هؤلاء هم «سنّة القوات اللبنانية» الذين قصدهم جعجع السعودية ساهمت بأن تكون معراب لا بيت الوسط المرجعية
كمال ذبيان- الديار
يعود الخلاف بين «تيار المستقبل» و «حزب القوات اللبنانية» الى نحو خمس سنوات وتحديدا الى مرحلة احتجاز الرئيس سعد الحريري في السعودية وتقديم استقالته منها حيث وجهت اصابع الاتهام من «بيت الوسط» الى «معراب» بحياكة مؤامرة ضد رئيس الحكومة آنذاك وبمشاركة من ما اطلق عليهم «صقور المستقبل» يتقدمهم الرئيس فؤاد السنيورة ويزامله كل من النواب السابقين احمد فتفت ومعين المرعبي و «مجموعة العشرين» من شخصيات سنّية من ابرزهم الدكتور رضوان السيد.
فمنذ ذلك التاريخ في 4 تشرين الثاني عام 2017 يعتبر رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع ان له حلفاء في الطائفة السنّية، وفي الاكثرية فيها التي يمثلها «تيار المستقبل» وعليه بنى كلامه الاخير عن ان له في «الاكثرية السنية حلفاء على المستوى الشعبي لا القيادي» فاصلا بين قيادة «المسقبل» وقاعدته في تأكيد منه بأن الطائفة السنية معه حيث تشير مصادر عليمة بشؤونها على ان جعجع عمل على استمالة ليس سياسيين سنة بل بعض المشايخ الذين التقوا مسؤولين في «القوات اللبنانية» بأكثر من منطقة.
لا سيما في بيروت وصيدا والشمال بعد ان وصلت تعليمات من السفارة السعودية في لبنان بأن يقوم تنسيق مع «القوات اللبنانية» كحليف ثابت للمملكة وهذا ما فتح الطريق لها للعبور الى داخل الطائفة السنية وساعد القوات في توجهها بأنها اعطيت حصة من حملات الحج والعمرة كما لمراجع اخرى وهو ما ساهم باتصال اطراف وافراد من الطائفة السنية للحصول على اذن بزيارة الاماكن المقدسة في السعودية، اضافة الى ان مساعدات وخدمات جرى تقديمها من قبل «القوات اللبنانية» لمؤسسات ورجال دين في الطائفة السنية، مما يساعدها على ان يكون لها موطئ قدم داخلها، تقول المصادر التي تؤكد بان جعجع اصبح احد المعابر للوصول الى الرياض، ولم يعد «المستقبل» له هذا الدور، بعد ان اتخذه القرار بشطب «الحريرية السياسية» من المعادلة السياسية في لبنان، وهذا ما كشفته الوقائع الاخيرة، في اثناء تكليف الحريري في تشكيل الحكومة، فامتنعت الرياض عن فتح ابوابها له، واقفلت مؤسساته وعرضتها للبيع بالمزاد العلني، مع اعلان افلاسها لعدم تمكنها من دفع مستحقات الديون عليها، وبذلك انتهى الحريري في ابو ظبي، ينتظر صدور قرار سعودي يعيده الى العمل السياسي في لبنان، وهو غير متوقع تقول المصادر التي تكشف بان جعجع بات في مكان ما مرجعية للسنة سياسياً والذين يلتقون معه على خط رفض سيطرة «حزب الله» على الدولة ومواجهة «الاحتلال الايراني» للبنان الذي تعتبره طهران احد الدول الاربع الذين لها نفوذ فيه وتمتلك الاكثرية النيابية منذ انتخابات عام 2018، واوصلت حليفها ميشال عون الى رئاسة الجمهورية، والذي تبناه «حزب الله»، وعقد الحريري معه «تسوية رئاسية»، فاغضب الرياض بعد عام من حصولها، لانها مكّنت «حزب الله» من الهيمنة اكثر.
في ظل هذا الواقع، الذي اوصل جعجع لان ينطق باسم الطائفة السنية، ويعتبر ان الاكثرية فيها معه، وليست مع قيادتها، مما اضطر الامين العام «لتيار المستقبل» احمد الحريري الى ان يرد عليه، ويصف من يصفهم رئيس القوات بالاكثرية، بانهم فتات سياسي، وهو يعرف من يقصد، حيث تكشف مصادر في «تيار المستقبل»، بان محاولة جعجع استغلال بعض من صنعهم «تيار المستقبل»، بانهم قاعدته فهو واهم، وان هؤلاء لا تمثيل وازن له، وان لقاءاته بهم في معراب، لا يعطيهم مكان المرجعية في الطائفة السنية، التي تعرف جيدا من يمثلها، وان كان «تيار المستقبل» يمر في مرحلة حصار وتضييق، الا انها غيمة وتزول.
اما من قصدهم جعجع بحلفائه في الطائفة السنية، فهم باتوا معلومين، ومن ابرزهم أحمد فتفت، اشرف ريفي، جمال الجراح، ومعين المرعبي، رضوان السيد، وآخرين غيرهم الذين يرفعون شعار العداء «لحزب الله»، ووقفوا ضد سياسة الحريري بـ «ربط النزاع» معه، وهؤلاء من قصدهم جعجع انهم يؤيدونه في الطائفة السنية، او ما بدأ يُطلق عليهم اسم: «سُنية القوات اللبنانية»، كما الشعار الذي يُرفع بوجه حلفاء «حزب الله» في الطائفة السنية ويسمون بـ «سُنة حزب الله»، او «شيعة السفارة» كما سمى السيد حسن نصرالله من يتعاملون مع الاميركيين في لبنان.