دعم روسي للحلول الحكومية من دون أية مُبادرة مُباشرة
هيام عيد- الديار
ترتدي المبادرات الأخيرة تجاه الأزمة السياسية الحادة التي تمنع حتى الساعة انعقاد مجلس الوزراء، طابع استكشاف أفق الحلول ولكن من دون أية التزامات أو وعود أو ربما قرار جدي بالمعالجة، وفق ما تكشف مصادر ديبلوماسية على تماس مع الحراك الديبلوماسي الجاري من خلال اتصالات دورية يقوم بها سفراء عواصم القرار في بيروت وخصوصاً الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وأخيراً روسيا في ضوء الحديث عن دور روسي مرتقب على خط الأزمة الداخلية من خلال تقديم الدعم للحكومة اللبنانية والسعي إلى الإستجابة بشكل خاص مع الطلب اللبناني المقدّم من رئيس الجمهورية ميشال عون، للحصول على صور التقطتها الأقمار الإصطناعية لمرفأ بيروت في 3 و4 آب أي قبل وبعد الإنفجار الكارثي الذي أدى إلى سقوط أكثر من مئتي ضحية وإلى إصابة أكثر من ستة آلاف شخص بجروح عدا عن تدمير جزء من العاصمة بيروت.
وفي هذا المجال، تعتبر المصادر الديبلوماسية أن كلّ التحركات التي يقوم بها مسؤولون وموفدون إلى لبنان في الآونة الأخيرة، تصبّ في إطار مساعدة الحكومة على النهوض بعملية الإنقاذ والتعافي، على أن يتم ّتجاوز الأزمة السياسية الحالية أولاً ثم الإنتقال إلى برنامج الدعم وإجراء الإستحقاقات الإنتخابية النيابية ثانياً. ومن هنا فإن الزيارة التي سيقوم بها وزير الخارجية عبدالله بوحبيب إلى موسكو خلال الأيام المقبلة، لا تخرج عن هذا السياق، مع العلم أن المصادر نفسها، لا ترى أي اتجاه لدى المسؤولين للروس للدخول على خط التفاصيل السياسية الداخلية، وإن كانت تتابع باهتمام تطورات المشهد الداخلي اللبناني وكل تفاصيل الأزمة السياسية والمالية والإجتماعية. وبالتالي فإن مطالبة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي للجانب الروسي القيام بدور فاعل على مستوى الوساطات الجارية من قبل أطراف إقليمية داعمة للبنان، سوف تُنقل بالطبع إلى القيادة الروسية، وفق ما تؤكد المصادر نفسها، التي ترى أن الترابط والتلازم في الملفات والعناوين أحياناً ما بين الساحتين اللبنانية والسورية بالنسبة لموسكو، هو الذي يقود إلى الحرص على حماية الإستقرار اللبناني على كل المستويات وخصوصاً المستوى الأمني كما المستوى المعيشي والإجتماعي، من أجل الحؤول دون انتقال التوتر والتشنج من لبنان إلى الجوار السوري.
وعليه فإن المصادر نفسها تعتبر أن الدور الروسي وزيارة وزير الخارجية، هي بمثابة الفرصة لمناقشة الموقف من الواقع اللبناني المأزوم اليوم، وبالتالي فهي ستكون محطة جديدة من محطات النقاش المباشر بكل ترددات الأزمة الحالية، وصولاً إلى بحث محاذير وأخطار استمرار انسداد الأفق السياسي وغياب الحلول التي تبقى محصورة بالداخل اللبناني بحسب المقاربة الروسية التي لم تتغير للملف اللبناني، وهي عدم التدخل في الشؤون السياسية الداخلية ولكن تقديم المساعدة والدعم عبر اتصالات مع كل الأطراف الفاعلة، مع العلم أن الأولوية لدى موسكو وكما أكد سفيرها ألكسندر روداكوف، تبقى الحفاظ على الإستقرار والسعي إلى منع أي انهيار في أي مجال وخصوصاً في المجال الأقتصادي نظراً لما لذلك من انعكاس على المستوى الأمني.