الحدث

تصعيد جنبلاط : احتدام الصراع الإقليمي والانقلاب على حزب الله


مصباح العلي -لبنان24

تاريخيا ، كانت المختارة تلعب الدور المركزي في كل المعارك الرئاسية منذ فوز ” فتى العروبة الاغر” كميل شمعون وحتى وصول العماد عون، ولا يبدو وليد جنبلاط بوارد التخلي عن هذا الدور رغم ضمور التأثير السياسي بعد فك الارتباط مع ١٤ أذار وإعلانه الوقوف على الحياد.

لا يمكن المرور على الموقف الاخير للزعيم الدرزي مرور الكرام، وكل جهود التمحيص والتدقيق السياسي أشارت إلى أن جنبلاط يستشعر بعواصف عاتية ستضرب لبنان ولا بد من إعادة النظر بكل منطق الحياد الذي انتهجه منذ وصول عون الى سدة الرئاسة بتسوية شملت “القوات اللبنانية” و “المستقبل” فقط، وكان انشغال جنبلاط في حينه يتركز على “تنصيب” نجله تيمور وإدخاله إلى العالم السياسي.

يشير احد أصدقاء جنبلاط الى انه رغب بتطبيع علاقته مع حزب الله من دون التفريط بصداقاته مع الخارج ، فالمعروف بأن جنبلاط يحظى بمكانة بارزة لدى الجانب الروسي وهو الأقرب لموسكو من كل الطاقم السياسي، فيما علاقته بالسعودية اكثر من وطيدة، ولم تتاثر بانفعالات المرحلة الأخيرة، غير ان مجريات الازمة في العراق دفعت جنبلاط للتفكير بالعودة إلى ثوابت المختارة واستعادة تجربة والده الراحل “إسقاط حلف بغداد” بوجه إيران.

وفق سياسي “عتيق”فان جنبلاط قرأ جيدا رسالة محاولة اغتيال رئيس حكومة العراق مصطفى الكاظمي، ما يؤشر حكما إلى قرار إيراني بمواجهة السعودية وإشعال كل الجبهات المنتشرة في ارجاء العالم العربي بأشكال مختلفة ومن ضمنها لبنان.

يدرك جنبلاط بأن حزب الله لن يحتاج في لبنان إلى “قمصان سود” او مجموعات مسلحة تحكم قبضتها على بيروت كما حصل في ٧ أيار، فالوضع مختلف وان كان يحتاج لعناصر ميدانية على غرار أحداث الطيونة مؤخرا. ففي ظل عهد حليفه ينبغي التبديل الكامل في التكتيكات والشروع في خطط سياسية تصب في الاستراتيجية كما حاصل الان، بما في ذلك رفع شعار مكافحة أميركا داخل الإدارة اللبنانية.

لذلك أعلنها جنبلاط خصومة واضحة مع حزب الله واضاف على موقفه اصطفافا كاملا مع الموقف السعودي عبر المطالبة باقالة وزير الإعلام والاعتذار من الخليج وفق تعابير حادة من نوع “نفذ صبرنا من حزب الله وحرب بيوت اللبنانيين” ، كونه استشعر باحتدام الصراع المباشر بين إيران والسعودية في العراق ، ما قد ينعكس على العمق اللبناني ويفرض حكما الانقلاب على حزب الله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى