الحدث

رسالة مزدوجة من الرئيس ميقاتي.. ولقاء إيجابي مع فرنجية!…

سفير الشمال- غسان ريفي

أعطى اللقاء الذي جمع رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية أمس، إنطباعا بأن هناك نية جدية لدى الرجلين بالتفتيش عن حلول ومخارج لأزمة وزير الاعلام جورج قرداحي، خصوصا أن ما يجمعهما من علاقات تاريخية يجعلهما قادرين على الوصول الى قواسم مشتركة قد تفضي الى حل يستطيع لبنان من خلاله القيام ببادرة حسن نية تجاه السعودية ودول الخليج.

تشير المعلومات الى أن اللقاء بين ميقاتي وفرنجية كان وديا وإيجابيا، وكان هناك تطابق في وجهات النظر حول خطورة الأوضاع وضرورة إيجاد السبل الكفيلة بإعادة تفعيل العمل الحكومي والانطلاق بالخطط الموضوعة التي لم تعد تحتمل أي تأخير، خصوصا في ما يتعلق بالتفاوض مع صندوق النقد الدولي، وإطلاق البطاقة التمويلية التي باتت أكثر من ملحة، كما كان توافق بين الرجلين على البحث الجدي في إيجاد حل لأزمة الوزير قرداحي.

حتى الآن ما يزال الرئيس ميقاتي متمسكا بخارطة الطريق التي وضعها، لجهة الحفاظ على الحكومة لما تشكله من صمام أمان لعدم إنفجار الأوضاع بالوصول الى الارتطام المدمر الذي فرملته الحكومة منذ تشكيلها، وعدم إستفزاز أي من الأطراف السياسية كون الأمور لا تحتمل، وإحترام مبدأ فصل السلطات، وعدم التدخل في القضاء، والحفاظ على أفضل العلاقات مع الأشقاء العرب، وإعادة وصل ما إنقطع مع السعودية ودول الخليج.

تؤكد المعطيات أن لا وجود في قاموس الرئيس ميقاتي لأي مقايضة حول أي بند من بنود خارطة الطريق التي يتمسك بها، وخصوصا مقايضة المحقق العدلي طارق البيطار وملف المرفأ بإعادة تفعيل عمل مجلس الوزراء.

وفي هذا الاطار، حرص ميقاتي في اللقاء الموسع الذي عقده في السراي الحكومي أمس على توجيه رسالة مزدوجة، الأولى الى أصدقاء لبنان والمجتمع الدولي بأننا “دولة تحسن صيانة القضاء وحمايته لاحقاق الحق والعدالة”، وفي ذلك قطع للطريق على كل من يفكر أو يسعى الى تسييس القضاء الذي إعتبره رئيس الحكومة أيضا بأنه “الملجأ لنا جميعا ومن واجبنا حمايته وصونه”.

والثانية الى الأطراف في الداخل اللبناني بأن أحدا لم يعد يمتلك ترف الوقت، خصوصا أن الحكومة جاءت للعمل والانقاذ وأمام المخاطر الكبرى التي تهدد البلاد والعباد لا يجوز تعطيل عملها لأي سبب كان، وبالتالي فقد أكد ميقاتي أنه “كفانا اضاعة للوقت وللفرص ولنتعاون جميعا في ورشة عمل نمضي فيها في حل ما امكن من مشكلات لها علاقة باولويات اللبنانيين الموجوعين، ووضع سائر الملفات المرتبطة بالمعالجات المتوسطة والطويلة الأمد على سكة النقاش مع الهيئات الدولية المعنية”..

ترى مصادر سياسية مواكبة أن الرئيس ميقاتي وعشية الانتخابات النيابية كان بوسعه أن يقلب الطاولة في وجه الجميع ويحقق مكاسب شعبية كبرى، لكنه حتى الآن ما يزال حريصا على حكومته التي يتوافق الجميع داخليا وخارجيا على أنها تشكل الفرصة الأخيرة ليس لعهد ميشال عون فحسب، بل للبلد ككل، ما يتطلب تقديرا للمصلحة الوطنية من قبل الجميع، والمبادرة الى وضع كتف مع ميقاتي لتفعيل العمل الحكومي، خصوصا أن العملية الانقاذية لا يمكن أن تكون فردية، بل يجب أن تتحول في هذا الظرف الصعب الى ورشة عمل وطنية يشارك فيها الجميع، لأن النتائج سواء كانت إيجابية أو سلبية فستعم إنعكاساتها على اللبنانيين بكل طوائفهم ومذاهبهم وإنتماءاتهم السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى