لقاء مع ميقاتي ومقاطعة رسمية وفلسطينية ومن حلفاء سوريا مشعل: بندقية “حماس” لن تكون إلّا في وجه العدو الصهيوني
اختار رئيس حركة “حماس” في الخارج خالد مشعل مدينة صيدا ليطلق منها سلسلة مواقف سياسية عبارة عن رسائل الى القوى اللبنانية والفلسطينية، بعد تعديل اجباري في برنامج زيارته ولقاءاته والغاء بعضها وصرف النظر عن أخرى، اثر مقاطعة ثلاثية الابعاد غير مترابطة.
وأكدت مصادر فلسطينية لـ”نداء الوطن” ان 3 اسباب تضافرت مع بعضها البعض وفرضت تعديلاً في جدول الزيارة ولكنها غير مترابطة.
السبب الاول، من المسؤولين اللبنانيين الرسميين لتفادي الاحراج والعتب من دول الخليج العربي التي قطعت علاقاتها مع “حماس” حتى ان بعضها صنّفها “منظمة ارهابية”، واقتصر اللقاء على رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وعُقد في منزله واتخذ صفة “اللقاء الخاص” في الخبر الذي عممته الحركة على وسائل الاعلام ومن دون اي صورة.
السبب الثاني، من القوى السياسية والشخصيات اللبنانية الحليفة لسوريا نتيجة مواقف مشعل من الاحداث التي وقعت فيها في العام 2011 حيث كان رئيساً للمكتب السياسي وقد اتخذ قراراً بمغادرتها من دون مساندتها كما عدد من القوى الفلسطينية بل تأييد بعض اطراف المعارضة السورية، وهو موقف اقرب الى الشخصي منه وليس من حركة “حماس” التي ترتبط مع كثير من القوى بعلاقات تحالفية وعلى تعاون وتنسيق معها.
والسبب الثالث: فلسطينياً من حركة “فتح” وفصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” على خلفية ما جرى في مخيم البرج الشمالي واتهام “حماس” لـ”قوات الامن الوطني” بإطلاق نار عمداً والقتل المتعمد، ما أدى الى سقوط 3 ضحايا، وقد رفضت الاتهامات وأعربت عن استعدادها لتسليم اي متهم باطلاق النار.
رسائل مشعل
وحرص مشعل والوفد المرافق له على اداء صلاة الجمعة في مسجد “الشهداء” في صيدا، ولقاء خطيبه مفتي صور واقضيتها الشيخ مدرار الحبال، لشكره على مواقفه المميزة في دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة، قبل ان ينتقل الى مركز الدعوة لـ “الجماعة الاسلامية” في البستان الكبير ويلتقي مع عوائل الشهداء الذين سقطوا في مخيم البرج الشمالي الاحد الماضي.
وفي رسالته الاولى اللبنانية، أكد مشعل حرص “حماس” على السلم الاهلي اللبناني، وبأن تكون المخيمات واحة من الامن والسلام بانتظار العودة الى فلسطين، مشدداً على “اننا لا نقبل التوطين او التعويض او الوطن البديل، وندعو لبنان الى توفير العيش الكريم لابناء الشعب الفلسطيني لاقفال ابواب الهجرة وتفريغ المخيمات”، مضيفاً “نحن نقدّر ان مجمل الشعب اللبناني يعاني من الازمات الاقتصادية والمعيشية الخانقة، وقد شكرنا لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي قرار وزير العمل مصطفى بيرم باستثناء الفلسطيني من المهن المحصورة باللبناني فقط”.
وفي رسالته الثانية الفلسطينية، اكد مشعل ان بندقية “حماس” لن تكون الا في وجه العدو الصهيوني ولن تستخدم في وجه احد من ابناء شعبنا الفلسطيني وستظل بوصلتها نحو القدس وفلسطين”، ولكنه اردف “ان من ارتكب جريمة البرج الشمالي يجب ان ينال عقابه”، وقال: “نطالب بعقابهم وفق القانون اللبناني وابلغنا السلطة اللبنانية بأسمائهم حتى تقوم بمسؤوليتها، فنحن تحت سقف القانون والدولة ونحترم الاصول”، قبل ان يدعو السلطة الفلسطينية وحركة “فتح” الى رفع الغطاء عن المتورطين، وقال “الذي يتجرأ على الدم الفلسطيني لا يصح ولا يليق ان ينتسب الى هذا الشعب ولا الى قوات وطنية منسوبة الى شعبنا الفلسطيني، نحن نريد ان يرفع الغطاء عنهم لاننا حريصون على وحدتنا الوطنية التي يجب ان تغذّى بالتوافق”.
وفي رسالته الثالثة “الحمساوية”، اوضح مشعل انه جاء الى لبنان “من اجل المشاركة في انشطة ذكرى انطلاقة الحركة، التي تستدعي أن نكون هنا بين أحبابنا، نعيش معهم في الواقع المرير ونرفع من معنوياتهم للصمود والصبر ونشدّ على ايديهم لحفظ أمن لبنان واستقرار المخيمات، الفلسطيني سيبقى ضيفاً عزيزاً عند قوم أعزاء يتطلع الى العودة الى الوطن وابوابنا مفتوحة للقاء الجميع وكله في وقته المناسب”.
وكان مشعل التقى والوفد المرافق نائب رئيس الحركة في الخارج الدكتور موسى أبو مرزوق، وأعضاء المكتب السياسي: فتحي حماد، محمد نزال، حسام بدران ومسؤول العلاقات الوطنية في الحركة علي بركة، وممثل الحركة في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي، وكلاًص من: الرئيس ميقاتي في لقاء خاص بحضور رئيس لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني الدكتور باسل الحسن، والأمين العام لـ”الجماعة الإسلامية” في لبنان عزام الأيوبي في مكتب الجماعة في بيروت، بعدما كان التقى في مستهل زيارته مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان.