الراعي يجدد التحذير: أنقذوا الشراكة قبل فوات الاوان
لم يكن مفاجئا موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي امس والذي قال فيه صراحة انه “بات متعذرا إنقاذ الشراكة الوطنية من دون الحياد”.
فالمطلعون على موقف الراعي خصوصا في الفترة الاخيرة يؤكدون انه بالغ الاستياء من الواقع الذي آلت اليه الاوضاع الوطنية، ومما يسمعه ويصله من تقارير عن الواقع الاجتماعي المرير الذي يعيشه غالبية اللبنانيين.
كما ان ” سيد بكركي” الذي يعتبر انه قام بما يمليه الواجب من مبادرة لحل الازمات المستجدة وطنيا وحكوميا لم يلق التجاوب المطلوب،لا بل تم احباط مساعيه، وبالتالي فهو عازم على المضي في تصعيد موقفه بالتوازي مع اتصالات مع المعنيين في لبنان والخارج.
وفي اشارة تحمل انزعاجه من مواقف الوزير جورج قرداحي، وعدم إقدامه على تقديم استقالته، قال الراعي” إن الكرامة ليست مرتبطة بالعناد إنما بالحكمة”.
وتفيد المعلومات في هذا الصدد ان محاولات جرت مع الراعي لاستمزاج رأيه في امكان التوسط مع السعودية لتكون استقالة قرداحي من ضمن “صفقة اوسع وشاملة “، فرفض الراعي التجاوب، وابلغ المعنيين” ان المطلوب من قرداحي معروف وعليه ان يتخذ القرار المتوافق مع المصلحة الوطنية”.
وتوقعت مصادر مطلعة” ان يكون للموقف المرتفع السقف للراعي تردداته في الأيام المقبلة، ومن غير المستبعد ان يزور البطريرك الماروني القصر الجمهوري والبحث في الواقع الحاصل في البلاد.
وكان الراعي قال في عظة قداس الاحد بالامس” ان حل ازمة العلاقات مع دول الخليج بشجاعة وطنية، لا يمس كرامة لبنان، بل إن تعريض اللبنانيين للطرد والبطالة والفقر والعوز والعزلة العربية هو ما يمس الكرامة والسيادة والعنفوان. إن تحليق سعر الدولار إلى حد يعجز فيه المواطنون من شراء الحاجيات الأساسية، لاسيما عشية الأعياد المقبلة، هو ما يمس بالكرامة ويذلّ الناس. الكرامة ليست مرتبطة بالعناد إنما بالحكمة، وبطيب العلاقات مع كل الدول وبخاصة مع دول الخليج الشقيقة، ذلك أن دورها تجاه لبنان كان إيجابيا وموحدا وسلميا، لا سلبيا وتقسيميا وعسكريا”.
واعتبر انه “لا يحق لأي طرف أن يفرض إرادته على سائر اللبنانيين ويضرب علاقات لبنان مع العالم، ويعطل عمل الحكومة، ويشل دور القضاء، ويخلق أجواء تهديد ووعيد في المجتمع اللبناني. ولا يحق بالمقابل للمسؤولين، كل المسؤولين، أن يتفرجوا على كل ذلك، ويرجوا موافقة هذا الفريق وذاك. هذا هو فقدان الكرامة وهذا هو الذل بعينه”. وسأل: “أي منطق يسمح بتجميد عمل الحكومة والإصلاحات والمفاوضات الدولية في هذه الظروف؟ كل ما يجري اليوم يتعارض تماما مع النظام اللبناني بوجهه الدستوري والميثاقي والديمقراطي. إن الغالبية الساحقة من الشعب اللبناني تريد الخروج من أجواء الحرب والفتنة والصراع، والدخول في عالم السلام الشامل والدائم والتلاقي الحضاري. ما لنا بحروب المنطقة وبمحاورها؟ ما لنا بصراعاتها وبلعبة أنظمتها؟ ما شأننا لنقرر مصير الشعوب الأخرى فيما نحن عاجزون عن تقرير مصيرنا، بل عن اتخاذ قرار إداري؟”.