أولى إيجابيات زيارة ميقاتي الى تركيا.. مئة مليون دولار سنويا للبنان جراء رفع الحظر عن إستيراد ″الخردة″!…
سفير الشمال-غسان ريفي
حصد لبنان أولى النتائج الايجابية لزيارة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي الى تركيا على رأس وفد وزاري، ولقائه الرئيس رجب طيب أردوغان، حيث بادر الجانب التركي الى رفع الحظر عن إستيراد ″خردة المعادن″ من لبنان، ما من شأنه أن يرفد الخزينة اللبنانية سنويا بنحو مئة مليون دولار ″فريش″.
وكانت وزارة الاقتصاد والتجارة إتخذت في العام 2018 قرارات رفعت بموجبها القيمة الجمركية على كثير من البضائع التركية من دون أسباب موجبة، ما أدى الى توتر لدى الأتراك الذين ردوا آنذاك بإيقاف إستيراد “خردة المعادن”، ما حرم لبنان من مدخول مالي وازن سنويا وحرم مرفأ طرابلس من حركة فاعلة في هذا الاطار خصوصا أن نحو 75 بالمئة من “خردة المعادن” كانت تُصدر الى تركيا عبر مرفأ طرابلس.
لا شك في أن القرار آنذاك قد أحدث أزمة حقيقية لدى تجار “خردة المعادن” الذين إضطروا الى التوجه نحو مصر واليونان وإيطاليا وهي بلدان ذات كلفة مرتفعة سواء على صعيد كلفة النقل والرسوم الجمركية، ما أدى الى تعثر العديد من التجار الذين تراجع مدخولهم كما تراجع الدخل القومي الناتج من هذه التجارة.
قبل نحو سنتين ترأس وزير الاقتصاد والتجارة منصور بطيش وفدا الى تركيا للبحث في إعادة إحياء تصدير “خردة المعادن” من لبنان، فأبدى الجانب التركي تخوفه من إمكانية أن تتضمن هذه الخردة موادا مشعة، فدعا بطيش وزيرة الاقتصاد التركية الى إرسال وفد من الخبراء للكشف على التدابير المتخذة في المرافئ اللبنانية، وقد حضر الوفد وأجرى الكشف لكن الحكومة التركية لم تتراجع عن قرار الحظر.
خلال زيارة الرئيس ميقاتي الى تركيا قبل إسبوع، ناقش مع الرئيس رجب طيب أردوغان الخطوات التي يمكن إتخاذها من أجل رفع نسب التبادل التجاري الى مستويات أكبر، إضافة الى وضع إتفاقية التجارة الحرة بين البلدين موضع التنفيذ، وكذلك الاتفاق على عقد إجتماع للجنة الاقتصادية العليا المشتركة في أقرب وقت، كما أعرب الجانب التركي بتوصية من الرئيس أردوغان عن إستعداد الشركات التركية بدء تنفيذ مشاريع هامة في مجال البنية التحتية بما فيها إعادة إعمار مرفأ بيروت.
وفي هذا الاطار سارع الرئيس أردوغان الى إعطاء توجيهات الى الوزراء الأتراك للعمل على تلبية مطالب الوزراء اللبنانيين الذين عقدوا مع نظرائهم إجتماعات ثنائية تم التوافق المبدئي خلالها على التعاون في مجالات النقل والاقتصاد والصحة والبيئة والتعليم والسياحة والمعلوماتية، وقد كان أول الغيث في ترجمة الايجابية التركية التي وعد بها أردوغان ميقاتي هي رفع الحظر عن إستيراد “خردة المعادن” من لبنان.
من جهته رحب مدير عام النقل ومدير مرفأ طرابلس الدكتور أحمد تامر بالقرار التركي، لافتا الى أن مرفأ طرابلس سيحقق منه إستفادة كبرى خصوصا أن نحو 75 بالمئة من الخردة تصدر عبره الى تركيا التي تقدم كل التسهيلات لهذه التجارة ما يساعد على إدخال العملة الصعبة الى لبنان حيث تقدر المبالغ بنحو مئة مليون دولار سنويا.
وشكر تامر الرئيس أردوغان على هذه المبادرة، والرئيس ميقاتي على الجهود التي بذلها في هذا الاطار وكذلك وزيري النقل والأشغال العام علي حمية والاقتصاد أمين سلام، لافتا الى أن نجاح الزيارة يؤكد متانة العلاقات بين البلدين، والتي نأمل أن تتطور أكثر فأكثر وكذلك مع مصر ودول الخليج العربي ما يعيد إنعاش الاقتصاد اللبناني.