“التيار – حزب الله” والاحراج ثالثهما..
علي منتش-لبنان24
لا تزال الخلافات تسيطر على جانب من علاقة التيار الوطني الحر وحزب الله، فمنذ مدة طويلة لم تشهد هذه العلاقة استقرارا مستداما، من دون ان يكون هناك اي استعداد من كلا الطرفين للتفريط بتحالفهما الاستراتيجي والعام..
لكن الخلافات المتكررة بدأت تترك ندوبا على شكل التحالف ومتانته في ظل الملاحظات المتبادلة من كلا الحزبين على اداء الحزب الاخر، اذ ان التيار الوطني الحر يعتبر ان الحزب قادر ان يكون مساندا له في معاركه لكنه لا يفعل، في المقابل يريد الحزب للتيار ان يتفهم الاعتبارات الكثيرة التي تكبله في الداخل.
لا شك بأن التيار والحزب استطاعا وبشكل حاسم ادارة خلافهما تحت سقف عدم فك التحالف، وعملا على تنظيم صراعهما كي لا ينفجر اعلاميا، لكن اقتراب الانتخابات النيابية جعل من لحظة الحقيقة بينهما قريبة ايضا، وتاليا بات الطرفان مضطرين ان يجيبا عن اسئلة كثيرة.
قد تكون حاجة “حزب الله” لفوز التيار الوطني الحر في الانتخابات توازي حاجة التيار نفسه، فالحزب يريد حليفا مسيحيا قويا اولا، ويريد الحفاظ على الاكثرية ثانيا ويرغب بأن يفاوض خصومه من موقع قوة ثالثا وعليه فإن قرار دعمه للوائح التيار لم يحتج الى الكثير من الدراسة.
لكن تحالف الطرفين، سيعيد ” التيار” الى الاشكالية الاساس: حليف الحليف، فالتحالف مع الحزب في دوائر مصيرية مثل بعبدا وجزين يعني تحالفا مع حركة امل، الخصم الاول للعهد والمتهم الاساسي بالفساد في كل الخطاب العوني منذ سنوات.
كيف سيحالف التيار خصمه السياسي الاول، في ظل تحشيد الجمهور العوني ضده منذ مدة طويلة؟ فهل يستطيع التيار اقناع بيئته ان التحالف مع امل مباح لانها حليفة “حزب الله”؟ وكيف سيكون قادرا بعد ذلك من ان يطلب من الحزب ان يضع اعتباراته التحالفية مع عين التينة جانبا لصالح اخذ مواقف الى جانب التيار في الحكومة والمجلس النيابي؟
في المقابل قد يجد “حزب الله” نفسه محرجا، فهو من جهة مضطر لدعم التيار للحد من خسائره ومن جهة اخرى غير قادر على فك تحالفاته الانتخابية مع افرقاء الثامن من اذار لارضاء التيار. يبدو ان التيار والحزب دخلا في دوامة احراج سياسي لا يمكن الخروج منها الا من خلال عملية مصارحة بينهما اولا وبين كل منهما وجمهوره ثانيا.