ما الذي يجب أن يتغير قبل الحرب القادمة؟
اللواء اسحق بريك/ القناة 12
(شغل منصب مفوض قبول الجنود وقائد التجنيد وقائد الكليات العسكرية وقائد الفرقة النظامية 36)
هذا الشهر، من 1 نوفمبر إلى 5 نوفمبر، أجرت قيادة الجبهة الداخلية تدريباُ للجبهة الداخلية بالتعاون مع جميع هيئات الطوارئ والإنقاذ، إذ تم إصدار تحذيرات للعديد من المستوطنات في جميع أنحاء البلاد، كان الغرض من التدريب هو ممارسة سيناريوهات حرب متعددة الساحات والمجالات، حيث سيتم إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف والطائرات بدون طيار يوميًا على الجبهة الداخلية “الإسرائيلية”.
العديد من صواريخ العدو دقيقة، وستوجه إلى التجمعات السكانية والبنية التحتية، مثل الكهرباء وخزانات المياه والغاز والوقود، وكذلك إلى قواعد “الجيش الإسرائيلي” البرية وقواعد القوات الجوية، ومصانع الأمونيا، والمؤسسات الحكومية، وما شابه ذلك، وسيقام تدريب الجبهة الداخلية الوطنية في مراكز مختلفة حيث خريطة التحذير الكامل، كما أن الهجوم على العدو سيؤدي إلى أعمال عنف بين العرب واليهود في المدن والبلدات والقرى المختلطة، وكذلك عرقلة طرق الشرطة، ومن المتوقع أن يكون عدد الضحايا هائلاً، إلى جانب تدمير المباني والبنية التحتية في جميع أنحاء البلاد.
هذا السيناريو المتطرف ممكن على الرغم من قيام قادة الجيش بقمع المشكلة لسنوات وتجاهلها، قائلين إن حزب الله لن يجرؤ على إطلاق صواريخ علينا – لأننا حينها سنعيد لبنان إلى العصر الحجري، وغيرها من التصريحات المتغطرسة على مر السنين والتي تجاهلت الوضع الرهيب، نتيجة لذلك، لم تكن الجبهة الداخلية مستعدة للحرب.
في الآونة الأخيرة تفتحت أعين المستويات الأمنية والسياسية الذين استوعبوا المشكلة بعد 15 عامًا من التحجر العقلي، فلا بد من الانشغال بالعلاج بدلاً من ذر الرماد في أعين الجمهور، على الرغم من أن التهديد الوجودي “لإسرائيل” قد اشتد في هذه السنوات كما لم نعرفه من قبل، لكننا فقدنا وقتا ثمينا، وهو وقت حاسم في تشكيل أمننا القومي، والنتيجة التي سأعطيها للمستوى الأمني والجيش ووزارة الجيش، وفقًا لاختبار النتيجة في آخر 15 عامًا، هي نتيجة فاشلة!
لسوء الحظ، تم جر المستوى السياسي من قبل المستوى الأمني وأصبح ” شاهد الزور” الخاص به.
فلا يسعنا إلا أن نأمل أن تتعافى القيادة الأمنية والمستوى السياسي، وأن تخرج من مأزقها وتبدأ في سحب العربة التي غرقت عميقاً في الوحل، وإذا فعلوا ذلك، فسوف يستغرق الأمر عقدًا من الزمان على الأقل لاستعادة اللون على خدودنا ” العودة إلى الشعور بالأمن” وإعادة خلق أمننا القومي، كل ذلك على أمل ألا تندلع حرب حتى حلول ذلك الوقت، وأنا مقتنع أنه بدون الوعي العام وبدون الضغط على قادتنا لاتخاذ إجراءات وإنقاذ البلاد من الانقراض، لن يتحرك شيء حقًا، و هذه هي القضايا التي يجب على المستويين الأمني والسياسي الترويج لها بعزم وإخلاص:
- – تحديث مفهوم الأمن الذي لم يتغير منذ الخمسينيات، والذي صرح فيه بن غوريون بضرورة نقل القتال إلى أراضي العدو، فمنذ ذلك الحين، تدفقت كميات كبيرة من المياه في الأردن وتغيرت خريطة التهديدات “لإسرائيل” بالكامل، وقد أصبحت الجبهة الداخلية “الإسرائيلية” هي المكون الأساسي للساحة المركزية في الحرب متعددة الميادين القادمة، ولهذه الغاية، يجب تكييف مفهوم الأمن مع وضع يتم فيه إطلاق آلاف القذائف والصواريخ يوميًا على الجبهة الداخلية “الإسرائيلية” حتى لو عبرت قواتنا الحدود وقاتلت على أرض العدو.
- يجب نقل مسؤولية إعداد الجبهة الداخلية في السلم وفي والحرب إلى إدارة وزارة الأمن الداخلي (أو إلى وزارة يتم إنشاؤها لهذا الغرض) والتي ستكون وظيفتها الرئيسية من الصباح إلى المساء – لإعداد المستوطنات للحرب وإدارة الجبهة الداخلية في زمن الحرب.
تخضع لهذه الوزارة هذه الهيئات: الشرطة “الإسرائيلية”، خدمة الإطفاء والإنقاذ “الإسرائيلية”، قيادة الجبهة الداخلية، “ملاخ” (سلطة الطوارئ الوطنية ) التي اندمجت معها، بالإضافة إلى مسؤولين من الوزارات الحكومية التي لها يد في هذه المجالات. - إعادة تأهيل القوات البرية، وخاصة وحدات الاحتياط، التي هي القوة الأساسية للقوات البرية، إعادة تأهيل تستند أيضًا إلى مسح أجراه “مامادا” (معهد العلوم السلوكية) في “الجيش الإسرائيلي” قبل بضعة أشهر بين جنود وحدات الاحتياط والقادة، وأظهر الاستطلاع حوالي ألف شاهد على خطورة الوضع في قوات الاحتياط وعدم ثقته في القيادة العليا “للجيش الإسرائيلي”، وفي هذا الاستطلاع، ظهرت النتائج التالية: 50% من الجنود لا يشعرون بالحاجة إلى الاحتياط، وفقط 64% من القادة و 45% من الجنود يتطلعون إلى تماسك الوحدة بشكل إيجابي (انخفاض حاد)، 67% فقط من القادة يؤمنون بقدرة وحدتهم على أداء مهمة (تراجع حاد).
70% من القادة و 50% من الجنود يعتقدون أن التدريب غير فعال. 45% من القادة و 27% من الجنود يشعرون أنهم لا يتلقون اعترافًا من “الجيش الإسرائيلي”.
60% من الجنود والقادة لا يثقون في أن “الجيش الإسرائيلي” سيوفر لهم المعدات اللازمة لإكمال المهمة.
- تعزيز الذراع الإستراتيجية “لإسرائيل ” من خلال إنشاء سلاح (فيلق) صواريخ (صواريخ أرض – أرض) يتم تدجينها لأغراض العدو بأجهزة الكشف وأجهزة الاستشعار، بحيث تصل في غضون ثوانٍ قليلة وتدمّر الهدف، و هناك أيضًا حاجة للدخول في خضم الأمور من خلال مشروع وطني في مجال الليزر الدفاعي والهجومي، وبالتأكيد لمواصلة تعزيز القدرات السيبرانية في الدفاع والهجوم.
صحيح أن سلاح الجو، وهو الذراع الإستراتيجية لإسرائيل كان أداؤه جيدا في الحروب السابقة ضد طائرات العدو، لكنه لم يعد فعالاً.
- يجب التحضير لتأسيس حرس وطني لدعم الشرطة وحرس الحدود في أعمال الشغب الشديدة للمسلحين المتطرفين الذين سينفجرون في” إسرائيل” في الحرب القادمة، فما حدث في أعمال الشغب في عملية “حارس الأسوار” “معركة سيف القدس” لا يقارن بما سيحدث في الحرب القادمة.
- إعادة مجلس الأمن القومي، الذي تأسس بعد حرب يوم الغفران “حرب 1973″، إلى العمل حسب الهيئة التشريعية، وتتمثل المهام الرئيسية لمجلس الأمن القومي في القيام بعمل ذي جودة عالية بشكل روتيني للتأكد من أن الدولة والهيئات مستعدة لسيناريوهات الطوارئ.