ما مصير محادثات السلام في ظل تواصل هجمات “أنصار الله” العسكرية على السعودية
أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة “أنصار الله“، العميد يحيى سريع، شن هجوم على قاعدة الملك خالد الجوية في مدينة خميس مشيط بالسعودية بواسطة طائرات مسيرة مفخخة، مؤكدا أن الضربات اتسمت بالدقة.
وأوضح سريع أن المسيرة، التي نفذت الهجوم من طراز “قاصف 2k”، وأنها استهدفت “مركزا عسكريا حساسا”، على حد تعبيره.
وقال سريع إن هذا الهجوم يأتي “ردا على تصعيد العدوان والحصار المتواصل على بلدنا”.
من جهته أعلن التحالف العربي بقيادة السعودية، اعتراض وتدمير طائرة مسيرة مفخخة داخل الأجواء اليمنية، أطلقتها جماعة “أنصار الله” باتجاه المملكة.
وأوضح التحالف في بيان له، أن الحوثيين يستهدفون المدنيين بهذه الهجمات، مؤكدا على اتخاذ الإجراءات العملياتية اللازمة لحماية المدنيين، بما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني.
وكان مجلس الأمن الدولي قد رحب بإعلان السعودية، بشأن إنهاء الصراع في اليمن والتوصل إلى حل سياسي شامل، داعيا الأطراف للانخراط بشكل بناء مع المبعوث الأممي الخاص لليمن والتفاوض دون شروط مسبقة.
وأكد المجلس في بيان أن التصعيد في مدينة مأرب يفاقم الأزمة الإنسانية، معربا عن قلقه إزاء التطورات العسكرية في مناطق أخرى من البلاد، مشددا على ضرورة خفض التصعيد.
وتعليقا على هذا الموضوع، قال المحلل السياسي اليمني، محمد الديلمي، إن “الإدارة الأمريكية وعدت بإنهاء الحرب في اليمن قبل أربعة أشهر، ولكن اتضح أن تلك المبادرة كانت من أجل مكاسب واشنطن عن طريق السعودية”.
وأوضح أنه “عندما لم يتحقق أي شيء من وقف الحرب، اضطر “أنصار الله” إلى تكثيف الهجمات على مواقع سعودية حساسة، لأنهم رفعوا سقف الغارات الجوية على اليمن، بواقع أربعين إلى خمسين غارة في اليوم في كل من مأرب وصعدة والجوف”.
وذكر أن أنصار الله “ليسو مستفيدين من استدامة الحرب، لأنها تشكل ورقة ضغط عليهم في ظل الحصار الاقتصادي وهبوط سعر الريال اليمني”.
من جهته قال الباحث والمحلل السياسي اليمني، عادل الربيعي، إن “زيادة عدد الهجمات الحوثية على السعودية جاء مع تغيرات كبيرة في السياسات الدولية وإجراءات تجعل إيران تتجه في سباق مع الزمن لرصد التوجهات الجديدة من الرئيس الأمريكي جو بايدن”.
وأضاف الربيعي أن “الحوثيين في اليمن ينفذوا السياسة الخارجية لإيران في المنطقة ولا يمكنها الخروج من هذا الإطار“.
ولفت إلى أن “اللاعب الدولي أكثر تأثيرا من اللاعب المحلي في اليمن ويبقى محدد جدا لما يحدث في البلاد، لذلك يشتعل الصراع في الجبهات المختلفة بحسب الصراع الإقليمي”.