الحدث

حزب الله يرفع سقف التحدّي… لا أكثرية نيابية مُعادية للمقاومة!

“ليبانون ديبايت” – وليد خوري

لا يتراجعُ حزب الله عن إعتباره الإنتخابات النيابية القادمة في أيار بمثابة حرب “تموز سياسية”، حيث يعتبرها فرصة شرعية ليُثبت للداخل والخارج أنّ قاعدته الشعبية لا تزال مؤيدة لمشروعه ومقاومته رغم كل الحملات السياسية والإعلامية التي طالته، لا سيّما بعد إندلاع ثورة 17 تشرين 2019.

يعتبرُ حزب الله أنّ هناك من يريد أن “يستأصله” من الحياة السياسية وإخراجه نهائيًا من المعادلة السياسية، وهذا الفريق الذي تقوده أميركا هو ذاته الذي عَمل خلال حرب تموز 2006 على إستئصال حزب الله من المعادلة الأمنية والعسكرية.

لذلك، ينظر حزب الله إلى الإستحقاق الانتخابي بأعلى درجات الجدية، وعليه فكل أجنحته وفروعه على جهوزية تامّة وتتعامل مع الحدث بإعتباره حرباً سياسية، وهذا يتطلب من عناصره ومؤيديه أن يكونوا على الجبهات السياسية مُسلحين بالوسائل التي تٌحقق النصر وتمنع أميركا وحلفائها من تحقيق الأهداف المطلوبة.

إضافة إلى ما ذُكر، فإن حزب الله يكثف جهوده حاليًا على تعطيل الأهداف الأميركية الإسرائيلية وكسر إرادة الأعداء والخصوم ومنعهم من نزع سلاحه السياسي أي إرادة الناس، بالإضافة إلى منعهم من تغيير المعادلة الداخلية بالحصول على أغلبية معادية للمقاومة في الحكومة والمجلس النيابي ورئاسة الجمهورية، ما يُمكنه من إعادة صياغة منظومة العلاقات الداخلية والخارجية وفق التصور الإسرائيلي والغربي.

تُدرك قيادة “الحزب” أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع يمني النفس بأن تكون المعركة السياسية “طاحنة وتغييرية”لصالحه، لكن حزب الله وحلفائه مطمئنون إلى الحاضنة الشعبية ويستفيدون يوماً بعد يوم من الثغرات والفجوات الواسعة بين الأحزاب والمنظمات الموالية للمحورين الأميركي والغربي.

وتزامناً مع كل ما يُنشر في وسائل الإعلام أنّ القوات اللبنانية ستفوز بحصة الأسد النيابية، تُشير المعطيات إلى أن هناك عملاً جديًا يجري لتنظيم الخلافات بين حلفاء حزب الله، وقد نجح الأخير في جمع “التيار الوطني الحر” مع “حركة أمل”، ونجح أيضاً في جمع الوطني الحر مع تيار المردة، والأمور تسير من حسن إلى أحسن، وسيكون كل حلفاء الحزب في جبهة واحدة متناغمة لتحقيق فوز ثمين في هذه الانتخابات.

المسألة الأبرز تُكمن في أنّ الحزب لا يُبدي أي تخوّف من إحتمال فوز خصومه ببعض المقاعد النيابية الإضافية، وتكشف المعلومات أنّ الحزب أجرى إحصاءات ودراسات أكّدت عدم وجود خطرًا جسيمًا على حلفائه وخصوصا التيار، وسيكتشف خصوم الحزب بحسب مُقربين منه الخطأ الواضح في حسابات المواجهة السياسية القادمة، وفي تقدير الموقف من هذا الإستحقاق.

لكن ما يُثير الريبة هو تأخرّ قيادة الحزب في إختيار أسماء المرشحين للإنتخابات النيابية، لكن معلومات “ليبانون ديبايت” تكشف أنّ سبب تأخرّ حزب الله في تسمية مرشحيه أن مجلس شورى القرار في “الحزب” لم يجتمع بعد، وهو الهيئة الوحيدة المُخولة ببتّ أسماء مرشحي الحزب، لكن المجالس السياسية والإجتماعية والأطر المختلفة داخل الحزب تَرغب بحصول تعديلات في أسماء بعض النواب، ولعلّ القيادة هي أيضًا راغبة بضخ دم جديد، ولكن على قاعدة الدمج بين مَن يمتلكون الخبرة ومَن يمتلكون الكفاءة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى