الديار

تفاؤل حول مستقبل الاتفاق النووي في مفاوضات فيينا

طهران: عالجنا الكثير من نقاط الخلاف

رغم بطء سير المحادثات، إلا أن التفاؤل بات يشع من تصريحات الدول المشاركة في مفاوضات فيينا حول البرنامج النووي الإيراني، بشأن احتمال التوصل إلى اتفاق ينهي القلق الدولي من اتجاه برنامج طهران إلى الأغراض العسكرية.

وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، فقد تمت معالجة الكثير من «نقاط الخلاف» في مفاوضات فيينا.

ونقلت الوكالة عن مصدر، لم تسمه، أن «المفاوضات جارية حاليا حول القضايا الصعبة، وكيفية صياغة القضايا التي تم الاتفاق على مبادئها إلى عبارات وإدراجها في الوثيقة»، فيما «العمل جار حاليا بشكل متزايد على الملحق الثالث حول التنفيذ والتسلسل للاتفاق المحتمل».

وألمح المصدر الإيراني إلى أن الإجراءات التي تتم «بحاجة إلى التحقق منها»، مضيفا: «نناقش التفاصيل، وهذا الجزء هو الأصعب والأطول في المفاوضات».

وعقب اجتماع غير رسمي لوزراء الخارجية الأوروبيين، نهاية الأسبوع الماضي، تحدث مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الأمن والسياسة الخارجية، جوزيب بوريل، عن تفاؤله باتفاق القوى العالمية على استئناف الصفقة النووية مع إيران المبرمة عام 2015.

وقال بوريل، الجمعة الماضية: «نشارف على بلوغ نهاية عملية طويلة، والأجواء تحسنت منذ عيد الميلاد».

وتابع «قبل عيد الميلاد كنت متشائما جدا، لكن الآن أؤمن بإمكانية التوصل إلى اتفاق»، لافتا إلى أن المباحثات النووية «تمضي قدما، لكن يجب الإسراع فيها».

تصريحات متضاربة

من جانبها، خرجت الولايات المتحدة بتصريحات متضاربة بين التفاؤل والوعيد؛ حيث اعتبر وزير الخارجية أنتوني بلينكن «أن إعادة العمل بالاتفاق النووي سيكون «النتيجة الأفضل لأمن أميركا»، مهددا «في حال انهيار المفاوضات بـ «خطوات وخيارات أخرى».

تهدئة متأرجحة

الى ذلك، رأى الباحث في التاريخ الأميركي كمال الزغول، في حديث لموقع «سكاي نيوز عربية»، أن هناك «تهدئة متأرجحة»؛ ولذا «من المبكر الحديث عن شكل الاتفاق؛ لأن المحادثات تدور خلف أبواب مغلقة حول 3 محاور، محور الضمانات الأميركية لإيران بعدم الانسحاب من الاتفاق مجددا، ومحور رفع العقوبات الجزئية وليست الكلية؛ أي رفع العقوبات التي فرضتها إدارة دونالد ترامب 2018، وأخيرا محور المراقبة على الأرض لعمل المفاعلات النووية الإيرانية».

ويبدو من تصريحات واشنطن أنها تضغط باتجاه تسريع وتيرة التوصل لاتفاق قبل نهاية كانون الثاني أو مطلع شباط، بحسب الزغول، وهو ما يتوافق مع تصريحات المسؤولين الإيرانيين حول التفاؤل بالتوصول لاتفاق.

الشرط المستحيل

في المحورين الثاني والثالث، يمكن الوصول إلى تفاهمات، وفق الباحث في التاريخ السياسي الأميركي، أما المحور الأول فهو من «المستحيلات؛ لأن المادة الثانية من الدستور الأميركي تنص على صلاحية الرئيس في الانفكاك من أي أتفاق خارجي بشرط موافقة الكونغرس، وجرت الأعراف على عدم اعتراض الكونغرس».

وعن تأثير الاتفاق، إن تم، على الصراعات الإقليمية التي تشعلها إيران، يتوقع الزغول أن التهدئة في اليمن ولبنان وسوريا ستعتمد على مصالح متشابكة بين أميركا ودول الإقليم، وعلى الانتصارات العسكرية على الأرض، أما العراق فسيضحى مركز ثقل التصادم السياسي الجديد بين أميركا وإيران.