ٍَالرئيسيةتحقيقات - ملفات

الجيش الإسرائيلي يقوم بزيادة بنك الأهداف في إيران استعداداً لاحتمال اللجوء إلى خيار عسكري ضد برنامجها النووي

“معاريف”

طال ليف- رام – محلل عسكري

يقوم الجيش الإسرائيلي في الفترة الأخيرة بتسريع استعداداته لاحتمال اللجوء إلى خيار عسكري ضد إيران، وذلك بالتوازي مع التصريحات التي يطلقها كبار المسؤولين في المؤسسة السياسية الإسرائيلية على أعتاب استئناف المفاوضات مع طهران في العاصمة النمساوية ڤيينا يوم الاثنين المقبل، ويؤكدون فيها إمكان اللجوء إلى مثل هذا الخيار في حال فشل الإجراءات الدبلوماسية.
ويتم التشديد في خضم ذلك كله على سلاح الجو. وتشمل هذه الاستعدادات تدريبات على سيناريوهات متعددة يجري جزء منها خارج حدود الدولة. ووفقاً لتقديرات مختلفة، فإن امتلاك قدرات عملانية مثبتة يتطلب فترة زمنية طولها أكثر من عام واحد.
وحتى في حال استكمال الاستعدادات، ما زال من غير الواضح ما هو مدى الضرر الذي ستُلحقه إسرائيل عند مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية. يُشار إلى أنه قبل نحو عقد من الأعوام كان مثل هذا الخيار العسكري مُدرجاً أيضاً في جدول أعمال إسرائيل، لكن الحديث في حينه جرى فقط في مصطلحات عرقلة المشروع النووي الإيراني والمساس الكبير به وليس في مصطلحات القضاء عليه.
في كل الأحوال، يشدّد المسؤولون في المؤسستين السياسية والأمنية في إسرائيل على أن الأولوية الأولى المفضلة بالنسبة إلى القدس أيضاً هي التقدم إلى الأمام في القنوات الدبلوماسية. لكن ثمة فجوة كبيرة جداً بين إسرائيل والولايات المتحدة في كل ما يتعلق بمفهوم الشروط المطلوبة لاستئناف الاتفاق. وتخشى إسرائيل من أن يكون الاتفاق الجديد شبيهاً بالاتفاق الأصلي الذي عارضته بشدة.
وبموازاة تجهيز خيار عسكري ذي صدقية، يقومون في الجيش الإسرائيلي بتسريع وتطوير القدرات القائمة فيما يرتبط بنشاطات عسكرية ضد إيران. وفي إطار هذه التحضيرات، قام الجيش الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة بزيادة بنك الأهداف في إيران.
وعلى الرغم من المعركة الدائرة بين إسرائيل وإيران والهجمات المنسوبة إلى إسرائيل ضد مصالح إيرانية، فإن التقديرات السائدة في أروقة المؤسسة الأمنية تشير إلى أن احتمالات حدوث تصعيد خطر في مقابل إيران في الأشهر القريبة ضئيلة نسبياً.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس في سياق تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام أمس (الخميس) خلال زيارته إلى المغرب: “إن إيران هي مشكلة عالمية قبل أي شيء، وبعد ذلك مشكلة إقليمية، وفي النهاية هي مشكلة بالنسبة إلى إسرائيل. في ضوء ذلك، هناك حاجة إلى حشد دولي لمعالجة هذه المشكلة، ونحن نعمل على هذا المستوى. وفيما يتعلق بإيران، نحن ملزمون بالتأثير في شركائنا وإنشاء حوار مستمر، بالإضافة إلى ذلك فإن إسرائيل ملزمة أيضاً ببناء وتطوير القوة العسكرية، وهذا يُعدّ أمراً مهماً بحد ذاته”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى