انجاز نوعي جديد لشعبة المعلومات.. حمى لبنان من مجزرة ثلاثية
فيما تنشغل الساحة الداخلية بجملة أزمات سياسية ومالية واقتصادية، خطف الوضع الأمني الأضواء، مع اعلان وزير الداخلية بسام المولوي عن إحباط فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي هجوماً انتحارياً بالأحزمة الناسفة كان يُعدُّ له التنظيم ليستهدف قلب الضاحية الجنوبية لبيروت.
وكتبت جريدة” الاخبار” :كشف المحققون أنّ تنظيم “الدولة” كان يُخطط لتنفيذ الهجوم الإرهابي «وفاء لدماء» خليفته أبي بكر البغدادي عبر ضرب معقل حزب الله بهجومٍ ثلاثي، يستهدف كلاً من مجمّع الكاظم في حي ماضي ومجمع الليلكي وحسينية الناصر في الأوزاعي. وخطط التنظيم ليكون الهجوم انغماسياً، بحيث يقوم المنفذ بإطلاق النار من أسلحته الرشاشة وإلقاء قنابل يدوية ضد أهداف مدنية قبل أن يُفجر حزامه الناسف. وقد تمكّن فرع المعلومات من توقيف اثنين من ناقلي الأحزمة الناسفة وضبط السترات المفخخة والقنابل والقذائف الصاروخية والأعتدة العسكرية.طرف الخيط كان مصدراً بشرياً تمكن من خلاله الفرع من اختراق تنظيم «داعش»، وأوصله إلى العقل المدبّر الملقّب بـ«أسد الشامي» الذي اكتشف ضباط الفرع أنّه موجود في مخيم عين الحلوة. وكان ذلك عبر قيادي في التنظيم المتشدد موجود في سوريا تولى دور التزكية لكسب الثقة. وأُعلن في المؤتمر الصحافي أنّ الفرع جنّد مصدراً بشرياً ضمن مجموعات التواصل العاملة لمصلحة «داعش»، حيث تم ربط المصدر بأحد كوادر التنظيم الأمنية في سوريا.العملية بدأت في كانون الثاني عام ٢٠٢١ واستمرت حتى شهر شباط الجاري. وقد تولى اثنان من المشتبه فيهم نقل سترات مفخخة وأسلحة رشاشة ومماشط وراية ««الدولة الإسلامية». وكانت هذه المجموعة تنشط على خط تجنيد شبان لتنفيذ عمليات انغماسية وانتحارية عبر اصطيادهم من خلال مواقع وسائل التواصل.
وكتبت” النهار”: إذا كان الحدث اللافت الذي برز أمس تمثل في انجاز أمنى كبير عبر كشف قوى الامن الداخلي وضبط خلية إرهابية داعشية بما جنب لبنان التعرض مجددا لعمليات إرهابية انغماسية دامية، فان هذا الإنجاز بدلالاته وانعكاساته البالغة الأهمية على صورة قوى امنية وعسكرية لا تزال تعاكس صورة السياسيين ومؤسسات الدولة السياسية، لم يحجب أيضا معالم تطورات سياسية وانتخابية على جانب من الأهمية والخطورة. هذا الانجاز جعل كثيرين يستغربون مجددا كيف يمكن ان تترافق هذه الإنجازات مع اقدام القاضية غادة عون على طلب مثول اللواء عماد عثمان امام قاضي التحقيق”.
وكتبت ” الديار”: انجاز نوعي جديد لشعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي في حربها الاستباقية ضد الشبكات الإسرائيلية والإرهابية ادت الى حماية لبنان وسلمه الاهلي وتحصينه في اخطر مرحلة يمر فيها البلد على الصعد الاقتصادية والمالية والتي اصابت عناصر القوى الامنية والمؤسسات العسكرية، وقد اثبتت الضربات الاخيرة لشعبة المعلومات جهوزية هذه المؤسسة وتفوقها في ممارسة مسؤولياتها بكل حرفية رغم الشحّ المالي، والحملات عليها لاغراقها في ملفات داخلية وصلت الى حد مطالبة رئيس الجمهورية بإقالة مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان وتحويله الى القضاء من قبل القاضية غادة عون بتهمة عدم تنفيذ مذكرتها بملاحقة رياض سلامة.
وحسب مصادر امنية، فان انجاز شعبة المعلومات احبط مخططا لتحويل لبنان الى عراق جديد او افغانستان جديدة عبر تفجير الجوامع والمعابد الدينية لتحضير البلد لفتنة سنية شيعية او خلافات طائفية، واثبت تفوق العقل الامني اللبناني الرسمي والمقاوم على العقل الارهابي والاسرائيلي، وهذا الانجاز حمى لبنان من احداث كبرى وتوترات سياسية وانقسامات. وتدعو المصادر الامنية الى الوحدة وتحصين الوضع الاجتماعي حتى تجاوز هذه المرحلة الدقيقة.
وأشارت مصادر مطلعة لـ”البناء” الى أن “اكتشاف شبكات إرهابية يدل على أمور عدة: الأول أن الوجود الإرهابي في لبنان لم ينتهِ في ظل وجود خلايا إرهابية نائمة تتحين الفرصة المناسبة لإعادة نشاطها والتحرك للقيام بأعمال إرهابية، الامر الثاني أن الساحة اللبنانية لا تزال في دائرة الاستهداف الإرهابي بعد سنوات من الأمن الذي تمتع به لبنان إثر القضاء على التنظيمات الإرهابية على طول الحدود الشمالية والشرقية وفي معظم الأراضي السورية، والأمر الثالث والأخطر أن المشروع الخارجي المشغل للتنظيمات الإرهابية لا يزال ساري المفعول بعد انكفائه لفترة طويلة، ما ينذر بفتنة جديدة يحملها هذا المشروع عبر تنفيذ هذه التفجيرات في منطقة الضاحية التي تشكل بيئة حاضنة لحزب الله”، ما يدعو للتساؤل هل اتخذ القرار بنقل المعركة الدائرة في الإقليم الى لبنان؟ وهل الهدف إحداث فتنة مذهبية لبنانية – لبنانية ولبنانية – فلسطينية لاستخدامها في وجه حزب الله في الانتخابات النيابية؟ أم الهدف تطيير الانتخابات بذريعة الأوضاع الأمنية؟
وقالت مصادر امنية لـ»الجمهورية» انّ توقيف المجموعة تمّ منذ فترة غير بعيدة خلال مداهمات جرت في غير منطقة، بعدما تمكنت العناصر الامنية من كشف تحرّكات لعناصر ارهابية تنتمي الى تيارات تكفيرية (تنظيم القاعدة) في بعض المخيمات الفلسطينية وخارجها، وبوشرت التحقيقات مع الموقوفين الذين اعترفوا بالتحضير لتفجيرات انتحارية في ثلاثة مراكز دينية شيعية.
وكشفت المصادر الامنية «ان هذه التفجيرات كانت محددة في الضاحية الجنوبية، وبشكل متزامن، بين تفجير انتحاري يستهدف حسينية الناصر في الاوزاعي، وتفجير ثان يستهدف مجمّع الليلكي، وتفجير ثالث يستهدف مجمع الكاظم في حي ماضي».