الحدث

في التيار اختلاف بوجهات النظر.. فهل حسم باسيل خياره؟

ايناس كريمة

بدأت الصورة الانتخابية تتبلور تدريجياً مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية وفق الجدول الزمني المحدّد في ظل ترسّخ فكرة تبعاتها السياسية على المشهد العام في لبنان وتأثيرها على موازين القوى الداخلية وعلى الاستحقاقات الدستورية المقبلة بدءاً من الانتخابات الرئاسية وصولاً الى الواقع الاقتصادي والمالي في البلاد.

وضمن موجة التحضيرات للاستحقاق النيابي أكّدت مصادر مطّلعة أن المرحلة الفائتة شهدت نوعاً من الأخذ والرد بين التيار “الوطني الحر” و”حزب الله” وذلك في إطار بحث مسألة تحالف التيار مع الحزب وبالتالي مع “الثنائي الشيعي” في معظم الدوائر، الامر الذي استدعى اتصالات عالية الشأن قبل أن يحسم التيار “البرتقالي” خياره الأخير.

وترى المصادر ان هذا التحالف سيكون له انعكاسات إيجابية على الطرفين؛ فعلى مستوى التيار سيمكّنه من الحصول على نحو ست نوّاب بدعم من الصوت الشيعي. النائب الاول في بعلبك الهرمل، الثاني في البقاع الغربي، الثالث في زحلة، الرابع في بعبدا والخامس في جزّين، أما النائب السادس ففي بيروت الثانية، وبالتالي فإن هؤلاء النواب سينضمون الى تكتّل “لبنان القوي”، بمعزل عن الاسم، وهذا ما لا يستطيع التيار التخلي عنه خصوصاً وأن كتلته النيابية لن تكون مماثلة لكتلته الاساسية.

ثمة اختلاف في وجهات النظر داخل التيار “الوطني الحر”، حيث يرى البعض أن التحالف مع “الثنائي الشيعي” سيكون مضرّاً له في الشارع المسيحي، وأن عدم التحالف معه كاف لشدّ العصب وتعويم التيار وزيادة نسبة التصويت لصالحه بحيث يشكّل الأمر ربحاً يغنيه عن الاصوات الشيعية من دون أن يؤدي ذلك الى فكّ التحالف مع الحزب بل بهدف تجنّب الحملات السياسية والاعلامية التي ستطاله قبل الاستحقاق المرتقب وبعده.

من جهة أخرى، يرى فريق آخر أن”التيار”لن يخسر اكثر ممّا خسر وأن من بقي معه من قوى شعبية وجماهير حزبية هم “زبدة القاعدة” والكتلة الصلبة التي لن تتأثر بأي شكل من أشكال التحالفات، ما يعني أن المضيّ في “الثلاثية” من عدمه لن يعكس أي تأثيرات ملحوظة على الاطلاق على مستوى اصوات التيار، بل سيحصل على نفس العدد في الدوائر ،لذلك فإن الاضرار من التحالف لا تبدو واقعية. وبحسب مصادر متابعة فإن النائب جبران باسيل بدا ميّالاً لهذا الرأي.

في الوقت نفسه، سيستفيد “حزب الله” من تحالفه مع “الوطني الحر”، اولاً لأن التيار سيظلّ “قوياً” نسبياً على الصعيد النيابي ما يؤمّن للحزب حليفاً مسيحياً ماكناً لن تستطيع معه القوى الاقليمية او الداخلية من اعتبار أن الحزب محاصرٌ او معزولٌ وطنياً لا يملك سوى تحالفه مع “حركة امل”، بل واكثر من ذلك، فإن الحزب سيثبت من خلال قوة التيار امتداده الوطني والمسيحي على الساحة اللبنانية.

بالاضافة الى ذلك، فإن الحزب ومن خلال تعزيز كتلة التيار سيؤكد حفاظه على الاكثرية النيابية التي يمتلكها التيار بالتحالف مع الحزب وفقاً لحساباته وتوقعاته التي تركّز على مدى اهمية الإبقاء على اكثرية “القوة” لضمان الاستحقاق الكبير المتمثل بالانتخابات الرئاسية.

امام كل هذا الواقع، بدأ “حزب الله” منذ مدة وبعد أن استشعر رغبة التيار بالتحالف معه ضمن اعتبارات محددة، مسار التواصل بين الاخير و”حركة امل” بشخص الرئيس نبيه برّي لترطيب الاجواء بين الطرفين وتخفيف حدّة الاحتقان الحاصل بينهما، لأنه يدرك أن استكمال التصعيد من شأنه أن يلحق به ضرراً كبيراً على المستوى الانتخابي وعلى التيار نفسه، ومن المرجح أن المساعي قد توصلت الى نتائج ايجابية تقوم، اقله، على تهدئة الجبهة الاعلامية تمهيداً للتحالف الذي لا يمكن ان يكون بين “الوطني الحر” و”حزب الله” بمعزل عن “حركة امل” لأسباب عديدة أهمها الالتصاق الشعبي والتحالف الثابت بين الطرفين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى