ٍَالرئيسية
«داعش» يعيد بناء هيكليته؟
الأخبار- رضوان مرتضى
لم يمرّ وقت طويل بين اكتشاف الأجهزة الأمنية أمر مغادرة عشرات الشبان في شمال لبنان للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية في العراق وبين إعلان مقتل عدة شبان لبنانيين في قصفٍ بغارة جوية نفذها سلاح الجو العراقي في منطقة العُظيم بمحافظة ديالى. وقد كشفت مديرية الاستخبارات العسكرية في الجيش العراقي أنّ مقاتلات F16 عراقية نفّذت الهجوم في حاوي العظيم على مجموعة مقاتلين من داعش ما أسفر عن سقوط تسعة قتلى. وأعلنت مديرية الاستخبارات على موقعها أن بين القتلى ستة لبنانيين، كاشفة أن الهجوم أتى رداً على هجومٍ شنّه مسلحو التنظيم على مقرٍ للجيشِ العراقي في المحافظة الأسبوع الماضي وأسفر عن مقتل ضابط برتبة ملازم وعشرة جنود عراقيين. كذلك تداولت مواقع عراقية خبراً عن مقتل ثلاثة لبنانيين آخرين في عملية عسكرية في منطقة الحسينيات في وادي حوران قبل مدة. وعُرِفَ من بين القتلى اللبنانيين بكر مهدي سيف وأنس أحمد سيف وعمر محمد سيف ويوسف أحمد شخيدم وشقيقه عمر شخيدم. كذلك جرى تداول اسم قتيل سادس يدعى يوسف السيد يُعتقد أنه من بين القتلى الذين سقطوا خلال الهجوم.
الحادثة أعادت إلى الأذهان الظاهرة التي تشهدها عدة قرى شمالية حيث رصدت استخبارات الجيش وفرع المعلومات مغادرة نحو 65 شاباً الأراضي اللبنانية للالتحاق بصفوف التنظيم، علماً أن وزير الداخلية أكّد قبل أيام مغادرة 37 شاباً من طرابلس إلى سوريا والعراق للالتحاق بـ«داعش»، وأنّ عشرة منهم غادروا بطريقة شرعية. وعلمت «الأخبار» أنّ فرع المعلومات تمكن من توقيف مهرّب سوري الجنسية ساهم في نقل عشرين شاباً على الأقل عبر الأراضي السورية للالتحاق بالتنظيم. ورغم أنّ تقديرات الأجهزة الأمنية تشير إلى أن عدداً من الملتحقين بالتنظيم دوافعهم مالية لمساعدة ذويهم، إلا أنّ مصادر أمنية مواكبة للملف تشير إلى أنّ «صحوة الجهاديين» اليوم مرتبطة بما يرون أنها «بشائر لإعادة بناء هيكلية التنظيم من جديد». وترى المصادر أنّ أحداث سجن الحسكة الأخيرة تؤكد «استراتيجية تمكين التنظيم» التي تبدأ بـ«هدم الأسوار» لتهريب سجناء قادة، كما سبق أن حصل في أبو غريب والتاجي في العراق.