ارشيف الموقع
إعلام العدو: «حسّان» اخترقت الوعي لا الأجواء فقط
الأخبار- بيروت حمود
رغم أن الطائرة «حسان» التي أطلقها حزب الله، الجمعة الماضي، لم تشكل خطراً مباشراً على الأرواح، إلا أن دخولها أجواء فلسطين المحتلة أدى إلى إطلاق صافرات الإنذار في مستوطنات الجولان وإصبع الجليل والجليل الأسفل، للمرة الأولى منذ عام 2006، قبل تفعيل منظومة «القبة الحديدية» التي لم تتمكن صواريخها من إسقاط الطائرة. ومكمن الخطر، بالنسبة إلى مشغلي القبّة عملياً، تمثّل في التهديد الأمني والجمع الاستخباري، الذي بدأ بمجرد انطلاق الطائرة من قاعدتها واختراقها لأجواء فلسطين.
على هذه الخلفية، خلص مسؤولون في جهاز أمن العدو إلى أن «تشغيل صافرات الإنذار عقب اختراق الطائرة ومن ثم انطلاق صواريخ القبة الحديدية كان خللاً عملياتياً»، في اعتراف بأنه كان هناك «سوء تقدير» من قبل الجيش تمثّل في «هز الشمال كله»، بدءاً بإطلاق صافرات الإنذار وتوجّه المستوطنين إلى الملاجئ، مروراً بإطلاق صواريخ القبة، وليس نهاية باستدعاء المروحيات والطائرات المقاتلة في محاولة لإسقاط المسيّرة، رغم أنها لم تكن تحمل في «أسوأ الاحتمالات» سوى كاميرا، بحسب موقع «واللا» العبري. وعملياً، فإن الطائرة بسبب مزاياها التكنولوجية، تجاوزت كل الوسائل والمنظومات الاعتراضية والرادارات التي نشرها العدو.
يتقاطع ذلك مع انتقادات نقلها موقع «واللا» عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قبل يومين، مفادها بأنه «في حال أدرك حزب الله أن أيّ طائرة مسيرة ستجعل الشمال كله يستنفر، فإنهم (حزب الله) سيتحدّونك. وبالتالي ستخسر في معركة الوعي. إن تشغيل صافرات الإنذار كان خللاً عملياتياً». وجّهت هذه الانتقادات إلى قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، المسؤولة عن تشغيل صافرات الإنذار، رغم أن الطائرة لم تشكل خطراً على «الجبهة الداخلية»، وإنما كانت غايتها، طبقاً لاستنتاجات الجيش، «تنفيذ عملية استفزاز من أجل إحداث انتصار إدراكي (في الوعي)».
تسلسل الحدث منذ لحظة انطلاق الطائرة فتح، بحسب القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي في سلاح الجو تسبيكا حيموفيتس، خطاباً جماهيرياً وإعلامياً واسعاً «يشوّش الواقع ويمنع من تحليله». فضلاً عن ذلك، فإن «محاولة تقزيم الحدث من خلال تسمية الطائرة بأداة طائرة أمر خاطئ»، مشيراً إلى أن «الحاجة هي لفهم الواقع والاستعداد لما سيأتي». ولذلك، فإن تحليل الحدث كأنه معزول من السياق الأعم «خطأ». والسبب أن هناك «ميلاً لبناء تهديد جوي ذي مزايا جديدة ينضم إلى التهديد الصاروخي الذي احتل مكانة مهمة في خريطة التهديدات على إسرائيل في العقد الأخير». ويتمثل التهديد، وفق ما نشره حيموفيتس في صحيفة «معاريف»، في أنه «يتشكل من منصات جوية صغيرة، سهلة التملص، تطير على مستوى منخفض، ذات سرعة بطيئة وعالية، زهيدة الثمن، سهلة الاستخدام، تحتاج إلى نقليات سهلة التحرك والإخفاء». وما بات بمثابة «سلاح الجو» الجديد لتنظيمات المقاومة على حد سواء. ورأى أنه «في حال تجاهل التهديد الجوي الجديد، سنلاقي في الساحات المختلفة تهديداً متعاظماً، واسع النطاق وذا قدرات مهمة».
التحذير الذي أوردته الصحيفة ترافق أيضاً مع اعتراف بحقيقة أن إسرائيل «لا تملك حالياً أي فعل للتصدي لتهديد الحوامات والمسيّرات الصغيرة بشكل ناجع». ولذلك فإن «المطلوب هو الاستعداد، وإلا فسنستيقظ بعد فترة زمنية غير طويلة على واقع آخر نجد فيه عشرات الحوامات والمسيّرات المستخدمة في الوقت نفسه فوق إسرائيل».
أمّا صحيفة «إسرائيل اليوم» فرأت أنه «ليس معقولاً أن يدخل نصف منطقة الشمال إلى الملاجئ في كل حالة تتسلل فيها حوامة إلى إسرائيل». لأن ذلك «يعطي حزب الله سبيلاً سهلاً جداً لإفقاد إسرائيل صوابها كلما أراد ذلك». أمّا المراسل العسكري لصحيفة «معاريف»، طال ليف رام، فرأى أن «حزب الله أراد المس بالحياة الطبيعية، وأصابها بدقة». إذ إنه «سيطر على جدول الأعمال في إسرائيل» من خلال طائرة «هي أقرب إلى الدمية منها إلى الأداة الحربية، بسببها انطلقت صافرات الإنذار، ومسّت الحياة الطبيعية في منتصف يوم سياحي جميل في شمال البلاد». وهو بالضبط ما سعى حزب الله إلى أن يحققه، رغم أن الفوارق في موازين القوى بين القدرة الجوية للجيش الإسرائيلي وقدرة حزب الله «غير قابلة للمقارنة على الإطلاق».
من جهته، رأى المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل، أن «اختراق الطائرة الصغيرة فاجأ الجيش الإسرائيلي كما يبدو بسبب غياب تحذير استخباري مسبق، لذلك تم تشغيل صافرات الإنذار في شمال البلاد وأثارت ذعراً في أوساط المواطنين». هدف حزب الله من ذلك بحسب هرئيل، توجيه رسالة بأنه «حتى لو أسقط الجيش الإسرائيلي في كل مرة طائرة لنا، سواء سمّوها مسيّرة أو طائرة صغيرة أو طائرة شراعية، يمكننا أن نواصل الإطلاق نحو الجليل متى أردنا. إذا كانت إسرائيل تعتقد أنه يمكنها خرق سيادة لبنان عبر طلعات لطائرات مسيّرة وطائرات حربية، فإن حزب الله أيضاً سيعمل بصورة مشابهة من الجنوب»، موضحاً أنه «تتطوّر أمام إسرائيل مشكلة بعيدة المدى، لا تكثر من الحديث عنها علناً. وتتمثل في أن حزب الله، بمساعدة إيران، منخرط في السنوات الأخيرة في عملية متواصلة من تطوير منظومة الدفاع الجوي».
على هذه الخلفية، خلص مسؤولون في جهاز أمن العدو إلى أن «تشغيل صافرات الإنذار عقب اختراق الطائرة ومن ثم انطلاق صواريخ القبة الحديدية كان خللاً عملياتياً»، في اعتراف بأنه كان هناك «سوء تقدير» من قبل الجيش تمثّل في «هز الشمال كله»، بدءاً بإطلاق صافرات الإنذار وتوجّه المستوطنين إلى الملاجئ، مروراً بإطلاق صواريخ القبة، وليس نهاية باستدعاء المروحيات والطائرات المقاتلة في محاولة لإسقاط المسيّرة، رغم أنها لم تكن تحمل في «أسوأ الاحتمالات» سوى كاميرا، بحسب موقع «واللا» العبري. وعملياً، فإن الطائرة بسبب مزاياها التكنولوجية، تجاوزت كل الوسائل والمنظومات الاعتراضية والرادارات التي نشرها العدو.
يتقاطع ذلك مع انتقادات نقلها موقع «واللا» عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قبل يومين، مفادها بأنه «في حال أدرك حزب الله أن أيّ طائرة مسيرة ستجعل الشمال كله يستنفر، فإنهم (حزب الله) سيتحدّونك. وبالتالي ستخسر في معركة الوعي. إن تشغيل صافرات الإنذار كان خللاً عملياتياً». وجّهت هذه الانتقادات إلى قيادة المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي، المسؤولة عن تشغيل صافرات الإنذار، رغم أن الطائرة لم تشكل خطراً على «الجبهة الداخلية»، وإنما كانت غايتها، طبقاً لاستنتاجات الجيش، «تنفيذ عملية استفزاز من أجل إحداث انتصار إدراكي (في الوعي)».
تسلسل الحدث منذ لحظة انطلاق الطائرة فتح، بحسب القائد السابق لمنظومة الدفاع الجوي في سلاح الجو تسبيكا حيموفيتس، خطاباً جماهيرياً وإعلامياً واسعاً «يشوّش الواقع ويمنع من تحليله». فضلاً عن ذلك، فإن «محاولة تقزيم الحدث من خلال تسمية الطائرة بأداة طائرة أمر خاطئ»، مشيراً إلى أن «الحاجة هي لفهم الواقع والاستعداد لما سيأتي». ولذلك، فإن تحليل الحدث كأنه معزول من السياق الأعم «خطأ». والسبب أن هناك «ميلاً لبناء تهديد جوي ذي مزايا جديدة ينضم إلى التهديد الصاروخي الذي احتل مكانة مهمة في خريطة التهديدات على إسرائيل في العقد الأخير». ويتمثل التهديد، وفق ما نشره حيموفيتس في صحيفة «معاريف»، في أنه «يتشكل من منصات جوية صغيرة، سهلة التملص، تطير على مستوى منخفض، ذات سرعة بطيئة وعالية، زهيدة الثمن، سهلة الاستخدام، تحتاج إلى نقليات سهلة التحرك والإخفاء». وما بات بمثابة «سلاح الجو» الجديد لتنظيمات المقاومة على حد سواء. ورأى أنه «في حال تجاهل التهديد الجوي الجديد، سنلاقي في الساحات المختلفة تهديداً متعاظماً، واسع النطاق وذا قدرات مهمة».
التحذير الذي أوردته الصحيفة ترافق أيضاً مع اعتراف بحقيقة أن إسرائيل «لا تملك حالياً أي فعل للتصدي لتهديد الحوامات والمسيّرات الصغيرة بشكل ناجع». ولذلك فإن «المطلوب هو الاستعداد، وإلا فسنستيقظ بعد فترة زمنية غير طويلة على واقع آخر نجد فيه عشرات الحوامات والمسيّرات المستخدمة في الوقت نفسه فوق إسرائيل».
أمّا صحيفة «إسرائيل اليوم» فرأت أنه «ليس معقولاً أن يدخل نصف منطقة الشمال إلى الملاجئ في كل حالة تتسلل فيها حوامة إلى إسرائيل». لأن ذلك «يعطي حزب الله سبيلاً سهلاً جداً لإفقاد إسرائيل صوابها كلما أراد ذلك». أمّا المراسل العسكري لصحيفة «معاريف»، طال ليف رام، فرأى أن «حزب الله أراد المس بالحياة الطبيعية، وأصابها بدقة». إذ إنه «سيطر على جدول الأعمال في إسرائيل» من خلال طائرة «هي أقرب إلى الدمية منها إلى الأداة الحربية، بسببها انطلقت صافرات الإنذار، ومسّت الحياة الطبيعية في منتصف يوم سياحي جميل في شمال البلاد». وهو بالضبط ما سعى حزب الله إلى أن يحققه، رغم أن الفوارق في موازين القوى بين القدرة الجوية للجيش الإسرائيلي وقدرة حزب الله «غير قابلة للمقارنة على الإطلاق».
من جهته، رأى المحلل العسكري لصحيفة «هآرتس» عاموس هرئيل، أن «اختراق الطائرة الصغيرة فاجأ الجيش الإسرائيلي كما يبدو بسبب غياب تحذير استخباري مسبق، لذلك تم تشغيل صافرات الإنذار في شمال البلاد وأثارت ذعراً في أوساط المواطنين». هدف حزب الله من ذلك بحسب هرئيل، توجيه رسالة بأنه «حتى لو أسقط الجيش الإسرائيلي في كل مرة طائرة لنا، سواء سمّوها مسيّرة أو طائرة صغيرة أو طائرة شراعية، يمكننا أن نواصل الإطلاق نحو الجليل متى أردنا. إذا كانت إسرائيل تعتقد أنه يمكنها خرق سيادة لبنان عبر طلعات لطائرات مسيّرة وطائرات حربية، فإن حزب الله أيضاً سيعمل بصورة مشابهة من الجنوب»، موضحاً أنه «تتطوّر أمام إسرائيل مشكلة بعيدة المدى، لا تكثر من الحديث عنها علناً. وتتمثل في أن حزب الله، بمساعدة إيران، منخرط في السنوات الأخيرة في عملية متواصلة من تطوير منظومة الدفاع الجوي».