تحقيقات - ملفات
“الجولاني” المقيم في تركيا يجري اتصالات حثيثة مع الطرفين الاسرائيلي والاميركي,, اسرائيل هيأت المسرح لحرب ضد ايران و حزب اللّه في جنوب سوريا.
حسابات بسيطة يحتاجها أي خبير في الشؤون الاسرائيلية الداخلية والخارجية, سوف تدل بوضوح على أن يوسي كوهين, هو اللاعب الرئيسي الذي يختفي خلفه نتنياهو عندما تصل الأمور الى حدود اتخاذ قرارات صعبة أو خطرة أو مجازفة في الميدان الأمني والعسكري وستدل هذه الحسابات على أن الميدان السياسي بأبعاده الأمنية والعسكرية أصبح أيضا ميدان يوسي كوهين, وفي اللعبة الداخلية يتمتع يوسي كوهين بنوع من الأمان والمناعة ضد هجمات معارضي نتنياهو كونه رئيس الموساد, الذي تحمي قوانين اسرائيل أصحاب هذا المنصب من كثير من الأمور, ومنها عدم البوح بما لديهم من خطط ومعلومات وتعليمات, فيوسي كوهين هو الممثل البارع, الذي اختاره نتنياهو لينفذ ما يريد أن ينفذه هو دون أن يكون نتنياهو عرضة للسؤال, أو المحاسبة, أو المواجهة مع أعدائه السياسيين أو شركائه السياسيين, وهو الذي يجتمع مع محمد بن سلمان, وهو الذي رتب أمور “البرهان “, في السودان مع محمد بن زايد, الذي تعمقت صداقته مع يوسي ” الوسيم”, و” الموديل”, كما يطلق عليه ضباط الموساد اللقب الذي اكتسبه من اهتمامه بتصفيف شعره, واختيار ملابسه كما تختار المرأة تصفيف شعرها وملابسها.
بحث يوسي كوهين ونتنياهو مع وزير الحرب الاميركي اسبر موضوع سوريا باسهاب, اذ أن واشنطن وتل ابيب مقتنعتان بأن حلفهما مع دستة أنظمة الردة والخزي لن ينجح كما يريدان اذا استطاعت سوريا أن تحقق نجاحات في معركتها ضد الارهاب, وضد تركيا وضد قسد.
بحث الطرفان “شن حربظ”, واسعة ومحدودة تستخدم فيها اسرائيل طائرات ف 35 و 22 F ” الشبح “, وصواريخ دقيقة جديدة (زودت واشنطن تل ابيب بها للاحتفاظ بتفوقها العسكري) ضد كافة المواقع العسكرية, وشبه العسكرية والمدنية التي لها صلة بالمقاومة والجيش السوري في جنوب سوريا .
وأجرى الجولاني, الذي يقيم في تركيا اتصالات حثيثة مع الطرفين الاسرائيلي والاميركي (المصدر موثوق وهو أحد المنظمين مع الجولاني وله صلات بقطر ), وذلك لبحث تحرك عسكري واسع ردا على ما فوجئ به من تحرك روسي لم يكن بالحسبان حسب تطمينات انقرة وطلب الجولاني التنسيق لشن هجمات واسعة على الجيش العربي السوري في ظل هجوم اسرائيلي بدعم اميركي وتركي على كافة المواقع, التي يمكن أن تسمى ايرانية أو موالية لايران حسب التعريف الاسرائيلي, ولا تخفي هذه المصادر أن الحرائق التي افتعلت في أكثر من مكان بسوريا لم تكن طبيعية أو نتيجة الظروف المناخية, بل كانت مخططة ومفتعلة, وان اسرائيل وعملاءها يقفون وراءها .
قد تكون هذه المعلومات مختلقة من المصادر, لكن الوعي ومعرفة خبث العدو ورعبه وتمثيلية المناورة الكبرى ” السهم القاتل “, يدرك أن الضرورة تقتضي بأن تكون كافة مواقع المقاومة والمسماة بمواقع حزب اللّه, وايران, والجيش العربي السوري مواقع متحركة وقابلة للتغيير السريع, والوعي يفترض في قوى المقاومة أن تعرف أن كافة تعهدات اسرائيل لروسيا حول القصف على سوريا هي تعهدات كاذبة .
من ناحية اخرى من المفترض أن يؤخذ كل الحذر من تحرك تركيا, التي تجرأت خلال الساعات الاخيرة على توجيه انتقادات لروسيا حول تحركها في سوريا متجاهلة أن تركيا, هي التي لم تلتزم باتفاقيات سوشي والآستانة.
لقد أعطى اردوغان التعليمات للعمل في سوريا حسبما يعمل في أذربيجان, وهو يراهن على أن موسكو لن تضحي بخيوط العلاقات مع تركيا رغم اتضاح طبيعة العلاقة التحالفية بين اردوغان وترامب في حالات ليبيا, وأذربيجان و S400, وسوريا, وحتى اليونان .
البيت الأبيض يحاول أن يخفي ذلك بقرارات واهية مثل المطالبة بوقف اطلاق النار في كراباخ, وبقرار تزويد اليونان بطائرات ف 35 ( الذي لن ينفذ لأن لا وقت لدى ترامب ), ودعم قسد, والسكوت على نقل المرتزقة من سوريا الى أذربيجان وليبيا, وما تصريح بومبيو حول مهلة 90 يوما لخروج القوات الأجنبية من ليبيا الا لذر الرماد في العيون, اذ أن المرتزقة لايطلق عليها لقب قوات!! .
وفي الوقت ذاته تدفع واشنطن مبالغ طائلة من مال الجزيرة والخليج لمرتزقة تحت شعار الاسلام “المزيف”, في تونس والجزائر لارتكاب عمليات ارهابية تلصق بالاسلام من ناحية وتستخدمها واشنطن لابتزاز تونس والجزائر من ناحية اخرى, ونضيف هنا ما يقوم به الكاظمي في العراق خدمة لاميركا, وحكام الجزيرة رغم أننا لن نناقشه, ولكن لابقائه في الذهن.
الحرب الاسرائيلية قادمة, ويجب عدم الانجرار وراء تحليلات تصور اسرائيل وكأنها لا تجرؤ على شن الحرب, ان عقل نتنياهو غير موزون وعنصري ودموي, واتخذ القرار بشن الحرب, وسيفعل تحت غطاء يوسي كوهين .
المصدر: بسام أبو شريف