ميقاتي قال ما عنده وسيفعل.. فماذا لديكم؟
خاص “لبنان 24″
قبل يومين خرج رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي من اجتماعه مع رئيس الجمهورية ميشال عون ليعلن الاتي:”سندعو مجلس الوزراء الى الانعقاد عند استلام الموازنة، للنظر بها كونها المسالة الأهم في الوقت الراهن، ومن ثم ارسالها الى مجلس النواب”، مضيفا ردا على سؤال” ان جدول الاعمال ووجود الموازنة اصبح اكثر من ضروري لاجتماع مجلس الوزراء، ولا اعتقد ان احداً سيتقاعس عن هذا الواجب الوطني”.
وكان رئيس الحكومة قال في مؤتمره الصحافي قبل نهاية العام بأيام قليلة”منذ اليوم الاول للازمة الحكومية، عكفت ولا ازال على اجراء الاتصالات الضرورية لعودة الجلسات الحكومية، وتريثت في الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء، حتى لا يشكل هذا الامر تعقيدا اضافيا يصعب تجاوزه، ويفقد الحكومة التوافق المطلوب لانتظام عملها”.
بين هذين الموقفين مسافة زمنية قصيرة، لكن المتغيّر الواضح والاكيد أن رئيس الحكومة، قرر الخروج من مرحلة الانتظار ووضع الجميع أمام مسؤولياتهم، لان استمرار تعطيل مجلس الوزراء في هذا الظرف الخطير الذي يمر به الوطن لم يعد مقبولا.
منذ اليوم الاول للازمة التي احدثتها مطالبة” الثنائي الشيعي” باتخاذ الحكومة قرارا في موضوع التحقيق العدلي في جريمة انفجار مرفأ بيروت، اعلن رئيس الحكومة ان لا دخل للحكومة بهذا الملف القضائي، مؤيدا اي قرار يُتخذ وفق الاصول الدستورية وانطلاقا من مبدأ الفصل بين السلطات.
قَبِلَ رئيس الحكومة على مضض التعطيل المؤقت لجلسات الحكومة،منعا لحدوث ازمة وطنية لا تحمد عقباها واستعاض عنها باجتماعات مكثفة عبر اللجان الوزارية او مع الوزراء بشكل ثنائي ، لتحضير كل الملفات المطلوبة ومعالجة القضايا الملحة. وواصل على خط مواز اتصالاته بكل الافرقاء سعيا للم الشمل الحكومي.
تحمّل بصدره كل السهام والمزايدات ولا يزال، اولا ممن يفترض بهم ان يكونوا اول الداعمين للحكومة وثانيا من ” نجوم” المنابر والشاشات ومن اصحاب المزايدات ومن بينهم الوافدون الجدد على الساحة السياسية او اصحاب الشعارات المتنقلون بين شعارات ” الدفا والكفى”والدائرون في فلكهم وفلكهنّ.
توهّم البعض في لحظة”فائض قوة” أنه قادر على الزام رئيس الحكومة بأن يكون واجهة “صفقة” وقحة تخالف الاصول والمنطق، فجاءه الرد واضحا ومدويا ” ما إلنا علاقة”.
واجه رئيس الحكومة بكل اخلاق وطنية وشخصية وعن قناعة موقفا اعلاميا اراد احراجه ضد مكوّن لبناني، ليأتيه ” التقدير” بعد ايام قليلة بمحاولة احراجه بموقف يسيء الى علاقة لبنان باشقائه العرب، فكان رده المدوي الثاني بان “ما قيل لا يمثل موقف الحكومة اللبنانية”.
وعلى الاثر انطلقت حملة شعواء اراد منها مطلقوها ذر الرماد في العيون والنيل من موقف رئيس الحكومة وحرصه على كل المكوّنات الاعلامية، لكنه ، كعادته، تعالى على الاساءات ومضى في جهده لجمع الشمل وانجاز المطلوب حكوميا.
بعد أيام قليلة سيصل الى لبنان وفد من صندوق النقد الدولي لبدء التفاوض الرسمية على خطة تنقذ لبنان واللبنانيين، ومن الطبيعي أن يكثف رئيس الحكومة الخطوات لانجاز الملفات المطلوبة، بعدما بلغت الازمة الاقتصادية والمالية والمعيشية حدا غير مسبوق ، لا يمكن لرئيس الحكومة القبول باستمرار الوضع كما هو عليه.
من هذا المنطلق كان قرار رئيس الحكومة بالاعلان عن دعوة مجلس الوزراء الى الانعقاد فور تسلم مشروع الموازنة، وهو قرار غير مرتبط باي تسوية او صفقة كما يحلو للبعض ان يعمم ويشيع.
ومَن يعرف ميقاتي جيدا يعلم أنه يعطي كل الاتصالات والنقاشات مداها، ومنفتح على كل الاراء والاقتراحات ، لكنه في لحظات الحسم لا يفعل الا ما يرضي ضميره وقناعاته الوطنية والشخصية، ويفاجئ الجميع بقول كل الحقائق بوضوح تام.
الرجل فعل قناعاته الوطنية والشخصية وقال ما عنده، والمطلوب من الاخرين” كلن يعني كلن” ملاقاته بمواقف وخطوات تكون على مستوى التحديات التي يمر بها الوطن والشعب . والتاريخ لن يرحم.
المصدر: خاص “لبنان 24”