هل يعيد باسيل النظر في مواقفه تجاه حزب الله.. أم يبقى على تمرده؟!…
سفير الشمال- غسان ريفي
دخلت الحياة السياسية اللبنانية في عطلة الأعياد، فخفتت التصريحات والمواقف التصعيدية، لكن المقرات والمكاتب ما تزال على جهوزيتها إستعدادا لبداية العام الجديد الذي سينطلق في يومه الثاني (الأحد) بكلمة لرئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل كان وعد أن تكون تصعيدية تمهيدا لمعركة سياسية جديدة، وفي يومه الثالث (الاثنين) بكلمة لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله من المفترض أن تحدد مواقف الحزب من المستجدات لا سيما الهجوم الذي يتعرض له من قبل التيار الوطني الحر والذي عززه رئيس الجمهورية ميشال عون في إطلالته الأخيرة.
تتفاوت الآراء حول مستقبل “تفاهم مار مخايل” بعد الاهتزازات والتصدعات التي لحقت به جراء رفع السقوف السياسية البرتقالية تجاه حزب الله الذي ما يزال يتحصن بصمت يضاعف من ضبابية المشهد الذي قد ينجلي مع إطلالة السيد نصرالله.
والى أن يحين اليوم الثالث من العام الجديد، يرى بعض كوادر التيار أن التحالف مع حزب الله لم يعد مجديا، خصوصا أن الحزب لم يدعم عهد الرئيس عون ولم يتعاون معه على بناء دولة القانون والمؤسسات، كما خذل رئيس التيار جبران باسيل في ملف المجلس الدستوري وآثر الوقوف الى جانب الرئيس نبيه بري.
ويعتبر أصحاب هذا الرأي أن فك التحالف مع حزب الله اليوم والهجوم عليه من شأنه أن يساهم في تعويم التيار البرتقالي سياسيا وشعبيا الأمر الذي سينعكس عليه إيجابا في الانتخابات، كونه يسحب بذلك من خصومه لا سيما القوات اللبنانية السلاح الأخطر الذي يستخدمه ضده وهو السير تحت المظلة الايرانية.
في حين يرى البعض الآخر، أن فك التحالف مع حزب الله سيؤدي الى إلحاق المزيد من الخسائر بالتيار الوطني الحر الذي سيجد نفسه مستفردا ومستهدفا في الوقت نفسه، علما أن مجرد تخلي التيار عن دعم الحزب سيفقده عددا لا بأس به من النواب، خصوصا أنه غير قادر إيجاد حليف بديل لا في الساحة المسيحية ولا في الساحة الاسلامية، ولا من خلال المجتمع المدني المسيحي والمسلم والذي يخوض المعركة ضد السلطة الحاكمة التي يُعتبر التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل أحد أبرز رموزها.
كذلك يرى محيطون بالتيار، أن ثمة مصلحة له وللحزب في أن يبقيا جنبا الى جنب، لذلك يمكن أن يكون التحالف إنتخابيا فقط، مع تحرير كل منهما بالموقف السياسي أقله خلال فترة الاستعداد للانتخابات، إلا أن نتائج هذا الخيار غير مضمونة لدى جمهور الفريقين اللذين تركت المواقف السابقة شرخا واضحا بينهما يترجم بين الحين والآخر إنتقادات وإتهامات على مواقع التواصل الاجتماعي.
ترى مصادر سياسية مواكبة، أن جبران باسيل بات مضطرا الى إعادة النظر في المواقف السياسية التي سيطلقها في إطلالته في اليوم الثاني من العام الجديد، لجهة خفض لهجته كثيرا تجاه حزب الله الذي يبدو أن تعاطيه بسعة صدر بدأ يُحرج الرئيس عون والنائب باسيل، خصوصا أنه آثر إلتزام الصمت وتعميمه على قياداته وكوادره وعدم الرد عليهما، في حين ترك مجالا للمصادر بالقول أن “الحزب لم ير سلبية في خطاب الرئيس عون”، في حين شدد الشيخ نعيم قاسم بأن “علاقاتنا مع حلفائنا ستسوى ضمن الغرف الداخلية”، إضافة الى تغاضي الحزب التام عن قبول القاضية غادة عون المحسوبة على عون وباسيل الدعوى الجزائية المقدمة من رئيس حركة التغيير إيلي محفوض ومحامين معه ضد السيد حسن نصرالله.
وتؤكد هذه المصادر أن المواقف الايجابية سواء بالصمت أو بالايحاء من حزب الله تجاه التيار من المفترض أن تكبله وتجبره على أن تكون مواقفه متوازنة، إلا إذا أراد باسيل الرد بمزيد من التمرد، عندها سيكون لكلا الطرفين كلاما آخر في القادم من الأيام.