر’’ وكيل لجنة الخطة والموازنة في مصر:’’إنّ إستمرار إرتفاع أسعار النفط سيؤثر سلباً على الموازنة العامة’’. أضافة الى وجود مشاكل إقليمية وعالمية، ومواقف إما متأرجحة أو حيادية أو سلبية مع الطرفين الروسي والأوكراني.

لذا، أن الأزمة الأوكرانية الروسية لها تأثيرات إقتصادية كبيرة، توازي تقريباً التأثيرات الإقتصادية على العالم جراء فيروس كورونا، وفي النهاية لا بد من وجود حل لتلكَ الأزمة، بالحوار والمفاوضات السلمية، وإلاّ سيتكرر السيناريو كما حدث مع الغزو الأمريكي للعراق، بإستنزاف روسيا لموارد وثروات أوكرانيا، عندها تتوقف الحرب، وتقوم روسيا بتثبيت قواعد عسكرية لها في أوكرانيا، كما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية في أوروبا و منطقة الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى