زياد عيتاني -اساس ميديا
لن يخذل السُنّة مفتيهم، فما خذلوه في الماضي ولن يخذلوه اليوم أو في مستقبل الأيام. يلومونه أحياناً، ينتقدونه أحياناً أخرى، لكن عند اللحظة الحاسمة المصيرية هم خلفه إلى جانبه. هو سيّد دار الإفتاء وكلمته “فتوى” أو “طابو” كما يحلو للبيارتة والطرابلسيّين أن يقولوا في هذا المقام.
كان المفتي واضحاً في رسالة الإسراء والمعراج، محدّداً ثوابت التحدّي والمواجهة المفروضة على أهل السُنّة والجماعة في لبنان:
1- رفع الهيمنة المسلّحة عن كاهل العباد والبلاد، وإطلاق إرادة النضال والمقاومة سلميّاً في السياسة والمجتمع والاقتصاد.
2- التأكيد على الهويّة العربية للبنان لإنهاء هذا الكمّ من العداء والاستعداء المصطنع للإخوة والأشقّاء خدمةً لأجندات غريبة لا تنطق بالعربيّة، بل بالكثير من اللغات، تارة فارسية، وتارة أخرى فرنسية، تحت شعار حلف الأقلّيّات
لم يكتفِ المفتي دريان بتحديد خارطة التحدّي والاستهداف، بل أطلق المقاومة للمواجهة وتحمّل المسؤوليّة أمام التاريخ والناس. كان واضحاً مؤكّداً أنّ المقاومة تبدأ داخل صندوق الاقتراع، وعلى الناس المؤمنين بهذا الوطن بكلّ مذاهبهم، وفي مقدَّمهم سُنّة لبنان، أن يذهبوا بكثافة خلف تلك الستارة، ويختاروا مَن يريدون بعد تحكيم ضمائرهم، ويضعوا الاسم داخل الصندوق، فهذه هي الخطوة الأولى لتحرير لبنان.
سيتوجّه السُنّة من شبعا بأقصى الجنوب إلى أكروم بأقصى الشمال، وصولاً إلى المجدل وعرسال قريتَيْ الأبطال حرّاس الثغور. سيتوجّهون رجالاً ونساءً وشباباً إلى صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات في 15 أيار، الموعد المحدّد للانتخابات، ليس من أجل مرشّح معيّن، أو من أجل حزب أو تيّار، بل سيذهبون بأصواتهم إلى الصندوق كي يقاوموا حرب الإلغاء، كي يواجهوا مسعى البعض إلى إسقاطهم من المعادلة الوطنية وتحويلهم إلى ملحَق في هذا الوطن.
يذهب السُنّة إلى الصندوق لمواجهة حرب الإلغاء التي بدأت منذ اغتيال الرياض الصلح في العاصمة الأردنية عمّان في عام 1951، ثمّ باغتيال مفتيهم حسن خالد في 1989، ورشيد كرامي عام 1987، ووليد عيدو في 2007، ونفي صائب سلام وتقيّ الدين الصلح ونهاد المشنوق وإبراهيم قليلات والكثير الكثير من الأبناء وصولاً إلى اغتيال رفيق الحريري في 14 شباط 2005. ثمّ تجدّدت الحملة في 7 أيار 2008 حين غُزِيت عاصمتهم، وتتكرّر كلّ يوم بمحاولة شيطنة طرابلس ومجدل عنجر وعرسال.
السُنّة في 15 أيار 2022 منفتحون على الترشّح ثمّ التصويت لأبنائهم الأقحاح، الصيداويّ في مدينته، والبيروتيّ في دائرته، والبقاعيّ حيث يجب أن يكون وفقاً لتعلّقه بالأرض والسهل المعطاء، وأبناء طرابلس من المؤكّد أنّهم لن يستوردوا مرشّحاً يسقط عليهم بمظلّة أو بمَوْنة زعيم. كلٌّ يترشّح في دائرته من دون أيّ تطاول على أبناء الأرض، وهو تطوّر إن حصل يلامس درجة الاعتداء.
بيروت للبيارتة، والمرشّح فيها ينتسب إلى عوائلها الأصيلة داخل السور أو على أطرافه لا يبعد كثيراً عن هذا المكان والمرشّح الصيداوي الذي وُلد بعد مصبّ نهر الأوّلي حيث مدخل المدينة عبر الزمان وكذلك طرابلس.
السُنّة منفتحون على دعم أبنائهم وأبناء عمومتهم وفقاً لثوابت المفتي عبد اللطيف دريان. مَن يلتزم بها فهو مرشّحنا، ومَن يبتعد عنها فلا طائل في أن يمثّلنا بالبرلمان.
1- التمسّك بالهويّة العربية للوطن والكيان بالممارسة اليوميّة والعلاقة مع الإخوة والأشقّاء.
2- الالتزام بقيم المجتمع اللبناني وحصونه الأخلاقية غير المستورَدة بعيداً عن كلّ الأجندات والشروط المفروضة من خارج الحدود.
3- نظافة الكفّ من دون شائبة. مرشّحون لم يشاركوا في عقود أو صفقات أو شبهات مع الميليشيا أو المافيا التي أوصلت البلاد والعباد إلى أسوأ الأيام.
4- الإيمان بالدولة ومؤسّساتها وأنّها وحدها لكلّ اللبنانيين ملاذ الأمان.
5- امتلاك إرادة المقاومة من أجل تحرير لبنان.
قالها المفتي في رسالة الإسراء والمعراج، فتبصّروا يا أهل الحقّ وأمراء البيان.