موضوعات وتقارير

قصة قصيرة


كان كبار السن مثل جداتنا واجدادنا اذا ارادوا ان يقصوا علينا حكاية او قصة ما، تكون مقدمتها ما يسمونه(دهليز) او مدخل ومقدمة للقصة وهناك عدد من الدهاليز التي لازالت عالقة في ذاكرتنا كجيل ورث تراثا جميلا وسيمرره للاجيال القادمة، ومن هنا ساعتبر هذه القصة القصيرة كنوع من الدهليز واترك بقية القصة تروي نفسها فنحن جميعا ابطالها.
كان ياما كان في حديث الزمان في مكان قريب جداً جداً في عالم الامكان، كان الناس يعيشون سواسية همومهم واحدة وفرحهم واحد وألآمهم واحدة الى حد ما. وكان الطعام والدواء و الدفئ يملئ بيوتهم وكان الحب متوفر دائماً.
كان الجميع ينعم بحياة هادئة ولم يكن هناك تقسيمات عرقية او طائفية في مجتمعهم، فقد كانوا جميعهم متوسطي الحال ينعمون بالسلام يكاد لا ينقصهم شيئ، وبنفس الوقت لا يزيد عن حاجتهم شيئ وكانوا متوسطين في عيشهم راضين مقتنعين.
وفجأة بدأ فيروس خطير بالإنتشار لم يكن كورونا ولا اي فيروس مصنع يصيب الجسم بل كان فايروس اخطر منها، انه فايروس تبعات الحروب من امراض الجشع والطمع واصبح هناك فئة قليلة تأكل طعام البقية من الناس مع عجز الفئة الباقية عن الدفاع عن نفسهم.
واستمر هذا المرض بالإنتشار إلى أن تغلغل الجوع والبرد والمرض في الفئة الكبيرة الفقيرة.
وهنا ظهر فايروس متحور جديد وهو الجوع و بدأ هذا الفايروس يتغلغل في اوساط الفئة الكبيرة الفقيرة المهمشة ولم يكترث بهم احد، ولم يعد بوسعهم ان يهتم بعضهم ببعض فلقد كانت الجائحة طاغية، ومن كان يملك ترياق هذا الفيروس خبأه ولم يساعد به أحد وبعد فترة قليلة انقسموا لقسمين واضحين جدا …….
١_ مصاب بفايروس بالجوع
٢_ومصاب بفايروس الطمع والسرقة.
وهنا وبعد انتشار هذه الأمراض لم يعد هناك أمان ففئة المصابين بالجوع كبيرة جداً نسبة للمحصنين منه ونسبة لمن يفضلون الموت جوعا على ان يدخل جوفهم اي نوع من انواع الحرام.
وفجأة تحولت فئة الجياع من الفقراء من الذين لايفرقون بين حلال وحرام إلى وحوش دموية فبدأت الجرائم بالإنتشار والقتل والسرقة والخطف وبدأ بعضهم يتخلى حتى عن أبناءه وكل يوم تجد طفلا او رضيعا مرمي في حاويات القمامة أو على الأرض أو أمام المشافي والبيوت
ومع هذا كله لم يكترث أحد لتحول هؤلاء الفقراء الى وحوش بل العكس ازداد تجاهلهم وإزدادت ثروات مصابيي الطمع والسرقة.
إلى أن قرر بعض الوحوش الإنقضاض على اصحاب الثروات وهنا حدث ماهو متوقع وبعد أن كانت بلدهم جميلة خضراء اصبحت قاتمة سوداء وبعد أن كان يملؤها الأمان أصبحت من أخطر الأماكن على سطح الأرض .
هل نلوم الوحوش أم نلوم صانعيهم
هل نلوم الظروف ام نلوم من سببها
هل ننتظر المعجزة التي ستقينا من هذا التوحش ام نطالب بالترياق
قصة بدأت بالحدوث ولا نعرف كيف تنتهي

M_M 24/1/2022

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى