تريدون بلدا أم اشلاء؟ افرجوا عن الحكومة وارحموا اللبنانيين
خاص “لبنان 24”
يأخذ بعض المقربين من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عليه طول باله وعدم إقدامه السريع أحيانا على حسم خياراته، لكنه يردد دوما أن لبنان بلد التوازنات على إختلاف أنواعها لا سيما الطائفية، وأنه لا يُحكم الا بالروية والحكمة والوسطية.
كما يؤكد دوما أن رفع السقوف وإجتراح البطولات لا يجدي نفعا، لان الغلبة دوما هي للحل التوافقي.
وبحسب تجربة رئيس الحكومة في ادارة السلطة التنفيذية وفي تولي الشأن العام لسنوات طويلة، فهذا المنطق فيه الكثير من الواقعية المطلوبة احيانا ولكن!
في مقابل إيجابية رئيس الحكومة ومرونته، قرر البعض أخذ الحكومة رهينة حسابات سياسية واستخدامها اداة ضرب حصن القضاء، رغم ان رئيس الحكومة كان واضحا منذ البداية أن لا شأن للحكومة بعمل القضاء لا سيما في ملف التحقيقات بانفجار مرفأ بيروت.
بدا جليا أن الاطراف المتناحرة تمترست خلف الحكومة لتصفية حساباتها السياسية المزمنة، وكل طرف يستخدم التعطيل على طريقته، فيما المواطن يدفع وحده الثمن.
ومن عوامل السوء دخول أطراف لها باع طويل في تولي السلطة على الخط من باب المزايدة والمشاركة في تحريك الشارع، لاعتقادها بأن ذاكرة الناس ضعيفة. وتتجاهل هذه الاطراف مسؤوليتها المباشرة لعقود عما آلت اليه آحوال البلد، بعد وعود اغدقتها على الناس بربيع مزدهر او غد يشع بالبحبوحة، فكانت النتيجة ان تركت البلد لقدره وتريد اليوم أن تفتعل البطولات على حساب من إرتضى حمل الثقل الكبير وقلبه على البلد والناس.
اما قمة الفجور ففي سلوك أحد الطامحين لتولي رئاسة الحكومة، حيث إستغل على حين غفلة منبر مقام رفيع ليتحدى شمالا ويسارا معتقدا نفسه “البطل” الذي تصطف الجماهير على جانبي الطرق لاستقباله يوم الاقتراع. وقد تناسى هذا “الفاتح” ان العمل السياسي الصحيح هو مسار تراكمي ولا يقوم على إستغلال وجع الناس والايحاء ان “المنابر العريقة” مفتوحة للسموم وللوصولية السياسية.
في زمن الفجور السياسي لا بد من ان نقول، لمعرفتنا الكثيرة ببعض خفايا الامور، اوقفوا التعطيل اذا كنتم تريدون للبلد ان ينهض لا ان تتشلع اشلاؤه اكثر فاكثر وارحموا الناس واتركوا مَنْ عزم على العمل يكمل مهمته، وهو الذي عاهد اللبنانيين بالامس في كلمته من السراي الحكومي بالقول “إننا مستمرون في عملنا لإنجاز المهمات المطلوبة حكومياً ووزارياً، ولن نخيّب آمال اللبنانيين الذين ينشدون الخلاص من أزماتهم المتراكمة”.