تحقيقات - ملفات

الى متى يظلّ اللبناني مصلوباً ؟

نور نعمة- الديار

 

يتعرض الشعب اللبناني من كل الطوائف والمذاهب الى ابشع انواع العذاب والقهر والذلّ والاحباط من الداخل اللبناني ومن بعض الدول العربية، التي تصبّ كل حقدها على لبنان نتيجة فشلها في ارساء علاقة جيدة وذكية مع الدولة اللبنانية، بدلا من اتباعها سياسة فاشلة غير واقعية.

اليوم، الشعب اللبناني مصلوب يعاني مآسي لا تنتهي وينزف حزنا ويأسا، خاصة ان الحالة المعيشية تدهورت في الآونة الاخيرة بشكل متسارع ومخيف. سعر الدولار في السوق السوداء يحلّق دون وجود اي رادع لوقف ارتفاعه، فلا الحكومة تجتمع لمعالجة حالة الطوارئ المالية والاقتصادية التي طرأت منذ اسبوع، ولا احد من القيّمين على الوطن يرفع الصوت امام ما حصل من تسريع في الانهيار الكياني والمؤسساتي والاجتماعي مؤخرا.

ان الكلام حاليا لا ينفع، ولا يقدم ولا يؤخر، بل الافعال من قبل السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية ورئاسة الجمهورية هي التي باستطاعتها مقاربة الازمة بجدية او على الاقل تخفيف حدتها وعبئها على المواطن. بيد ان الثنائي الشيعي لا يريد انعقاد مجلس وزراء قبل حل قضية القاضي البيطار، ولكن يمكن التوصل الى حل وسط يرضي الطرفين اي حركة امل وحزب الله والطرف المؤيد لبيطار، على غرار التسوية التي حصلت لمشكلة وزير الاعلام جورج قرداحي.

هناك دائما حلول تنهي الخلافات اذا لجأ المسؤولون الى لغة العقل والهدوء وتخلوا عن التحديات والمقايضات، خاصة في ظل كارثة مالية ومعيشية يمر بها لبنان. والحال ان الرئيس نبيه بري طرح تفعيل لجنة محاكمة الرؤساء والوزراء من قبل مجلس النواب بحيث يتابع القاضي البيطار تحقيقاته، لكن دون ان يتمتع بالحق باصدار مذكرة توقيف لنائب او وزير او رئيس وزراء. وهذه تسوية ترضي الطرفين وتؤدي الى عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد لان شلل الحكومة ارخى بظلاله على الوضع السيىء اصلا على كل الاصعدة.

اليوم اكثر من اي وقت مضى يحتاج لبنان وشعبه الى جلسات مجلس وزراء تقارب الازمة الغير مسبوقة، والتي مزقت لبنان اربا اربا، وجعلت من اللبناني مشردا على ارضه جائعا فقيرا ومحبطا، حيث لا يرى اي جدية من الاطراف السياسية في معالجة هذا الوضع المتدهور. نعم، الشعب اللبناني فقد الامل نتيجة ممارسات السياسيين الحاليين، وهو يعاني عدة ازمات انسانية، فمعاناته تتفاقم ولم يعد قادرا على تلبية احتياجاته، ولم يعد اللبناني قادرا على تأمين كلفة الاستشفاء في زمن تفشي كورونا او خضوعه لعلاجات للامراض المزمنة. لم يعد اولاد لبنان يتحلّون بفرصة التعليم بسبب غلاء الاقساط المدرسية، ولم يعد الشباب اللبناني باستطاعته الذهاب الى عمله يوميا بما ان الراتب تدنى مع تراجع قيمة الليرة اللبنانية، في حين كلفة صفيحة البنزين مرتفعة، وبالتالي اصبح راتبه لا يؤمن له ما يريد. عدا عن ذلك، نسبة البطالة اصبحت مرتفعة جدا، والبلاد تفرغ من الطاقات الشبابية التي هي المحرّك الفعلي للاقتصاد اللبناني. فماذا يمكن ان يواجه اللبناني اكثر من كل هذه الويلات والمصائب؟

ارحموا الشعب اللبناني، هذا الشعب المسكين الذي يدفع فاتورة فساد المنظومة السياسية التي انهكت خزينة الدولة بسرقتها وسوء ادارتها للمال العام، ورغم ذلك لا تبالي بوجع المواطن اللبناني، بل تستمر الاطراف السياسية باعتماد اسلوب الكيديات والمناكفات… على ركام الوطن وشعبه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى