الأزمات نحو التفجّر .. برعاية “الثلث المعطل”!
كتبت” النهار”: وسط”علك الصوف ” المتصل بالملهاة المتمادية الرتيبة والمخزية لعملية تأليف الحكومة بدأت البلاد تشهد في الأيام الأخيرة منحى اشد خطورة بكثير من السابق لتفاقم الازمات الحياتية والصحية والخدماتية التي لا تحتاج إلى شواهد امام المجريات التي تحصل في الشارع ومع طوابير السيارات عند محطات الوقود او في التحذيرات المثيرةللرعب الجدي غير المسبوق حول أوضاع المستشفيات وما هي مقبلة عليه، أو مع الفصول المأسوية المخيفة لازمة الدواء التي لا تزال مفقودة وخصوصا أدوية الأمراض السرطانية بلا أي معالجة جدية حقيقية غير استعراضية وغير كاذبة ، ناهيك عن الهم الأكبر الان المتصل بمصير العامالدراسي في غمرة كل هذه الكوارث .
كل ذلك يجري وسط “رعاية وإدارة ” الفريق السياسي الممعن في تعطيل كل محاولة متقدمة او وساطة واعدة لتخطي “عقدة القرن” المتمثّلة بحصول فريق العهد العوني على الثلث المعطل للحكومة الجديدة تحت طائل المضي إلى امد مفتوح غير محدود زمنيا في تعطيل تأليف الحكومة.
وصار من باب الطرافة ان يمضي رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في ترداد لازمة نفي سعيه إلى الحصول على الثلث المعطل فيما تثبت كل المعطيات المستقاة من الجهات المعنية بأزمة التاليف بان رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل يتولى مباشرة وشخصيا إدارة معركة الثلث المعطل في كل مرة تقترب فيها محاولة متقدمة من انجاز التشكيلة الحكومية.
وآخر ما اشارت إليه أمس مصادر معنية في هذا السياق يؤكد ان لا حل حكوميا وأن هامش الخيارات بات ضيقا جدا، وعلى رغم الوساطات والضغط الممارس من أكثر من طرف لم يحرز التشكيل التقدم الكفيل بإبصار الحكومة النور، لانتفاء الرغبة ما دام الثلث المعطل لم يتأمن ولا التسوية السياسية المطلوب ابرامها مع الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على غرار تلك التي عقدت مع الرئيس سعد الحريري في اعقاب انتخاب الرئيس ميشال عون.
وأشارت المعلومات إلى ان رئيس مجلس النواب نبيه برّي ومعظم الأفرقاء يحذّرون منذ اليوم الأول من تشكيل حكومة من حصول أي فريق فيها على الثلث المعطّل.