الحدث

جمع الخردة والسليقة: العطلة المدرسية فرصة “التجار الأطفال”

إعلانات

يحاول العديد من الأطفال والمراهقين الفقراء في القرى الحدودية، الاعتماد على أنفسهم لجني ما تيسّر لهم من المال لشراء حاجاتهم من الثياب والكتب المدرسة وغير ذلك، في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة. ولا سبيل لهم سوى جمع بعض الأسلاك والأواني المنزلية العتيقة، من المعادن، وبيعها الى التجار العابرين، الذين هم أيضاً يعتمدون على ما يجمعه الأطفال لبيعه بأسعار تحقّق أرباحاً قليلة، كما يقول جمال عليان، الذي يجول بشاحنته الصغيرة، خصوصاً أيام العطل المدرسية، حيث يكون ألأطفال في العديد من أحياء القرى النائية، ينتظرون قدومه، وبيعه ما تمّ جمعه، من أكثر من مكان.
“أعتمد على هؤلاء الفقراء في رزقي، وهم يعتمدون أيضاً علي، فهم يجمعون ما يرميه الأهالي في الحقول” يقول عليّان معترفاً بأن “هذا النوع من التجارة، قد يقود الأطفال والصبية الى السرقة أحياناً، فمن الممكن أن تكون بعض مبيعاتهم قد حصلوا عليها من أماكن مهملة أو متروكة، لكنني لست من يتحمّل المسؤولية”.
فادي(12 سنة)، من بلدة تولين، يعترف أنه وبعض رفاقه يقصدون أماكن متعدّدة لجمع بعض المعادن من الحديد والنحاس والألمينيوم لبيعها للتجار العابرين، فيقول “نحن نحتاج الى المال لشراء الكثير من الحاجات الملحّة، حتى مستلزمات المدرسة، ولسنا قادرين على العمل، فنذهب في أيام العطل الى الأحياء والحقول ونجمع ما نستطيعه من المعادن، لكننا لا نأخذ الاّ ما نعتبره متروك ومهمل، واذا لم نجمعه نحن سيجمعه غيرنا”.
في الوقت عينه يستغلّ فادي ورفاقه فصل المطر لجمع الفطر البرّي وبيعه الى المواطنين “حتى أن بعض تجار الخضار يشترون منّا الفطر والخبّيز، بأسعار بخسة، لكننا نفضّل بيعه على الطرقات للأهالي الميسورين الذين يدفعون مبالغ معقولة”.
ويقول حسن مستراح (13سنة) “في مثل هذه الأيام ينبت الفطر البرّي، الذي تأخّر موسمه قليلاً، بسبب قلّة الأمطار، وأهلي يسمحون لي بالذهاب الى الحقول لجمع ما تيسّر منه، وقد يحتاج الأمر الى ساعات طويلة، لكنني أكسب من وراء ذلك ما يزيد على 150000 ليرة، فالعديد من الأهالي يشترون منّي الفطر، حتى أن العديد منهم يدفعون ثمنه قبل أن أقوم بجمعه”.
لكن بعض الأهالي ينتقدون اهمال البعض بالسماح لأولادهم الذهاب الى الحقول البعيدة، والتي من المحتمل وجود فيها القنابل والألغام على الحدود مع فلسطين المحتلّة، فيقول حسن ياسين، من بلدة مجدل سلم “لا أحد يعرف أين تتواجد القنابل العنقودية، فعلى الأهالي أن يمنعوا أطفالهم من الذهاب لقطف الفطر البرّي من الحقول فقد سبق أن أستشهد طفل وجرح آخر في أحد حقول المنطقة المجاورة”. ويسير ياسين الى أنه “قبل الأزمة الاقتصادية كان الأهالي يمنعون أطفالهم من هذا النوع من التجارة، لكن يبدو أن الفقر هو الذي جعلهم يتغاضون عن ما يفعله أطفالهم لكسب المال، حتى أن بعض الأهالي هم من يرسلون أولادهم لأجل جمع من يمكن تجميعه من الأراضي البور بهدف تأمين لقمة العيش المرة”.

داني الأمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى