بادي، بدأ يلعب دوره في مسرحية باشاغا للوصول الى الحكم.
–رسلان داوود
–وكالة نيوز–ليبيا
في ظل التطورات المتسارعة المتعلقة بمرحلة مابعد فشل الإنتخابات الرئاسية التي كان من المقرر عقدها في 24 ديسمبر من العام الماضي في ليبيا، وتعيين فتحي باشاغا على رأس السلطة التنفيذية في البلاد من قبل مجلس النواب في طبرق، لا تزال الخلافات قائمة والمناحرات السياسية ملتهبة.
حيث أعلن عضو مجلس النواب جبريل أوحيدة أمس الإثنين، أن البرلمان سوف يعقد جلسة في الأول من مارس المقبل للتصويت على منح الثقة للحكومة الجديدة برئاسة رئيس الوزراء فتحي باشاغا. في حين اعتبر رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، أن تكليف مجلس النواب لحكومة جديدة هو “مناورة فاشلة وإفساد للمشهد“. وقال، أن الخطة التي أعدها ستضمن إجراء الانتخابات في شهر يونيو القادم. لافتا إلى أنه سيلجأ للتصويت الإلكتروني لإتمام الانتخابات في حال لجأ أي طرف للعنف.
وفي هذه الأثناء، لا يزال المد الميليشياوي المسلح المؤثر على سير العملية السياسية في البلاد قائماً. حيث أكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن على أن عملية إرسال المرتزقة هي مستمرة دون توقف، وما زال هناك الآلاف من الجنسية السورية موجودين في غرب ليبيا باتفاق مع الحكومة التركية عبر شركة أمنية تركية تقوم بإخراجهم من سوريا، وإعطائهم غطاء قانونيًا للارهاب في ليبيا.
من جهته، رفض المطلوب دولياً المدعو صلاح بادي، آمر ما يعرف بـ«لواء الصمود»، أحد الميليشيات المسلحة في طرابلس، حكومة فتحي باشاغا، والتي كلفه البرلمان بتشكيلها، مطالباً عبدالحميد الدبيبة، بإجراء تعديل وزاري، مهدداً منْ يعترف بمجلسي النواب والدولة. وقال بادي، في تصريحات صحفية: “نرفض رفضا قاطعا قرار برلمان طبرق المنحل بحكم المحكمة بتشكيل حكومة موازية“.
وتابع بادي:”لا نعترف ببرلمان طبرق ولا مجلس الدولة، ونعتبرهما أجساماً سياسة منتهية، وهي سبب إيصالنا لما عليه من تشظي واحتلال. وعلى ثوار ليبيا الخروج والالتفاف على قيادة موحدة لإعادة هيبة الدولة وقيادة الدولة من جديد، ونبشر الليبيين أننا بصدد تشكيل قيادة عليا لثوار ليبيا قريباً في عاصمتنا طرابلس“.
يُشار الى أن صلاح بادي عارض الانتخابات قبل الجميع، وصرح بذلك مراراً. وهو أحد الأشرار المتعطشين للدماء في ليبيا، لأن تاريخه يحكي عنه الجرائم والممارسات الفظيعة بحق الشعب الليبي. ولا يحق له اليوم النداء بما يريده الشعب الليبي، فكل منهما في وادٍ مختلف عن الآخر.
كما أنه لا يُعتبر من مؤيدي الدبيبة وحكومته، ويرفض باشاغا، ويجاهر بذلك. وبحسب بعض المحللين السياسيين، فإن بادي يعمل على تهيئة الأجواء لاغتصاب باشاغا السلطة، بهدف تعيينه في مكان ما فيها، وإسقاط التهم المؤكدة حوله وإيقاف الملاحقة الدولية بحقه. وهذه التصريحات ما هي إلا غلاف براق لمخطط إجرامي يصل بباشاغا الى رأس السلطة، ويقوي نفوذ الميليشيات الواقفة في صفه كلواء الصمود مثلاً.
كل هذا يأتي بدعم تركي كامل سياسياً وعسكرياً وحتى معنوياً، حتى لو كان الإعلام يصور الأتراك بأنهم داعمون للدبيبة، بحسب المحللين. وهذا الزخم الذي يحصل في الفترة الأخيرة من تصريحات وتحركات، إنما يدل على أن البلاد في هذه الحالة ذاهبة الى المجهول، وبأن باشاغا ودبيبة وغيرهم، ليسوا سوى أدوات لقوى خارجية، وهدفهم تحقيق طموحهم السياسي أو المالي، بينما الشعب الليبي يبقى عالقاً في المنتصف منتظراً الإنتخابات المأمولة.