CNN: ترامب مُقر سراً بالهزيمة لكنه يرغب في إطالة مدة المعركة مع منافسيه الديمقراطيين
كشفت مصادر مطلعة، في تصريحات لشبكة CNN الأمريكية، الأحد 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، أن الرئيس دونالد ترامب لا ينكر خسارته انتخابات الرئاسة سراً أمام منافسه جو بايدن، رغم زعمه علانيةً أنه “الفائز” وتمسكه بادعاء وجود مخالفات وتزوير في الانتخابات.
أشارت المصادر للشبكة إلى أنه بين جولات الجولف والمكالمات الهاتفية مع مستشاريه، السبت، أوضح الرئيس ترامب أنه يتفهم أنه خسر الانتخابات أمام جو بايدن، ولكنه مع ذلك يواصل دفع محاميه لمتابعة الطعون القانونية التي من شأنها تأخير التصديق الرسمي للنتائج.
حتى الرمق الأخير: وأكدت المصادر أن ترامب “لا ينكر النتيجة في السر”، لكنه مُصرّ على دفع فريقه القانوني إلى مواصلة متابعة الطعون القانونية، حيث ناقش كبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، الذي يعمل من المنزل بعد أن ثبتت إصابته بفيروس كورونا، الخطوات التالية مع الفريق القانوني، السبت.
فيما أقرت العديد من الأوساط المحيطة بالمرشح الجمهوري في السر بأن الدعاوى والطعون الانتخابية التي تفكر فيها حملة ترامب ليس لها تأثير يُذكر، حسبما قالت الشبكة، حيث قال أحد المصادر إن الخط الساخن الذي خصصته الحملة للإبلاغ عن أي تزوير أو مخالفات في الانتخابات قد غمرته مكالمات مزيفة.
إنكار وتهديد: وفي أول رد فعل من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، على إعلان وسائل الإعلام الأمريكية فوز جو بايدن بالرئاسة، مساء السبت، قال إن حملته ستبدأ في الطعن على نتائج الانتخابات الأمريكية أمام القضاء منذ الإثنين، مؤكداً أن “الانتخابات لم تُحسم بعد”، وذلك في بيان جديد له.
ترامب كان قد سبق أن حذر صباح السبت منافسه الديمقراطي من إعلان فوزه بالرئاسة، قائلاً في تغريدة: “لا ينبغي لجو بايدن أن يطالب بشكل خاطئ بمنصب الرئيس، فالإجراءات القانونية بدأت للتو”.
وكانت وسائل إعلام أمريكية أعلنت السبت فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالانتخابات الرئاسية، بعد أن وصل إلى 284 صوتاً، إثر حسمه لولاية بنسلفانيا الحاسمة، ليصبح بذلك هو الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأمريكية.
قبل ساعات من إعلان وسائل الإعلام، قال ترامب في تغريدة له، إن أصواتاً “غير قانونية” غيَّرت النتائج في ولاية بنسلفانيا، التي يتأخر فيها حالياً عن منافسه الديمقراطي جو بايدن بنحو 28 ألف صوت.
وأضاف ترامب على تويتر: “عشرات الآلاف من الأصوات غير القانونية تم تسلُّمها بعد الثامنة من الثلاثاء، يوم الانتخابات”، كما تابع قائلاً: “مئات الآلاف من الأصوات لم يُسمح بمراقبتها، هذا كان من شأنه تغيير نتائج الانتخابات في عدد من الولايات، من بينها بنسلفانيا”.
كما أنه وقبل دقائق من إعلان خبر فوز بايدن، غادر ترامب البيت الأبيض وتوجَّه إلى ناديه للغولف في فيرجينيا، حيث اعتاد أن يروّح عن نفسه.
وكان ترامب قد ادَّعى في أكثر من مناسبة أن الانتخابات الرئاسية تعرَّضت للتزوير لصالح بايدن، وتعهَّد برفع “الكثير من الدعاوى القضائية” بعد أن زعم إلغاء أصوات لصالحه.
كما أن حملته الانتخابية قد شرعت في وقت سابق في إجراءات قانونية إضافية بولايتي بنسلفانيا ونيفادا، بعد أن خسرت حكمين قضائيين في ولايتي جورجيا وميشيغان اللتين يحتدم فيهما التنافس، كما تعهدت برفع دعوى جديدة للطعن على ما وصفته بمخالفات في التصويت في نيفادا.
أصوات هامسة: صحيفة “واشنطن بوست” كشفت السبت أن مستشارين للرئيس فاتحوه في اليومين الماضيين في احتمال هزيمته في الانتخابات، وكيفية وجوب تعامله مع نتيجة كهذه.
الصحيفة أوضحت نقلاً عن مصدرَيْن على اطِّلاع على المناقشات، أنه في وقت تعهّد فيه ترامب بمواصلة محاربة نتائج الانتخابات، وحثّ حلفاءه ومستشاريه سراً على الدفاع عنه علناً، قالت الصحيفة إن بعض المقرّبين من الرئيس يؤكدون أنه في حال إعلان فوز بايدن بالانتخابات فإنّ ترامب سيقدّم في النهاية ملاحظات عامة، يلتزم فيها انتقالاً سلمياً للسلطة، بينما قال مساعد كبير في الحملة الانتخابية للصحيفة الأمريكية إنه لم تجرِ مناقَشة خطاب التنازل.
كما لفتت الصحيفة إلى أن حلفاء للرئيس قالوا إنّ من غير المرجح أن يتنازل عن السلطة بالمعنى التقليدي للكلمة، لافتين إلى أنه إذا خسر فمن المتوقع أن يستمرّ بالادعاء، من دون أساس، أن الانتخابات سُرقت، كما يفعل منذ عدّة أيام.
بحسب صحيفة الميرور البريطانية، السبت، فإن تمسُّك الرئيس الأمريكي بالسلطة لا يرجع إلى خسارته منصبه كرئيس للبيت الأبيض فحسب، ولكن لأنه سوف يتعرض لدعاوى قانونية، جنائية ومدنية على حد سواء، بمجرد أن يخسر مزايا الحماية التي يتمتع بها في منصب الرئيس، وهو ما يشكل أكبر خوف لديه.
وصوَّت الأمريكيون، الثلاثاء، في انتخابات رئاسية غير تقليدية، فبسبب انتشار جائحة كورونا، التي خيّمت على أجواء الدعاية الانتخابية، فقد تم اعتماد آلية التصويت عبر البريد بشكل استثنائي لهذه الجولة الانتخابية، والتي شهدت إقبالاً كبيراً من المواطنين، حيث تجاوز عدد المصوتين عبر البريد وفي التصويت المبكر المباشر أكثر من 100 مليون أمريكي، وهو ما أخَّر إعلان النتائج النهائية لحين وصول وفرز هذا الكمّ من الأصوات.