ٍَالرئيسية

بعد عزوف الحريري.. صراع بين جعجع وباسيل على وراثته!!…

سفير الشمال-غسان ريفي

لم يكد الرئيس سعد الحريري ينتهي من مؤتمره الصحافي الذي أعلن فيه تعليق عمله السياسي مع “تيار المستقبل” وعدم خوضه الانتخابات النيابية المقبلة، حتى سارع بعض “المتربصين” الى إحصاء ما يمكن أن يخلفه هو وتياره من “تركة” شعبية يمكن إستغلالها أو الاستفادة منها أو تجييرها أو إستخدامها، طالما أنها ستكون “مقطوعة من شجرة سياسية” أقله في المرحلة التي تسبق الاستحقاق الانتخابي.

يبدو صعبا في المرحلة الراهنة معرفة تداعيات قرار الحريري الذي أوقع الحلفاء والخصوم تحت تأثير صدمة سياسية لم تكن متوقعة، خصوصا أن قرارا من هذا النوع وفي هذا الظرف الدقيق من شأنه أن يبدل من المعادلات السياسية القائمة وأن يضرب التوازن الوطني وربما يهدد الاستقرار العام، إذا لم يسارع المعنيون الى إحتواء الهزات الارتدادية الناتجة عنه تمهيدا لاعادة إنتظام واقع الطائفة التي لم تتعرض منذ إتفاق الطائف لامتحان صعب من هذا النوع.

كان لافتا أمس، موقف رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي أعرب عن “تعاطفه الشخصي مع الحريري وقال: “اذ نحترم ونقدّر الاصدقاء والاخوة في تيار المستقبل، نصرّ على التنسيق معهم ومع كل ابناء الطائفة السنية في لبنان”..

وكأن جعجع لم يسمع ما قاله الحريري عن عدم ترشح أي كان من تيار المستقبل أو بإسم التيار، لكي يصرّ على التنسيق معهم في الانتخابات، حيث كشف هذا التصريح نوايا جعجع المبيتة في تصريحه السابق حول التحالف مع الأكثرية السنية ما إستدعى ردا عنيفا آنذاك عليه من الأمين العام أحمد الحريري.

بدا واضحا أن جعجع يسعى الى وراثة ما أمكنه من “المستقبل” تحت شعار “الحرية والسيادة والاستقلال”، خصوصا أنه واحد من المتضررين من غياب التيار الأزرق عن الانتخابات خصوصا أن هناك مناطق عدة مشتركة يحتاج فيها الى الأصوات السنية لايصال أكثر من نائب في كتلته، لذلك، فهو لم يحترم حزن المستقبليين ولم ينتظر خروجهم من الصدمة، بل طرح نفسه “بدلا عن ضائع”، الأمر الذي أثار غضب قيادة التيار عليه فأوكلت الرد الى النائب وليد البعريني الذي إعتبر أن “موقف جعجع خبيث”، مؤكدا أنه “متورط حتى النخاع في طعن تيار المستقبل ورئيسه في ظهورهم ورقابهم، وأن موقفه سيعود عليه بالخيبة والخذلان”.

وكان الرئيس الحريري وجه رسائل مبطنة في مؤتمره الصحافي من بينها الى جعجع الذي كان محور غضب الشارع إحتجاجا على موقف الحريري حيث إعتبر كثير من أنصار المستقبل أنه “العدو الأول للحريرية السياسية، وأن الحريري أخرجه من السجن، وعاونه على تفعيل حزبه وفتح أمامه أبواب الخليج، ولما إشتد ساعده رماه”..

في المقابل، دخل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل شريكا مضاربا على الحريري، ليقاسمه “مكرمة” منع الحرب الأهلية، معتبرا أن إختار أن “يُعاقب لمنعها، كما إختار الحريري أن ينسحب حتى لا يسمح بها”، مطلقا سهامه على جعجع متهما إياه بأنه “مصمم على أن يعمل حربا أهلية”، مذكرا “تيار المستقبل” بأنه طعن حليفه سعد الحريري بالظهر، وفي ذلك محاولة لتأليب الجمهور السني على جعجع لا سيما في دائرة الشمال الثالثة (البترون والكورة وزغرتا وبشري) والتي تعتبر أصوات السنة فيها “بيضة قبان” وهي صبت بمعظمها لصالح باسيل في العام 2018 عندما كان حليفا للحريري، وهو يحاول اليوم إستمالتها باعلان الوقوف الى جانبها، وبالهجوم على جعجع ووصفه بالميليشياوي المهووس بالحرب، ليتناقض مجددا مع نفسه في المواقف التي يتخذها تجاه القوات.

يبدو أن الصراع الماروني سيشهد في المرحلة المقبلة مزيدا من الاحتدام لاستمالة الشارع السني باعتباره متفلتا من أي إلتزام، لكن البعض يتخوف من أن يؤدي الدجل والمغالاة في إبداء الحرص على “عائلة المستقبل” الى خسارة الموارنة وعدم ربح السنة!..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى