الحدث

إنتخابات بلا ضمانات ومقدمة لتسوية سياسية وليس نتيجة لها

علي منتش Ali Mantash

لم يسلم “حزب الله” بعد لفكرة ان خسارته مع حلفائه في الانتخابات النيابية المقبلة بات امرا واقعا لا مفر منه، او انه احتمال جدي، ولذلك فهو عازم على خوض معركة جدية من اجل الحفاظ على الاكثرية النيابية من خلال دعمه لحلفائه في الدوائر الحساسة والحاسمة.

لكن الانتخابات النيابية في لبنان لا تكون في العادة، معارك كسر عضم سياسية، اذ يتم قبلها وخلالها تقديم الضمانات لهذا الفريق او ذاك، وهذا ما حصل عام ٢٠٠٩ عندما حُسم موضوع الثلث المعطل قبل الذهاب الى الاستحقاق النيابي الذي خسر فيه الحزب، وبالتالي فإن الخسارة او عدمها يومها، كانت نتيجتها ذاتها: حكومة وحدة وطنية.

الامر نفسه حصل عام ٢٠١٨، اذ حصلت التسوية الرئاسية قبل الانتخابات النيابية، والتي كان أحد بنودها الاتيان بسعد الحريري رئيسا للحكومة بالرغم من ان فريقة السياسي كان الفريق الخاسر في المعركة النيابية. هنا ايضا الضمانة سبقت الاستحقاق.

في هذه الدورة الانتخابية كان كثر يعولون على الدور الفرنسي لكي يقدم ضمانات لحزب الله على اعتبار ان فرص خسارته الانتخابات اكبر من فرص فوزه بالاكثرية، وعليه كان من الممكن ان تطمئن باريس الحزب لكي يكون الاستحقاق الانتخابي آمنا بالمعنى السياسي.

لكن البيان الثنائي الذي صدر عن اللقاء السعودي الفرنسي في جدة، والذي اصاب حزب الله في اكثر من نقطة، اعاد وضع باريس في مواجهة حزب الله سياسيا واخرجها من موقع الوسطي، أقله من وجهة نظر حارة حريك، اذ ان تبني باريس لمشروع تنفيذ القرار ١٥٥٩ جعلها طرفا غير منصف بالنسبة للحزب.

ما يعني انه، وفي ظل الانقسام السياسي الحاد الذي بات متشعبا بشكل كبير، وفي ظل الاحتقان الشعبي، فان لبنان يتجه نحو انتخابات مصيرية بكل ما للكلمة من معنى، اذ ستكون لنتيجتها تبعات كبرى خصوصا ان لا تسويات مهدت لها كما حصل في الاستحقاقات السابقة.

من الواضح ان الانتخابات النيابية المرتقبة ستكون مدخلا للتسوية المقبلة لا نتيجةً لها، اي ان التوازنات التي ستنتج عن عملية الاقتراع هي التي ستحدد شروط اي من الاطراف هي الاقوى، ويد اي من الاحزاب هي الاعلى، وهذا الامر سيمهد لبدء مسار تفاوضي في لبنان وحوله، بالتوازي مع التسويات في المنطقة.

المصدر: خاص “لبنان 24”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى