عودة سوريا الى الجامعة العربيّة
بعد إحدى عشر عاماً من الحرب في سوريا والتي شاركت فيها اطراف كثيرة ميدانياً ومادياً، لم تستطع كل هذه المشاركات أن تغيّر في مسار الصراع، وإنما صمدت سوريا في وجه أعتى مؤامرة في العصر الحديث، وسط كلام عن قوة وحضور وتاثير ستتبلور مجدداً مع عودة سورية إلى الجامعة العربية، وقد اشار وزير الخارجية الجزائرية أن موعد القمة العربية التي ستستضيفها بلاده، ستحددها الجامعة العربية في آذار المقبل، مع ترجيح أن تعقد القمة قبل نهاية هذا العام، وهذا ما اكده الرئيس الجزائري بقوله ان عودة سوريا تعني لمّ الشمل العربي الممزق.
في حديث خاص ” بالديار ” رأى نائب الأمين العام لحركة النضال اللبناني العربي طارق الداوود أن كلام رئيس مجلس النواب اللبناني كلاماً معبراً في مطالبته بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، والحقيقة اليوم أن العرب عادوا إلى سوريا من حيث أن سوريا هي حامية الأقليات وسوريا هي التي تعطي التوازن مع الحلفاء والخصوم، فهي التي تعطي الزخم للدور العربي في المنطقة، وإعادة سوريا إلى الجامعة العربية وتفعيل الاقتصاد المترابط ببعضه البعض والمتكامل بين لبنان وسوريا والعراق ومصر والاردن من خلال السوق العربية المشتركة التي نامل ان تتحقق، يفتح آفاقاً جديدة للوضع اللبناني، والمستفيد الأساسي هو لبنان وباب أمل لنا كلبنانيين قبل غيرنا.
يرى الداوود أن سوريا تطمح لاستقرار لبنان الاقتصادي والسياسي، وهذا دورها على مرّ التاريخ وسيستمر بحكم الجغرافيا والتاريخ، ومستقبل لبنان سيكون متزامناً مع قوة سوريا ومناعتها، خاصة بعد أن اوصله نظامه السياسي إلى درجة كبيرة من الفساد والعجز، ولا ينهي الأزمات وفق مقاربة كل الأطراف الا مؤتمر تأسيسي جديد على قاعدة الدولة المدنية، والمعركة الانتخابية بالنسبة للبنانيين هي معركة حضور ومصير وجودية وإعادة كرامة وحقوق بالدرجة الأولى والأخيرة، لأن هذه المنظومة أوصلت الشعب إلى مرحلة جهنمية، وهذا ما يجب ان يحدده اللبنانيون في صناديق الاقتراع في الاستحقاق الوجودي المقبل، والضغط الخارجي سيرسخ الإنتخابات في موعدها .